تقارير

سوق بلا رقيب

محمد الزرقاني

تعد‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬والمصرية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ ‬جزءاً‭ ‬أساسياً‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭ ‬الليبية؛‭ ‬حيث‭ ‬تكتظ‭ ‬عديد‭ ‬القطاعات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬بهم،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬البناء،‭ ‬الزراعة،‭ ‬التجارة،‭ ‬وأسواق‭ ‬الخضراوات‭. ‬هذا‭ ‬الوجود‭ ‬الواسع‭ ‬لهذه‭ ‬العمالة‭ ‬يعكس‭ ‬العلاقة‭ ‬التاريخية‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬وكذلك‭ ‬الظروف‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬المصريين‭ ‬الخيار‭ ‬الأوفر‭ ‬كلفةً،‭ ‬والأكثر‭ ‬وجودًا‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

في‭ ‬هذا‭ ‬التحقيق،‭ ‬نبحث‭ ‬في‭ ‬أسباب‭ ‬تزايد‭ ‬العمالة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الليبي،‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها،‭ ‬وآفاق‭ ‬المستقبل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الظروف‭ ‬المتغيرة‭.‬

على‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬تهتم‭ ‬بالدوائر‭ ‬الزراعية

العمالة‭ ‬تضع‭ ‬الأسعار‭ ‬على‭ ‬مزاجها‭ .. ‬والمواطن‭ ‬يعاني

أسباب‭ ‬انتشار‭ ‬العمالة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الليبي‭:‬

القرب‭ ‬الجغرافي‭ ‬والعلاقات‭ ‬التاريخية‭:‬

منذ‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬كانت‭ ‬ليبيا‭ ‬ومصر‭ ‬تربطهما‭ ‬روابط‭ ‬تاريخية‭ ‬وجغرافية‭ ‬وثقافية‭ ‬قوية،‭ ‬ما‭ ‬ساعد‭ ‬على‭ ‬تنقل‭ ‬العمالة‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بكل‭ ‬سهولة،‭ ‬ويسر‭.‬

هذه‭ ‬الروابط‭ ‬جعلتْ‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬الخيار‭ ‬المفضل‭ ‬لدى‭ ‬أصحاب‭ ‬العمل‭ ‬الليبيين،‭ ‬إذ‭ ‬يسهل‭ ‬التفاهم‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬بفضل‭ ‬اللغة‭ ‬المشتركة‭ ‬والبيئة‭ ‬الثقافية‭ ‬المتشابهة‭.‬

الطلب‭ ‬المرتفع‭ ‬على‭ ‬العمالة‭:‬

تعاني‭ ‬ليبيا‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الأيدي‭ ‬العاملة،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬الصراع‭ ‬والحروب‭ ‬التي‭ ‬تسببتْ‭ ‬في‭ ‬تدمير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البنى‭ ‬التحتية‭. ‬ومع‭ ‬عملية‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬التي‭ ‬بدأتْ‭ ‬تدريجياً،‭ ‬كان‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية،‭ ‬خاصة‭ ‬منها‭ ‬المصرية،‭ ‬في‭ ‬تزايد‭ ‬مستمر‭. ‬فالمصريون‭ ‬يتمتعون‭ ‬بخبرة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬مجالات،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬البناء‭ ‬وحتى‭ ‬الخدمات‭ ‬الأخرى‭.‬

العمالة‭ ‬الرخيصة‭:‬

في‭ ‬ظل‭ ‬الوضع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬الصعب‭ ‬الذي‭ ‬تمر‭ ‬به‭ ‬ليبيا،‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تكون‭ ‬تكلفة‭ ‬العمالة‭ ‬المصرية‭ ‬أقل‭ ‬بكثير‭ ‬مقارنةً‭ ‬مع‭ ‬الجنسيات‭ ‬الأخرى‭. ‬العمالة‭ ‬المصرية‭ ‬تعمل‭ ‬بأجور‭ ‬معتدلة‭ ‬وتتكيف‭ ‬مع‭ ‬ظروف‭ ‬العمل‭ ‬القاسية‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬الخيار‭ ‬الأكثر‭ ‬جذباً‭ ‬للمشروعات‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬لتقليل‭ ‬التكاليف‭.‬

توافر‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭:‬

مصر‭ ‬تعد‭ ‬من‭ ‬أكبر‭ ‬الدول‭ ‬المصدرة‭ ‬للعمالة‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬ويبحث‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المصريين‭ ‬عن‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬في‭ ‬الخارج‭ ‬بسبب‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الداخلية؛‭ ‬ليبيا‭ ‬وبسبب‭ ‬قربها‭ ‬الجغرافي‭ ‬والأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬التي‭ ‬تتطلب‭ ‬الأيدي‭ ‬العاملة،‭ ‬تعد‭ ‬الوجهة‭ ‬الأكثر‭ ‬جذباً‭ ‬للكثير‭ ‬من‭ ‬المصريين‭.‬

القطاعات‭ ‬التي‭ ‬تهيمن‭ ‬عليها‭ ‬العمالة‭ ‬المصرية‭:‬

قطاع‭ ‬البناء‭ ‬والإعمار‭:‬

تتصدر‭ ‬العمالة‭ ‬المصرية‭ ‬المشهد‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬البناء،‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬توظيفهم‭ ‬في‭ ‬المشروعات‭ ‬الكبرى‭ ‬المتعلقة‭ ‬بإعادة‭ ‬الإعمار،‭ ‬النقص‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬اليد‭ ‬العاملة‭ ‬الليبية‭ ‬دفع‭ ‬الشركات،‭ ‬والمشروعات‭ ‬الكبرى‭ ‬إلى‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬العمالة‭.‬

الزراعة،‭ ‬وأسواق‭ ‬الخضراوات‭:‬

تشكل‭ ‬العمالة‭ ‬المصرية‭ ‬جزءاً‭ ‬مهماً‭ ‬من‭ ‬عمال‭ ‬الزراعة‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬جمع‭ ‬محصول‭ ‬الخضراوات‭ ‬ثم‭ ‬توزيعها‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬المحلية‭. ‬مهارتهم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬جعلتهم‭ ‬يهيمنون‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأسواق‭.‬

القطاع‭ ‬التجاري‭:‬

العمالة‭ ‬المصرية‭ ‬أيضًا‭ ‬موجودة‭ ‬بكثرة‭ ‬في‭ ‬الأسواق‭ ‬التجارية،‭ ‬من‭ ‬بائعين،‭ ‬وأصحاب‭ ‬محال‭ ‬بيع‭ ‬بالتجزئة،‭ ‬مما‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬تيسير‭ ‬حركة‭ ‬السوق‭ ‬وتوفير‭ ‬الاحتياجات‭ ‬اليومية‭ ‬للمواطنين‭.‬

التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬العمالة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭:‬

الظروف‭ ‬الأمنية‭ ‬والسياسية‭:‬

رغم‭ ‬أن‭ ‬العمالة‭ ‬المصرية‭ ‬كانت‭ ‬وما‭ ‬تزال‭ ‬عنصرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الليبي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الوضع‭ ‬الأمني‭ ‬والسياسي‭ ‬غير‭ ‬المستقر‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬قد‭ ‬يعيق‭ ‬قدرة‭ ‬المصريين‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بحرية،‭ ‬وأمان‭.‬

إن‭ ‬اندلاع‭ ‬النزاعات،‭ ‬أو‭ ‬تصاعدها‭ ‬يؤثر‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬العمالة‭ ‬ويؤدي‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬عديد‭ ‬المشروعات‭.‬

التغيرات‭ ‬في‭ ‬القوانين‭ ‬والأنظمة‭:‬

في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬تفرض‭ ‬السلطات‭ ‬الليبية‭ ‬قوانين‭ ‬جديدة‭ ‬أو‭ ‬تعديلات‭ ‬على‭ ‬سياسات‭ ‬العمل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬أوضاع‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية‭ ‬بشكل‭ ‬عام‭.‬

في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحد‭ ‬هذه‭ ‬التغييرات‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭ ‬المتاحة‭ ‬للمصريين،‭ ‬أو‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬الصعوبات‭ ‬التي‭ ‬يواجهونها‭.‬

