
يأتي شهر رمضان كل عام، وهذا العام كنتُ على بابه أقف متعبة منهكة واتصبب عرقًا وقلقًا كمن خرج لتوه من سياط الركض في المحاولة وانتظار النتائج !
انتظر أن يفتح الباب ويأذن ليَّ بالدخول، فأجد أمي شابة تتألق حضورًا وغيابًا، وابريق قهوتها يملأ المكان )وسط حوشنا( بشذى هيله وكسبره وصنيع محبته تدعوني للخروج من داري والتحلق حول سفرتها الرمضانية المصنوعة بحب في انتظار مدفع الإفطار، وأنا لستُ محملة بشيء إلا )عبء( الصيام على كاهل جسد طري.. مرحبًا.
وطقس جديد يقع جزؤه الأكبر في أرخبيل الذكريات البعيدة لأم ترملت وتسعى جاهدة إلى صناعة ذكريات جديدة لفراخ عشها قبل أن يشتد جناحها، وترحل إلى اعشاشها..
لذلك لم يبقَ من الوقت إلا القليل لوضع القدمين في ماء بارد، واتخاذ القرار بشجاعة؛ فليس من السهل أن تعلن عن عدم اهتمامك بتسجيل صوتك في مناشط هي في الأصل قليلة الحدوث..!
وبصريح العبارة وبشيء من الشجاعة أيضًا بت على قناعة أكثر أن الصوت مهما كان مدى علوه وحتى جماله قدره التلاشي في الهواء…
ولذلك امضيتْ ما قبل رمضان في العمل على إصدارات جديدة مع إدارة جهاز المدينة القديمة طرابلس المتربعة في القلب دوما…
وكل رمضان والجميع بخير.