تشتكي العديد من مراكز العزل وبعض الفرق الطبية من عدم صرف مرتباتهم ومكافآتهم خاصة خلال جائحة كورونا .. ما جعل الكثير من هذه الكوادر تعلن إضرابها بعد خروجها في عديد البيانات ومطالبتها عديد المرات بصرف مستحقاتهم المالية .
وفي الوقت التي تتجاهل فيه وزارة الصحة هذه الحقوق، وفي ظل عدم تفعيل قرار 885 القاضي بزيادة مرتبات الكوادر الطبية والطبية المساعدة.. أعلن الأسبوع الماضي موظفو مركز عزل سرت خروج المركز عن الخدمة مقدمين بذلك استقالة جماعية .
وحول أسباب هذه الاستقالة وتداعياتها أجرينا اتصالا مع(د. عبد الله الأحول – مدير مركز عزل سرت ) .. بدأ الدكتور عبد الله حديثه عن سبب تقديم موظفو المركز استقالتهم الجماعية قائلا :
لقد كان الاستقالة الجماعية لعدة أسباب منها: شعور الطاقم الطبي بالتهميش ونسيان مجهوداتهم منذ سنتين رغم الاصابات المتكررة للعديد منهم وإصابة عائلاتهم ومنهم من توفي بسبب الكورونا.وعدم صرف مستحقاتهم رغم مضي مدة طويلة ورغم صرفها لمراكز اخرى، كذلك شعور الأطباء بالمركز بالتذمر والاضطهاد من قبل الجهات الرقابية المتعددة والتي أصبح ليس لديهم هم الا مركز العزل، فيتم توقيف العناصر الطبية والاطباء واخضاعهم للتحقيقات بدون سبب واضح. كل هذه الأسباب جعلتنا نعتزم على تقديم هذه الإستقالة.
وحين سألناه عن كيف تفاعلت وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة مع هذه الإستقالة أجنا الدكتور الاحول: تم تسويفنا مجددا، فلقد وعدنا أنه سيتم صرف المستحقات نهاية شهر مارس الجاري كأقصى مدة .. ماذا إذا لم يتم ذلك حتى نهاية شهر مارس ؟
اذا لم تتوفر الحماية اللازمة للعناصر الطبية وايضا يتم صرف مستحقاتهم فإنه لن تجد من يستقبل المرضى بعد ذلك التاريخ
وأما عن الإمكانيات التي يتمتع بها المركز قال د. الأحول :
بداية ويجدر التذكير أن مركز العزل كان في السابق قسم عزل الأمراض السارية والمعدية وتحول لعزل مرضى الكورونا منذ 1.7.2020.
الإمكانات الأن تعتبر جيدة ولكننا عانينا الأمرين للوصول إلى هذه المرحلة، لكن في مجال الأدوية يقع العبء الأكبر على المريض.
تعطل مصنع الاكسيجين ولم يقم المورد وباصلاحه ونحن نعتمد على الاسطوانات التي يتم جلبها من مصراته يوميا. رغم أن وزارة الصحة لم تقم بدفع مستحقات المصنع الى الأن.ما دفع المصنع أن يقوم بتهددينا بإيقاف التزويد بالاكسيجين.
أما عن الوضع الوبائي بشكل عام في مدينة سرت وعدد الحالات التي خلت المركز أوضح لنا د. عبدالله الأحول :
الوضع الوبائي الان يعتبر جيد و المدة الماضية كان متوسط الدخول اقل بكثير عن العام الماضي حيث لم تتعدى حالات الدخول العشرة. أما عدد الوفيات هذه الفترة يتراوح من 1 إلى 3 حالات بالشهر.. مركز العزل سرت مجهز لاستقبال عدد ( 35 نزيل ) موزعين على (7 اسرة ) عناية فائقة، و 19 سرير للمرضى اللذين يحتجون إلى الأكسيجين و عدد (9 أسرة) للمرضى تحت الملاحظة.
أما عدد الوفيات مقابل الشفاء في السنة الماضية كان مرتفع من 3 الى 5 حالات بالشهر وفي بعض الأحيان – خاصة خلال موجة المتحور دلتا- كان العدد أكبر حيث قدر من بين 6 إلى 7 حالات، ووصل الآن العدد الإجمالي 200 حالة وفاة.