الاولىالرئيسيةمتابعاتمقابلات

مدير عام مستشفى الرازي د. محمد غوار.. خدماتنا تغطي مساحة تعادل ثلاثة أرباع ليبيا

 

 

شهد مجال الصحة النفسية مؤخرا اهتمام بالغا، ورغم تدني مستوى الثقافة الصحية في ليبيا إلا أنه لا يمكن تجاهل التطور الحاصل في المؤسسات الخاصة والعامة التي تعنى بتقديم خدمات صحية نفسية .

مؤخرا يخضع مستشفى الرازي أول مستشفى للأمراض النفسية والعقلية لتطويرات وتحسينات ومشاريع وصيانات تصب في تطوير برنامج خدمات الصحة النفسية

التقت صحيفة فبراير (مدير عام مستشفى الرازيد. محمد غوار ) حيث جاء في هذا اللقاء ما يلي :

شهد مؤخرا مستشفى الرازي العديد من التحولات والصيانات والمشاريع، كبداية ما هو مستوى الخدمات الصحية التي يقدمها المستشفى ؟

مستشفى الرازي هو مستشفى عام في طرابلس يعنى بعلاج الأمراض النفسية، يقدم خدماته التشخيصية العلاجية والإيوائية لرقعة جغرافية واسعة من ليبيا الحبيبة تمتد من المنطقة الوسطى إلى المنطقة الغربية و الجنوب الغربي ، و هي مساحة تعادل ثلاثة أرباع ليبيا و هذه الخدمات الصحية والتعليمة تشمل كافة العلاجات النفسية و العصبية ، كما يقدم خدمات تعليمية في مجال الأمراض النفسية و العصبية لكليات الطب البشري و أقسام علم النفس والعلوم الإجتماعية والمعاهد الصحية

كم عدد المرضى المقيمين فيه ؟

العدد الإجمالي يتراوح ما بين 160 الى 180 حالة في اليوم الواحد.

بالاضافة لدينا العديد من العيادات الخارجية التابعة لنا، والتي يتردد عليها ما يقرب من 200 حالة في اليوم.

  • هل هناك مرضى مصابون بأمراض نادرة ؟ كيف تتعاملون معهم؟

لا يوجد لدينا أي أمراض نادرة ، جميع المرضى يعانون من مشكلات نفسية وعقلية فقط .

ما هي أبرز تحديات المستشفى ،وكيف يعمل على تفاديها ؟

العديد من التحديات منها نقص كادر التمريض المختص برعاية الصحية النفسية ، ونقص الادوية الخاصة بالامراض النفسية والعقلية ، وافتقار المستشفى الى نظام مراقبة كاميرات ،فرغم حجم المستشفى الذي يبلغ 11 هكتار من الصعب مراقبته بالكامل، لذا نطالب الجهات ذات العلاقة مد يد العون لنا العمل على إمكانية إنشاء شبكة خاصة بالمستشفى وكذلك بالأقسام.

ما السبب في نقص الأطباء والممرضين من مقدمي الرعاية النفسية الصحية ؟

الحقيقة يرجع مشكل نقص الأطباء النفسيين والعناصر الطبية المساعدة إلى خصوصية المستشفى باعتبارها أمراض نفسية وعصبية وجميع العناصر الطبية في ليبيا هي عناصر طبية عامة غير متخصصة في الصحة النفسية.بالاضافة الى ان جميع المعاهد التمريض هي تمريض عام وهذه اشكالية اخرى.وطبعا نحن نفتح في مجال استقبال الممرضين العامين ونقوم نحن بتدريبهم وكيفية التعامل مع المريض النفسي.