المنافسة‭ ‬من‭ ‬جنسيات‭ ‬أخرى‭:‬

مع‭ ‬تزايد‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬العمالة‭ ‬الأجنبية،‭ ‬بدأتْ‭ ‬جنسيات‭ ‬أخرى‭ ‬تسعى‭ ‬للدخول‭ ‬إلى‭ ‬السوق‭ ‬الليبي،‭ ‬مثل‭ ‬العمالة‭ ‬التونسية‭ ‬والجزائرية‭.‬

هذه‭ ‬المنافسة‭ ‬قد‭ ‬تؤثر‭ ‬على‭ ‬حصة‭ ‬العمالة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المجالات‭.‬

آفاق‭ ‬المستقبل‭:‬

في‭ ‬ظل‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬ليبيا،‭ ‬هناك‭ ‬آفاق‭ ‬كبيرة‭ ‬لاستمرار‭ ‬العمالة‭ ‬المصرية‭ ‬في‭ ‬الوجود‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬الليبي،‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬عودة‭ ‬الاستقرار‭ ‬السياسي‭ ‬والأمني‭ ‬بشكل‭ ‬تدريجي‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬استمرار‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬الإعمار‭ ‬والبناء‭ ‬سيعزَّز‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬المصريين‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬القطاع،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬قد‭ ‬تتأثر‭ ‬هذه‭ ‬الآفاق‭ ‬بعديد‭ ‬العوامل‭ ‬مثل‭ ‬التطورات‭ ‬السياسية،‭ ‬والاقتصادية،‭ ‬أو‭ ‬زيادة‭ ‬الاستثمارات‭ ‬في‭ ‬تقنيات‭ ‬البناء‭ ‬الحديثة‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تقلل‭ ‬من‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬العمالة‭ ‬اليدوية‭.‬

رأي‭ ‬آخر

من‭ ‬جانب‭ ‬آخر‭ ‬يرى‭ ‬بعض‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الرئيس‭ ‬يرجع‭ ‬للدولة،‭ ‬إذا‭ ‬لم‭ ‬تقم‭ ‬بصياغة‭ ‬قانون،‭ ‬أو‭ ‬قرار‭ ‬صريح،‭ ‬وواضح‭ ‬يحدد‭ ‬الأسعار‭ ‬سواء‭ ‬الخضراوات‭ ‬أو‭ ‬السلع‭ ‬الآخرى‭ ‬مثل‭:‬

اللحوم‭ ‬التي‭ ‬هي‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬بسعر‭ ‬شكل،‭ ‬والخضار‭ ‬التي‭ ‬منها‭ ‬المحلية

ومنها‭ ‬المستورد،‭ ‬السبب‭ ‬الآخر‭ ‬للاستغلال‭ ‬وعبث‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬هو

العشوائية‭ ‬في‭ ‬توزيع‭ ‬محال‭ ‬الخضار‭ ‬‮«‬البراريك‮»‬‭ ‬موجودة‭ ‬في‭ ‬كل

مكان‭.‬

أما‭ ‬الشي‭ ‬الثالث‭ ‬والمهم‭ ‬أيضًا‭ ‬هو‭ ‬وجود‭ ‬العمالة‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬دون‭ ‬حسيب‭ ‬ولا‭ ‬رقيب،‭ ‬وشهر‭ ‬رمضان‭ ‬على‭ ‬الأبواب،‭ ‬والوقت‭ ‬قصير‭ ‬جدًا‭ ‬لاختيار‭ ‬قرار‭ ‬لتصحيح‭ ‬المسار‭ ‬لأن‭ ‬العوائق‭ ‬كثيرة‭ ‬وعلى‭ ‬الدولة‭ ‬أن‭ ‬ترجع‭ ‬إلى‭ ‬مزارع‭ ‬الاكتفاء‭ ‬الذاتي،‭ ‬وللدوائر‭ ‬الزراعية،‭ ‬وتحدد‭ ‬الأسعار‭ ‬وعليها‭ ‬أيضًا‭ ‬أنّ‭ ‬تسهم‭ ‬مع‭ ‬المزارعين‭ ‬بتوفير‭ ‬البذور،‭ ‬والأدوية‭ ‬والمياه‭ ‬إذا‭ ‬الموضوع‭ ‬يحتاج‭ ‬خطة‭ ‬كبيرة،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬الدولة‭ ‬والمسؤولين،‭ ‬أن‭ ‬يتعاقدوا‭ ‬مع‭ ‬شركات‭ ‬كبرى،‭ ‬هي‭ ‬مَنْ‭ ‬تقوم‭ ‬بإستجلاب‭ ‬العمالة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬التخصصات،‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬أعمال‭ ‬البيع‭ ‬والشراء‭ ‬فقط،‭ ‬من‭ )‬نجارين‭ ‬حدادين،‭ ‬سباكين‭ ‬كهربائيين‭(‬،‭ ‬ويكون‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بعلم‭ ‬الدولة‭ ‬وبالتسعيرة‭ ‬التي‭ ‬تحددها‭ ‬كل‭ ‬نقابة،‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬يتبع‭ ‬لها‭ ‬هؤلاء‭ ‬هكذا‭ ‬يكون‭ ‬الموضوع‭ ‬محكومًا‭ ‬ومراقبًا‭ ‬رقابة‭ ‬تامة‭ ‬من‭ ‬الجهات،‭ ‬وبهذا‭ ‬نضمن‭ ‬ألا‭ ‬يجتهد‭ ‬اي‭ ‬شخص‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬البلاد‭ ‬ويضع‭ ‬التسعيرة‭ ‬التي‭ ‬على‭ ‬مزاجه،‭ ‬ووفقًا‭ ‬لأهوائه‭ ‬الشخصية‭ ‬واطماعه‭.‬

فالوافدون‭ ‬الآن‭ ‬وجدوا‭ ‬فرصتهم‭ ‬في‭ ‬ليببا‭ ‬كعكة‭ ‬يقتسمونها‭ ‬بينهم‭ ‬فرصة‭ ‬ذهبية‭ ‬سيطروا‭ ‬فيها‭ ‬على‭ ‬الاسواق‭ ‬بالكامل‭ ‬وبالغوا‭ ‬في‭ ‬استغلال‭ ‬الوضع‭ ‬الليبي‭ ‬حتي‭ ‬ان‭ ‬الأسعار‭ ‬صارت‭ ‬خيالية‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬السكوت‭ ‬عنها،‭ ‬فما‭ ‬يحصل‭ ‬الآن‭ ‬أن‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬خطر‭ ‬يتهددنا‭ ‬دون‭ ‬أدنى‭ ‬استفادة‭ ‬منهم،‭ ‬يغالون‭ ‬في‭ ‬الأسعار‭ ‬ويجمعون‭ ‬ثروات‭ ‬طائلة‭ ‬في‭ ‬مدة‭ ‬قصيرة‭ ‬أن‭ ‬يرحموا‭ ‬المواطن‭ ‬الذي‭ ‬يأن‭ ‬تحت‭ ‬سياط‭ ‬الغلاء‭ ‬الذي‭ ‬فرضوه‭ ‬هم‭ ‬اجباريًا‭ ‬علينا‭.‬

إن‭ ‬هذه‭ ‬مشكلة‭ ‬تعد‭ ‬ذات‭ ‬وجوه‭ ‬متعددة،‭ ‬فغياب‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬وعدم‭ ‬وعي‭ ‬المجتمع،‭ ‬وكذلك‭ ‬عدم‭ ‬تفعيل‭ ‬الجهات‭ ‬المدنية‭ ‬مثل‭ ‬جمعية‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬وغيرها‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬يمكن‭ ‬إتخاذ‭ ‬الخطوات‭ ‬التالية‭ ‬لمعالجة‭ ‬مشكلة‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬العمال‭ ‬غير‭ ‬الليبيين‭ ‬منها‭ :‬

تشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ :‬

‭ ‬‭- ‬يجب‭ ‬تكثيف‭ ‬الرقابة‭ ‬علي‭ ‬الأسواق‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬للتأكد‭ ‬من‭ ‬عدم‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مبرر‭.‬

ختامًا‭ ..‬‭ ‬يبقى‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭:‬‭ ‬كيف‭ ‬ستتعامل‭ ‬الجهات‭ ‬المختصة‭ ‬مع‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬التحديات؟‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى