ثقافة

تأخر

نورهان عبد الحق

لم‭ ‬أكنْ‭ ‬متأخرة‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬يا‭ ‬الله‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬كانوا‭ ‬مسرعين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬أخذوا‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ورحلوا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نرتشف‭ ‬الموت‭ ‬معًا،‭ ‬رحلوا‭ ‬ولم‭ ‬يتركوا‭ ‬لنا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الخيارات‭ ‬سوى‭ ‬الفراغ‭ ‬،‭ ‬الفراغ‭ ‬الذي‭ ‬كنتُ‭  ‬أعدّ‭ ‬صراعاته‭ ‬صار‭ ‬يعدّ‭ ‬من‭ ‬نافذتي‭ ‬كم‭ ‬خيبة‭ ‬مرّت‭ ‬من‭ ‬هنا،‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬متأخرة‭ ‬كنتُ‭ ‬أنام‭ ‬باكرًا‭ ‬لاستيقظ‭ ‬باكرًا،‭ ‬وأنا‭. ‬ممتلئة‭ ‬بالصباح‭ ‬،‭ ‬أتشبّه‭ ‬بالأمهات‭ ‬أحمل‭ ‬النزاعات‭ ‬من‭ ‬فم‭ ‬القلق‭ ‬وأقحمها‭ ‬في‭ ‬صرّتي،‭ ‬فتنبت‭ ‬من‭ ‬صرتي‭ ‬المدارس،‭ ‬ثم‭ ‬أطير‭ ‬وكأنّني‭ ‬تلميذة،‭ ‬محملة‭ ‬بالريش،‭ ‬لم‭ ‬أكن‭ ‬متأخرة‭ ‬تمامًا‭ ‬كنتُ‭ ‬أركض‭ ‬مثلكم‭ ‬بخطوات‭ ‬شاهقة‭ ‬،‭ ‬أسترق‭ ‬النظر‭ ‬لقبلات‭ ‬المراهقين‭ ‬ثم‭ ‬أغمض‭ ‬عيني‭ ‬جيدًا‭ ‬،‭ ‬فتتعلم‭ ‬الشجرة‭ ‬كيف‭ ‬تكون‭ ‬غابة‭ ‬مضربة‭ ‬عن‭ ‬الحب؟‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى