نلتقي مع فنانة ليبية دخلت مجال الفن لأنه عشقها منذ الطفولة حيث كانت تحب سماع الموسيقي وتميل لها إنها الفنانة والملحنة الليبية )مسعودة القرش( التي هي تعد أول مرأة في ليبيا تعشق الموسيقية حتي تكون في مجال التلحين وهي الآن أحد أبرز الموسيقيات الليبيات تجيد العزف على آلة العود أحبتْ الموسيقى منذ نعومة أظفارها وعملتْ في قسم الموسيقى بفرع الإذاعة ببنغازي…
احكِ لنا كيف جاء دخولك للمجال الفني ؟
اهلاً بالجميع جاء دخولي للمجال الفني اولا كنتُ اهوى الفن منذ الصغر ثم دخلتُ ادرس الفن بمعهد «الشعالية» حتي أصبحت من خريجات معهد المرحوم الفنان علي الشعالية ببنغازي 1978م وتحصلت على مؤهل اكاديمي «دبلوم العلوم الموسيقية»، وكذلك تحصلتُ على بكالوريوس اقتصاد وقمتُ بتعليم الموسيقى في المعهد.
مَنْ وقف معاكِ في مشوارك الفني؟
أسرتي التي ساعدتني على تحقيق هذه الرغبة؛ فدرستُ الموسيقى وتحصلت على دبلوم العلوم الموسيقية كما تعلمتُ العزف على عدة آلات منها «الكوريون، والأورغ، والبيانو، والعود».
هل مازال الفن المرسكاوي موجودًا في أفراحنا ؟
الحقيقة رغم أن الفن المرسكاوي تغير بعض الشيء لكنه مازال وبشكل كبير حاضرًا في كل مناسباتنا سوي الاعراس وغيرها من المناسبات الاجتماعية .
وللمرسكاوي عشاق خاصة في المنطقة الشرقية والجنوب الغالي لقد تفننا فيه عدد كبير من الفنانين منهم الفنان الطربي سمير الكردي، وعصام العبيردي، وفوزي المزداوي، ومراد قدورة، وغيرهم من الفنانين .
هناك من يقول إن فن المرسكاوي قد تغير على ما كان عليه ماذا تقول الفنانة مسعودة ؟ قد شرحتُ لكِ أستاذة التغيرات التي حدثتْ من وجهة نظري المتواضعة التي منها ما يخدم هذا اللون والبعض اعتبره دخيلًا علينا ويجب ايقافه ومن اهمها الالحان الغربية والكلمات المبتذلة البعيدة عن قيمنا وهذا اللون من الفنون الشعبية الجميلة له عاشق كثر في بلادنا ووصل إلى البلاد العربية .
ما عدد أعمالك الفنية ؟
حاليًا ليَّ ما يقارب من العشرين لحنًا مسجلاً بالإذاعة وكذلك قمتُ بنفسي علي تكوين فرقة موسيقية نسائية إلى جانب أنني كنتُ موظفة بوزارة الثقافة والإعلام ببنغازي وفي عام 2001 تم اعتمادي كملحنة ومن هنا صارتْ لي الكثير من الطموحات والأماني في هذا المجال .
حديثنا عن التلحين، وماهي الاعمال التي قمتِ بتلحينها ؟
من خلال الدراسة الموسيقية تمكنتُ من فن التلحين حيث صارتُ من ابرز الملحنين في الساحة الفنية كوني والحمد لله أول ملحنة في ليبيا حيث قمتُ بتلحين عديد الأعمال منها «يا متوكل على باب الله»، و«بلادنا الحلوة»، كما كلفتُ بدور منسق عام للغرفة الموسيقية بمهرجان الأغنية الشعبية، وكذلك كنتُ عضوة في لجنة التحكيم بمهرجان الأغنية الليبية الشعبية كما تحصلتُ على الدكتوراه في الموسيقى من جمهورية مصر العربية وهذا كله بحمد الله.
كما قدمتُ عدة برامج منها برنامج « الموسيقى علم وفن»، هو برنامج من اعدادي،، وتقديمي وكان سابقًا يعرض أسبوعيًا بالإذاعة المرئية، وكان هذا البرنامج يهدف إلى نشر الثقافة الموسيقية بأسلوب مبسط للمشاهدين.
في أحد اللقاءات معكَ سمعنا بأنكِ صرحتِ على أن الفن موهبة ؟
الإبداع هبة من الله يمنحها لمن يشاء وأنا اختارت عالم الفن الراقي وهو عالم يندر فيه العنصر النسائي إن الموهبة عندما يتم صقلها بالدراسة والثقافة والعلم، تتكامل وتثمر ويكون نتاجها ابتكارات ذات فائدة اجتماعية وإنسانية، والمرأة أنتجتْ، وأبدعتْ في كل المجالات الإدارية والاقتصادية والعلمية والأدبية، ولكنها لم تشارك في مجال الفنون الموسيقية وخاصة التلحين الذي هو إبداع خلاق لا يستطيع الخوض فيه إلا من كان قد تأهل في العلوم الموسيقية واستوعب الموسيقى كـ)علم وفن(، لهذا أنا إحدى خريجات معهد المرحوم الفنان علي الشعالية ببنغازي.
قلتِ عدة اقول تخص الموسيقى والذوق الفني ياريت تعرفنا بها ؟
من أهم شروط الاستمرار والعطاء الصادق في أي مجال التخصص والثقافة، فلا يمكن لشاعر فصحى مثلا ً أن ينظم قصيدة إلا إذا كان ملمًا بعلم العروض، وبحور الشعر. ولا يمكن للطائرة أن تطير إلا بطيار ملم بعلوم الطيران…
وهكذا الموسيقى فلا بد من الدراسة والتخصص ومن لا يعزف الآلات الموسيقية والتوزيع والإيقاعات والمقامات والتاريخ الفني، لا يمكن له أن يداوم على الإبداع وسيكون محدود العطاء، وأنا لا أتخيل ملحنًا لا يكتب النوتة الموسيقية، فلا بد للإنسان من امتلاك أدواته في المجال الذي يحبه حتى يكون مبدعًا بالفعل.
وحتي يكون ناجحاً يجب أن يرتبط بالكلمة وأن يكون له لون خاص به، مع إدخال بعض التوزيعات الفنية لأن اللحن يحتاج دوماً إلى رونق جميل مع اشتراطه أن لا يلغي روح اللحن الأساسي.
ما أبرز مشاركاتك داخل ليبيا وخارجها؟
لدي كثير من المشاركات المحلية حيث شاركتُ في المهرجانات الأول، والثاني، والثالث، للأغنية الليبية وقد فزتُ بجائزة في المهرجانين الأول والثالث أما المهرجان الرابع فكانت مشاركتي ضيفة شرف وشاركتُ في جميع المهرجانات المدرسية التي يقوم بها مكتب النشاط المدرسي في تلك الفترة وايضا كنتُ ضمن اللجنة التحضيرية خلال الأعوام الماضية 90-1998 م في مهرجان المواهب الأول الذي أقيم في بنغازي حيث كنتُ مساعد رئيس المهرجان، ومهرجانات إبداع المرأة التي أقيمت سابقًا في مدينتي بنغازي وطرابلس كما شاركتُ في الماضي بالأسابيع الثقافية التي اقيمت حينها في الخارج ومنها في )طوكيو والفلبين و اليابان و تركيا وإيطاليا و ألمانيا و تشيكوسلوفاكيا و اليونان و إسبانيا و فرنسا وبولندا( كما كانت لي مشاركة في المغرب والشقيقة تونس وقد تمكنتُ بعزفي بالموسيقى الليبية في هذه البلدان وقابلني الجمهور بحب شديد، فهو كان لونًا جديدًا على مسمعهم وهذه هي العالمية فالفن المحلي يمكن أن يكون عالميًا إذا ما تم تقديمه بشكل جيد.
أهم الاعمال التي قمتِ بتلحينها .
في مجال التلحين لحنتُ عديد الأعمال الفنية تصل أكثر من 20 لحنًا منها: أغنية تحمل بعنوان «شوك الورد» للشاعر الغنائي الراحل يوسف بن صريتي، وتغنت به الفنانة الصاعدة حنين محمد، كما لحنتُ أغنية عاطفية «يا للي معا يا أخذت الدرب» وأغنية «بلادي» كلمات الشاعر الغنائي الراحل يوسف بن صريتي أغنية «بيناتنا مسافات» للشاعر محمد المغبو، وأغنية عاطفية بعنوان«كل عام وأنت بخير » كلمات الراحل عبد الجليل خالد «نسمة ود» كلمات الشاعر عبد المالك التهامي غناء حنين محمد «أرسم البسمة» كلمات الشاعر الراحل فرج المذبل تغني بها الفنان إبراهيم عبد العظيم كما لحنتُ أغنية سيد السبيب واغنية وطني الجميل واغنية فجر المرأة وكذلك اغنية يا متوكل على باب الله، واغنية علي « صبح» واغنية «غاويك يا وطني» واغنية «الشمس طلعت» واغنية « قوليها» وغيرها من الأعمال الفني الجميلة .
كما لحنتُ الموسيقى التصويرية لمسرحيات منها: مسرحية “شيع وطي ” للكاتب الليبي محمد الأصفر، مسرحية ” الغاية ” للكاتب الراحل يوسف بن صريتي والمخرج عبد الحميد الباح و مسرحية ” النهر ” تأليف الأستاذ إبراهيم الخمسي إخراج عبد الحميد الباح ومسرحية ” أحلام سعيدة ” للمسرح الوطني للمخرج محمد العقوري و مسرحية “خليل البخيل ” للمسرح الشعبي
إضافة إلى مجموعة اغاني للطفل كما لحنت مجموعة من الأغاني الوطنية والاجتماعية والمقطوعات الموسيقية..
كلمة لمن ترسلها الفنانة الملحنة مسعودة القرش ..
ارسلها إلى تلك المرأة الليبية التي تثبت جدارتها في جميع المجالات مهم كان نوعها، وإلى المرأة التي توجه الصاعب وتقف تتحدها بكل ثقة وجدارة، والحقيقة تظل المرأة الليبية تلك الانسانة المكافحة في حياتها وبقوة ولكم تحياتي .