نقص أدوية الأمراض النفسية والعصبية تظل معضلة دولية ، كيف تعامل معها المستشفى ؟

الحقيقة نعم من أبرز التحديات التي تواجهنا هي نقص أدوية الأمراض النفسية ، لغلاء ثمنها ، لأن هذه الادوية المسؤول الوحيد عنها جهاز الإمداد الطبي ، أي مرخصة فقط من قبل الحكومة ، ولا يمكن لاي شركة خاصة توريدها ، ما يجعل أزمة الادوية معضلة حقيقة، ونحن في توصل مستمر مع الإمداد الطبي ووزارة الصحة من أجل توفير الأدوية للاحتياج اليومي والنصف سنوي والسنوي .

وجميع الجهات ذات العلاقة قمنا مخاطبتها مثل وزارة الصحة والإمداد الطبي والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وننتظر أن يتم حل هذه المعضلة .

ما تعليقك على أن المصحات النفسية الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود ؟ في اشارة الى أن ما من أحد دخل مصحة نفسية وخرج معافى ؟

في السنوات السابقة قد يكون هناك جزء من هي الإشاعة حقيقة واقعة ، لكن أوكد لك أن مستشفى الرازي تحول من معتقل الى منتزه ، وهذا بشهادة كل الجهات والسفراء اللي قاموا بزيارة المستشفى وعلى رأسهم وزير الصحة المكلف السيد رمضان أبو جناح، بالاضافة اننا قمنا بتنفيذ مشاريع ترفيهية من ملاعب وحدائق وتعتبر هذه الحديقة التي تقدر مساحة 2 هكتار أكبر حديقة في المستشفيات العامة في ليبيا .

أقام المستشفى العديد من المشروعات، ماهي أبرزها، وفي اي اطار تأتي هذه المشاريع ؟

بدأ برنامج المشاريع في المستشفى من نهاية عام 2018، حيث قمنا بعمل شبكة أرضية تمتد في كافة أقسام المستشفى ، كما قمنا بإنشاء خزان علوي بدل السابق الذي كان سيؤول الى السقوط ثم ألحقنا ببناء خزان ارضي تقدر سعته بـ 1700 متر مكعب من المياه، قمنا بإقامة مقترح لوزارة الصحة حيث قمنا بصيانة عامة لكافة أقسام المستشفى، اضافة الى ربط المسشفى بطريق طوله 2200 متر مع تنفيذ برنامج أعمدة الإنارة الليلية، وكذلك من ضمن المشاريع التي قمنا بها تنفيذ خمسة مواقف للسيارات داخل المستشفى تكفي لاصطفاف 350 سيارة. وايضا عملنا على تنفيذ مشاريع ترفيهية منها اقامة اربعة ملاعب رياضية داخل المستشفى.

ومن اهم الانجازات هي بناء مساكن للعناصر الطبية المغتربين .

لم يعد يقتصر المستشفى على تقديم الخدمات الصحية في إطار الصحة النفسية فقط، ، حدثتني عن أهمية فتح العيادات داخل المستشفى ؟

كما يعلم الجميع ان الرازي هو مستشفى تخصصي بالأمراض النفسية والعقلية، ولكن في حال اصيب مريض بأي عارض صحي مثلا نزيف أو غيره، فقد يحتاج الأمر إلى طلب اسعافه الى المستشفيات العامة، لذا حتى نخفف من حدة الوضع على المرضى وعلينا ، قمنا بطلب مقترح لوزارة الصحة من أجل فتح ست عيادات وهي : عيادة السكري وعيادة الأسنان والأنف والأذن والحنجرة وكذلك عيادة العيون وعيادة الجلدية عيادة صحة المرأة وأورام الثدي .

كيف تعاملتم مع جائحة كورونا ، وهل خضع الجميع الى تلقي اللقاحات ؟

خلال سنة 2020 تم اصابة اكثر من 26  حالة بهذا الفيروس والحمد لله قمنا بجهودنا للحد من انتشار المرض، وهي جهود قام بها فريق الجيش الأبيض من العناصر الطبية الذي دائما ما أقول أنهم يتربعون على عرش الإنسانية .

حدثني أيضا عن اللجان الطبية ودورها في المستشفى ؟

لدينا لجنتان ، اللجنة الطبية الجنائية التي لها علاقة بالنائب العام والشرطة والجهات القاضية والتي ترتبط بالجرائم الجنائية التي يقوم بها أشخاص مصابون بأمراض نفسية مثل الميراث والقتل والزنا وغيرهما، أما لجنة الأخرة، واما اللجنة الأخرى فهي اللجنة الطبية التي لها علاقة بإعداد تقارير طبية للمعاش الأساسي، للأشخاص المصابين بأمراض نفسية ويودون الحصول على معاشات اساسية ويكونون غير قادرين على العمل في الدولة وهي كفيلة بهذه الشريحة .

المريض النفسي قد يدخل السجن ، والسجن قد يصنع مريضا نفسيا، هل تصل خدماتكم الى مراكز الإصلاح والتأهيل ؟

جميع مراكز الإصلاح والتأهيل في المنطقة الغربية لها علاقة بمستشفى الرازي، ونحن لدينا فريق طبي يتم ارساله او الاستعانة بيهم في كافة هذه المراكز.

وبالطبع نحن لدينا قسم اسمه قسم ابن سيناء وهو يتعلق بتقديم الخدمات الصحية للنزلاء في مراكز الإصلاح والتأهيل خاصة للسجناء المصابين بأمراض نفسية.

ماهي الجهات او المؤسسات التي لديكم شركات معاهم في إطار الصحة النفسية ؟

مستشفى الرازي يزخر بالعديد من الخبرات سواء الأطباء والاختصاصيين والاستشاريين .

لذا نحن نعمل على تدريب العديد من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين في داخل المؤسسات مثل مؤسسة التعليم .

ما رأيك في المصحات النفسية الخاصة ، كيف تقيم خدماتها في ظل الاستغلال مادي؟

الحقيقة أرى أنه من الواجب إشراك القطاع الخاص، لأن التعويل فقط على القطاع العام لا يمكن أن يأتي بنتائج.

وايضا لان مستشفى الرازي يتردد عليه في اليوم من 200 إلى 250 حالة. وعلى اعتبار أن مستشفى الرازي يغطي  أكثر من 65 من مساحة ليبيا الإجمالية .

ووضعنا تصورا عن امكانية انشاء توسعة مستشفى الرازي من اجل انشاء اقسام جديدة من أجل استيعاب هذا العدد. ومع هذا نرى وجوب إشراك القطاع الخاص في تقديم خدمات الصحة النفسية.

من خلال الخدمات التي يقدمها المستشفى ، كيف تقيم أهمية الصحة النفسية في المجتمع الليبي خصوصا في ظل حدوث العديد من الحرب التي شاهدها الليبيون ؟

الحقيقة إن المجتمع الليبي ينظر للمرض النفسي كوصمة عار ، وقد يتحفظ المجتمع أو يتكتم على وجود الأشخاص مصابون بأمراض نفسية، وهو عائد الى الثقافة السائدة في المجتمع.

ونحن نسعى إلى وجود قسم الصحة النفسية في جميع المؤسسات الخاصة والعامة ، لنشر الثقافة الصحية .

أما فيما يتعلق بالصحة النفسية ما بعد الحروب، الحقيقة تعتبر مشكلة حقيقة ، في جميع الحروب العالمية التي حدث في العالم لم يتم تدارك الوضع وإجراء دراسات فعلية لفهم التأثيرات النفسية على المتعايشين مع الحروب، يمكن أن يكون ذلك مساعد لنا في تحليل وفهم الوضع النفسي في ليبيا نتيجة حدوث الحروب والصراعات المسلحة .

كلمة أخيرة

اوجه كامل التقدير للفريق الطبي من أطباء واستشاريين وممرضين وفريق العناصر الطبية و أحييهم على بذلهم للجهود الجبارة التي يرتكز على نجاح خدمات مستشفى الرازي .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى