إجتماعي

الأساطير الشائعة في ضرب الأبناء

 

 

الأسطورة الأولى: الضرب يذكِّر بالأخطاء.

‏أو كما يقول المثل: (من أمن العقوبة أساء الأدب)، فقد يكون المعنى العام للمثل صحيح الا أنه ليس دعوة للضرب كعقوبة واحدة تؤدي الى امتهان كرامة الطفل.

والحقيقة إنك بالضرب ترسل إلى طفلك رسالتين في نفس الوقت:

الأولى: إنك أخطأت 

والثانية: أنك إنسان سيء لا تستطيع عمل الصواب أبدا…

وواضح التضاد بين الرسالتين وأن الثانية تلغي تأثير الأولى.

و الضرب لا يقدم البديل الصواب عن الخطأ الذي تعاقب عليه الطفل غالبا،

فالضرب عملية تتميز بالضجيج والضوضاء وعدم التحكم، فكيف تستطيع التوجيه التربوي والتذكير في مثل هذه البيئة؟

و كيف تطمئن لصدق المضروب إذا اعترف لك بالخطأ وأنه لن يعود اليه ثانية؟

إن المضروب لا يريد إلا شيئا واحدا الآن؛ ‏أن يتخلص من آلام الضرب المبرح، فسوف يخبرك بكل ما تريد حتى ولو كان الكذب نفسه.

أليس كذلك……..؟ 

الأسطورة الثانية:  الضرب أداة ترهيب.

وقد يعتقد البعض أن التخلي عن هذه الوسيلة هو ترك التربية القائمة على الترغيب والترهيب، وهل لا يعلم هؤلاء أن هناك أساليب كثيرة للترهيب لا تؤذي نفسية الطفل كالحرمان المؤقت مما يحب ،

أو تغيير تعبيرات الوجه  ونبرة الصوت .

وإبداء استياءه ، أو تكليفه بالخدمة،

إن مثل  هذه الوسائل التربوية توصل رسالة للطفل أنه محبوب رغم أخطائه،

أما الضرب للترهيب فيفقد أثره بالتعود، وكم من الأطفال تقول عنهم أمهاتهم: لم يعد يخشى الضرب لقد اعتاد عليه وكأنه أدمنه.

الأسطورة الثالثة: الضرب يصنع الرجال

استخدم اباؤنا الضرب معنا كوسيلة للتربية وها نحن كبرنا وتعلمنا ولم تتزعزع نفسيتنا ،

الضرب في حد ذاته إهانة، وهو يدل على أن الضارب قد  وصل الى أعلى درجات الضعف وعدم السيطرة والمهانة الداخلية بحيث لا يستطيع إدارة الآخر إلا بالعنف والإرهاب، وأنه وصل إلى درجة عالية من مستويات احتقار الطرف الآخر، الضرب لا يصنع رجالا ولا نساءَ ولا ينتج آباءً ولا أمهات،

الأسطورة الرابعة:  الضرب وسيلة لإظهار الحب

وهذه من المبكيات المضحكات….فالبعض يرى أنه من زيادة حبه لابنه فإنه يؤلمه بشدة ليربيه، وقد يقول أحد الوالدين لابنه الذي يضربه: سيأتي اليوم الذي تشكرني فيه على أني ضربتك…

كيف سيشكرك على أنك سببت له ألما يوما ما؟! سيستمر يحبك، قد يقدم لك البر ولكن سيظل يذكر تلك المرة التي تعاملت معه كحيوان وضربته ضربا مبرحا.

قد يقول البعض أنا أقسو عليه من خوفى عليه ، قد تكون القسوة نوع من وسائل التربية أحيانا ولكن هل وسيلة القسوة الوحيدة هي الإيذاء والإيلام البدني؟ إذا عودت ابنك أن أعلى مستويات قسوتك عليه أن تعبس في وجهه مغاضباً أن تحرمه من ابتسامتك، فستكون هذه هي أقصى الوسائل التربوية التي تستخدمها معه، وإذا عودته أن قسوتك التربوية تتلخص في 10 صفعات على وجهه عند الخطأ فسوف يتمادى حتى الصفعة التاسعة ولن توقفه الصفعة العاشرة للأسف.

الأسطورة الخامسة:أنا أضرب وأنا واعي لما أفعل.

وهذه كذبة كبيرة فالضرب أسلوب سبعي افتراسي، لا يفعله الإنسان إلا إذا كان في قمة غضبه

والله –سبحانه وتعالى – يقول: (وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ)…

وكم هي الحوادث التي تسبب الضرب فيها بعاهات لا يمكن لواعي أن يتسبب في حدوثها لابنه أو ابنته.

وقد أثبتت الدراسات العلمية أن العنف يولد عنف أكبر وإنك إذا بدأت الضرب لن تستطيع أن تتوقف إلا إذا عنفك أحد وجذبك بشده، او كان اقوى منك.

يبقى السؤال هل تصنع هذه الاساطير رجال أو نساء لديهم ثقة بأنفسهم وتقديراً  لذواتهم ؟؟؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى