ثقافة

طقس جديد وسيرة حنين

مريم سلامة

يأتي‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬كل‭ ‬عام،‭ ‬وهذا‭ ‬العام‭ ‬كنتُ‭ ‬على‭ ‬بابه‭ ‬أقف‭ ‬متعبة‭ ‬منهكة‭ ‬واتصبب‭ ‬عرقًا‭ ‬وقلقًا‭ ‬كمن‭ ‬خرج‭ ‬لتوه‭ ‬من‭ ‬سياط‭ ‬الركض‭ ‬في‭ ‬المحاولة‭ ‬وانتظار‭ ‬النتائج‭ !‬

انتظر‭ ‬أن‭ ‬يفتح‭ ‬الباب‭ ‬ويأذن‭ ‬ليَّ‭ ‬بالدخول،‭ ‬فأجد‭ ‬أمي‭ ‬شابة‭ ‬تتألق‭ ‬حضورًا‭ ‬وغيابًا،‭ ‬وابريق‭ ‬قهوتها‭ ‬يملأ‭ ‬المكان‭ )‬وسط‭ ‬حوشنا‭( ‬بشذى‭ ‬هيله‭ ‬وكسبره‭ ‬وصنيع‭ ‬محبته‭ ‬تدعوني‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬داري‭ ‬والتحلق‭ ‬حول‭ ‬سفرتها‭ ‬الرمضانية‭ ‬المصنوعة‭ ‬بحب‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬مدفع‭ ‬الإفطار،‭ ‬وأنا‭ ‬لستُ‭ ‬محملة‭ ‬بشيء‭ ‬إلا‭ )‬عبء‭( ‬الصيام‭ ‬على‭ ‬كاهل‭ ‬جسد‭ ‬طري‭.. ‬مرحبًا‭. ‬

وطقس‭ ‬جديد‭ ‬يقع‭ ‬جزؤه‭ ‬الأكبر‭ ‬في‭ ‬أرخبيل‭ ‬الذكريات‭ ‬البعيدة‭ ‬لأم‭ ‬ترملت‭ ‬وتسعى‭ ‬جاهدة‭ ‬إلى‭ ‬صناعة‭ ‬ذكريات‭ ‬جديدة‭ ‬لفراخ‭ ‬عشها‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يشتد‭ ‬جناحها،‭ ‬وترحل‭ ‬إلى‭ ‬اعشاشها‭..‬

لذلك‭ ‬لم‭ ‬يبقَ‭ ‬من‭ ‬الوقت‭ ‬إلا‭ ‬القليل‭ ‬لوضع‭ ‬القدمين‭ ‬في‭ ‬ماء‭ ‬بارد،‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬بشجاعة؛‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬أن‭ ‬تعلن‭ ‬عن‭ ‬عدم‭ ‬اهتمامك‭ ‬بتسجيل‭ ‬صوتك‭ ‬في‭ ‬مناشط‭ ‬هي‭ ‬في‭ ‬الأصل‭ ‬قليلة‭ ‬الحدوث‭..!‬

وبصريح‭ ‬العبارة‭ ‬وبشيء‭ ‬من‭ ‬الشجاعة‭ ‬أيضًا‭ ‬بت‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬أكثر‭ ‬أن‭ ‬الصوت‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬مدى‭ ‬علوه‭ ‬وحتى‭ ‬جماله‭ ‬قدره‭ ‬التلاشي‭ ‬في‭ ‬الهواء‭… ‬

ولذلك‭ ‬امضيتْ‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬رمضان‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬إصدارات‭ ‬جديدة‭ ‬مع‭ ‬إدارة‭ ‬جهاز‭ ‬المدينة‭ ‬القديمة‭ ‬طرابلس‭ ‬المتربعة‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬دوما‭… ‬

وكل‭ ‬رمضان‭ ‬والجميع‭ ‬بخير‭. ‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى