الرئيسيةلقاءاتمتابعات

الأضاحي في سوق المضاربة: حضرت العادة.. وغابت العبادة

تحقيق: أنتصار المغربي

غياب الوطنية .. وذبح إنات الخراف .. وجشع التجار

الحل دعم الجمعيات الزراعية وتوفير الأعلاف والتطعيمات

 وبتفاوت الاسعار وتنافس التجار في كسب الأموال في اسواق بيع الاغنام ، يتفاجأ أصحاب المعاشات الاساسية (التضامن)والمتقاعدين ( معاش الضمان) بغلاء صادم لأسعار للأغنام بجميع انواعها ، مما جعلهم يتراجعون عن الشراء لو لم تتدخل الحكومة في توفير أضاحي العيد بأسعار تناسب ذوي الدخل المحدود قبل يوم الموسم .

-فما اسباب غلاء وتفاوت أسعار الأغنام مع قرب عيد الأضحى المبارك ؟

– هل تم وضع الخطط التنموية من قبل الجهات التشريعية والتنفيذية لأجل تنمية الثروة الحيوانية؟

– هل تخضع لرقابة الصحية الأغنام الوطنية والمستوردة لضمان صحة المواطنين ؟

– وما الحلول الناجعة لازدهار سوق بيع الأغنام وضمان خفض أسعارها ؟ 

(اسباب غلاء أسعار الاضاحي)

المهندس خالد الصغير منسق الزراعة في بلدية رقدالين قال نهنئ الشعب الليبي بحلول عيد الاضحى المبارك ونأمل من الجهات المسؤولة الاهتمام أكثر في العام القادم بدعم وتنمية الثروة الحيوانية في كل المدن الليبية .

وأوضح أن أهم اسباب ارتفاع الاسعار راجع الى ارتفاع اسعار الاعلاف بالسوق المحلي ، وفي ظل اختفاء دعم المربيين بالأعلاف مما يضطر المربيين بشرائها بأسعار مرتفعة ، وارتفاع تكاليف رعي الاغنام وعدم دعم وزارة الزراعة والثروة الحيوانية للمربيين.وفي هذا الصدد أوصى بضرورة ان توفر الجمعيات الزراعية الأعلاف وباستمرار ، أي تكون مدعومة من قبل الدولة وتكون ذات جودة. واضاف عدم دعم المركز الوطني للصحة الحيوانية بميزانية تمكنه من توفير خدمات بيطرية بالمناطق من تحصينات وادوية علاجية للأبل والأغنام. كذلك عدم توفير ميزانية لجهاز تنمية المراعي ، وعدم توفير الدعم المائي للقطعان وعدم وضع الخطط التي متساهم في تنمية المراعي خاصة مع استمرار سنوات الجفاف المتتالية الذي نتج عنها تدني انتاجية المراعي بشكل عام في ليبيا .

لا نلوم التجار فالحاكم هو الدولار

الأسباب عديدة لجنون الأسعار

وأكد ان من نتائج عدم دعم أجهزة الدولة للمربيين المواشي والاغنام على تغذية القطعان بشكل عام ، وفي هذا العام هلكت اعداد كبيرة منها وخاصتا الابل وهذا يعتبر خسارة كبيرة لثروة الحيوانية التي إن وجدت دعم حكومي لأصبحت ليبيا بلد مصدر لا مستورد. 

وأشار “ الصغير “ إلى الحلول الناجعة لازدهار سوق بيع أضاحي العيد وبأسعار تناسب الجميع من خلال دعم المربين بالأعلاف عن طريق الجمعيات الزراعية وبأسعار مقبولة ، وكذلك توفير الخدمات البيطرية ودعم جهاز تنمية المراعي بميزانية لتوفير خدمات المراعي واقلها الدعم المائي ، وشدد على ضرورة أن تركز الحكومة على المشاريع الزراعية لإنتاج عليقه محلية ذات جودة لأجل ان تتشبع المراعي بقدر جيد من الاحتياج الوطني للأعلاف.

( جهاز تنمية واستثمار المشاريع الزراعية والحيوانية)

وفي سياق متصل قال المهندس انس عاشور تقنية معلومات لقد نشرت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية عبر صفحتها الرسمية أن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الزراعة والثروة الحيوانية المكلف، أ. حسين القطراني، يصدر القرار رقم (434) لسنة 2023م، بشأن ضم المشاريع الزراعية والحيوانية إلى جهاز تنمية واستثمار المشاريع الزراعية والحيوانية والبالغ عددها (137) مشروع ، وأشار إلى إن المشكلة ليست في صدور القرارات بل في تنفيذها بغياب المخصصات المالية لأداء عملها . وأكد “ عاشور” ان اسعار الأضاحي الوطنية والمستوردة مبالغ فيها ، فهي تتراوح بين 850 دينار إلى 1200 دينار وهذه أضاحي هزيلة، والأضاحي الجيدة تراوح بين 1200 دينار إلى 3500 دينار وهذه لا تناسب المتقاعدين ولا اصحاب المعاشات التضامنية ولا الشباب المقبلين على الزواج ولا حتى اصحاب المعاشات 4 الاف نظرا لالتزاماتهم الاسرية المتنوعة. واشار إلى استيراد التجار الاضاحي سواء رمانية او اسبانية او برتغالية او سودانية لا يدعم الثروة الحيوانية ، والحل الامثل هو أن تسهل للتجار فتح الاعتمادات قبل أشهر من عيد الأضحى لضمان أسعار أضاحي مناسبة للجميع ، وكذلك ان تخصص لتجار اعتمادات لغرض شراء الأعلاف والأدوية وتوفير مستلزمات الكلاء والماء للأغنام في المراعي .

(تدخل الحكومة لمساعدة الاسر الفقيرة)

 الاستاذ وحيد الجبو محلل اقتصادي قال لا نلوم التجار عن ارتفاع اسعار الاضاحي فهم يشترون الدولار وفق السعر التجاري لان المصرف المركزي حدد سعر 100دولار ب500دينار ليبي ولا يوجد حاليا تاجر يعلن عن بيع الاضاحي بسعر في متناول الجميع فجميعهم يخدموا من أجل الكسب لا الخسارة فهم يدفعون تكاليف الاستيراد من نقل وشحن ومواصلات والتي تصل 200دولار وكي يربح يبيعه ب1200دينار وأوضح أن المربيين المحليين لا يستطيعوا بيع الاضاحي بأقل من الف دينار حتى ولو توفرت لهم الاعلاف المدعومة لان سعر الدولار وصل (15 .5دينار) . واشار الى متوسط سعر الاضحية 1400 دينار في الاسواق والذي راتبه 900 دينار او المعاش التضامني الذي يتأخر بشهرين لن يتمكنوا من شراء اضحية ، وان وجد تاجر يعلن عن بيع اضاحي ب700دينار كانه قدمها صدقة او زكاة يخرجها من ارباح تجارته . وان تشرع الحكومة في انشاء مصنع اعلاف وتقدمها للمربي الليبي بسعر معقول وان يعلن المصرف المركزي تخفيض سعر صرف الدولار قبل موسم الحج وعلى الحكومة ان تبادر في استيراد اضاحي من خزينة الدولة ان تشتري اضاحي ب1200 دينار وتبيعه ب600 دينار للأسر الفقيرة والمحتاجة التي تحتاج دعم مثلما ساهمت في دعم اسعار الحج لناسك 

(كبش العيد صعب المنال على المتقاعدين والعجزة والارامل والمطلقات )

الحاج جمعة خليفة متقاعد قال تفاوت أسعار الأضاحي في السوق الواحد، ففي اول السوق الاسعار مرتفعة تصل إلى 2800دينار ، وكلما تقدمت داخل السوق تنخفض الاسعار إلى 750 دينار وهذه بالكاد تتوفر فيها شروط الأضحية ومع ذلك لن أستطيع شراء أضحية العيد فهي غالية بنسبة لي حيث معاشي 900 دينار أشتري أدوية بنصفه . وأشار إلى تكرار الأزمات المعيشية المستمرة كتأخر الرواتب وغلاء أسعار الادوية واللحوم ودفع فواتير الكهرباء وصيانة المنزل وأمور الأسرة.

وأكد ان الحل في الاهتمام بوزارة الزراعة واختيار المسؤول المناسب لإدارتها وتطويرها ومحاسبة المقصرين في عملهم ، وعلى الجهات القانونية ان تضع قانون يحدد سعر المنتجات الزراعية في السوق ، وكذلك أسعار الاضاحي حسب الوزن وان تدعم الحرس البلدي لضبط المخالفين للقانون وإحالتهم الى النيابة ، وشدد على ضرورة أن توفر الحكومة أضاحي بحسب البطاقة المعاشات التضامنية والمتقاعدين بشرط احضار شهادة راتب لمن لا يتجاوز راتبه الأف دينار وبهذا لا يكونوا محرومين من الشواء يوم عيد الاضحى ويدخلون السرور على عائلتهم.

الجشع وغياب الوطنية وضعف الوازع الديني

المهندس محمد أبو عائشة قسم الاعلام الزراعي بوزارة الزراعة والثروة الحيوانية

قال توجد أسباب كثيرة نتج عنها ارتفاع سعر الاغنام المحلية منها ان السعر يحدده السوق سواء مرتفع او منخفض بمعنى مسألة عرض وطلب . ومن الاسباب عامل المناخ فهو متقلب وحدوث ظاهرة الجفاف الناتجة من ارتفاع الحرارة ونقص معدل سقوط الامطار ، قد اثر بدوره على انتاجية المرعى و الغطاء النباتي بشكل عام.

الثلوتي 1200..

الثني 2000..

الكبش 3000 

والمضاربة مستمرة

واضاف قائلاً السنوات الاخيرة اصبحت ليبيا تحت مستوى خط الفقر المائي وكذلك الشح في استيراد الاعلاف ناهيك على الطلب المتزايد بالسوق المحلي على لحوم الضأن ، واضاف أن غياب الوطنية وجشع التجار وضعف الوازع الديني جعل من ضعاف النفوس يعملون على تهريب الحيوانات خارج ليبيا وقيام المهربين والتجار ببيع اللحوم لدول الجوار لجني المال بقرق العملة على حساب الثروة الحيوانية وغياب عمل الجهات المختصة وعدم وجود رقابة على محلات بيع اللحوم والسماح بذبح الاناث بذل الخراف دون رقابة في غياب تام لدور السلخانات الحكومية ومخالفة القوانين الصادرة بالخصوص كل هذا يؤثر سلبا على أسعار اللحوم التي تزداد كل يوم عن الاول . 

وأكد “أبو عائشة” ان الأمراض لا تنتقل في الأسواق بين الاضاحي الوطنية والمستوردة ، فالأخيرة لا خوف منها حيث أن الامراض التي في الحيوانات في اسبانيا هي نفس الأمراض الموجودة بليبيا ونحن جزء من العالم وما يتم من إجراءات وقاية وعلاج هي نفسها الموجودة بليبيا فالطبيب البيطري بليبيا نفسه الطبيب البيطري في إسبانيا أو غيرها . 

وأوضح قائلاً من حيث المهنة والأدا. أن الحيوانات التي يتم تصديرها لليبيا تخضع لرقابة صحية وكشف قبل عملية الشحن على ظهر السفينة ويرفق معها شهادة منشاء معتمدة من مراقبة الزراعة والصحة البيطرية بخلوها من الأمراض وأكد ان الأغنام المستوردة حالتها الصحية ممتازة بعد إجراء الاختبارات الازمة واخذ العينات بمراقبة من مركز الصحة الحيوانية الليبي او من مراكز محلية بنفس البلد والحرص من البلد المصدر لا يقل أهمية عن البلد المستورد حتى لا تقع الجهة المصدرة تحت طائلة العقوبات المنصوص عليها اثناء عملية التصدير.وفي ذات السياق قال المهندس محمد بشير البوصيري باحث في المركز الوطني للمواصفات والمعايير القياسية أن بيع الأضحى موزع في الأسواق ومن الحظائر المؤقتة وهي موزعة في المدن المختلفة . واسعارها مسؤولة عليها وزارة الاقتصاد والتجارة فهي جهة تشريعية وقد أكدت عبر وسائل الاعلام وصول السفن المحملة بأكثر من 144 ألف من الأضاحي البرتغالية و الرومانية ، ومن يحدد سعر بيعها هم التجار الموردون كما أن وزارة الزراعة والثروة الحيوانية من مهامها العمل على توفير الأضاحي قبل الموسم وفي حالة توفر الدعم المادي و اللوجستي لها .

(جشع سماسرة موسم الاعياد)

الاستاذة فتحية بلحيق اخصائية اجتماعية قالت عيد الاضحى سنة وأغلب المسلمين ملتزمون بذبح أضحية للعيد مهما كان سعرها لهذا ينشط السماسرة قبل عيد الاضحى المبارك ويشترون الأغنام من المربين بسعر الجملة تم يعلنون عن بيعها بأسعار مرتفعة فيزيدوا من معاناة ذوي الدخل المحدود المقتنعين بحالهم و اللذين يرفضون الصدقات فيحرمون اطفالهم من لذة الشواء . وأكدت على مفهوم جبر خواطر العديد من الاسر من خلال التوعية والارشاد في جميع وسائل الاعلام ومنابر خطب الجمعة والمؤسسات التعليمية ، حيث تساهم في احياء التكافل الاجتماعي وتنبه التجار من مغبة استغلال موسم اعياد المسلمين لجني الاموال وختمت بأهمية تعزيز مبدا القناعة والكسب المعقول واثر جبر الخواطر على معيشتهم والبركة في ارزاقهم وصحتهم.

(أزمات معيشية متكررة للمربين )

الحاج محمد الخمسي تاجر اغنام قال أسعار الاضاحي عندي,حولي ثالوثي 1500 دينار -:- حولي متوسط 2000 دينار ,ثنيان 3500 دينار وهذه الاسعار في أغلب المدن الليبية . واشار الى أسباب زيادة الاسعار عدم دعم الاعلاف انه يعطي لراعي راتب الف دينار تم ايجار الحضيرة 3000 دينار و الاعلاف 200دينار القنطار أي 2000 دينار الطن والبيطري كل مره يأتي لحقن الأغنام يأخذ 500دينار لزيارة الواحدة ولابد من حضوره مرتين في الشهر والاغنام تحتاج 3 تطعيمات في العام وثمن الحقن في العام الفين دينار وهي مهمة منها تطعيمه لفتح الشهية وحقنة للحماية من الأمراض وتطعيمه ضد الامراض المعوية .

واكد ارتفاع تكاليف العناية بالأغنام لتصل الى اسعارها المعلنة وهامش الربح يساهم في توفير حاجيات الاسرة فهو مصدر الدخل الوحيد له . 

وقال ان الحل في اعادة نشاط الجمعيات الزراعية وتوفير الاعلاف المدعومة والادوية والتطعيمات لزيادة اعداد الاغنام والابل في ليبيا. وختم بأن اغلب التجار يساعدون في المحتاجين وذوي الدخل المحدود وأن اغلبهم يتبرعون للجمعيات الخيرية بأعداد من الأغنام الوطنية والمستوردة حتى لا ينحرموا من فرحة قدوم عيد الاضحى وهنئ جميع الليبيين بحلول عيد الاضحى المبارك 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى