الرئيسيةلقاءات

السياحة الشاطئية: المقومات وسبل التطوير

إنتصار المغيربي

  إلا أن مشكلة عدم ملاءمة بعض الشواطئ للاصطياف، مثل شاطئ بلدية طرابلس المركز مطلب السياح المحليين، والأجانب  جعل من شواطئها بيئة طرد  لجذب السياح، رغم  تميزها بموقعها الجغرافي ووجود الأمكنة الأثرية كـ(المدينة القديمة، والسرايا الحمراء)، وكذلك وجود أغلب الفنادق المطلة على البحر بالقرب من الشواطئ الممنوع الاقتراب منها  وهذا يدفع بالمواطنين في أيام الصيف شديدة الحرارة للبحث عن شواطئ صالحة للسباحة والتي تتفاوت في أسعارها من مصيف لآخر،  ومع انتشار المنافسة بين المصائف الخاصة يزداد نشاط الجذب السياحي الذي به يرتقي ويتطور قطاع السياحة في بلادنا.

* هل تهتم وزارة السياحة بمشكلات الشواطئ البحرية  وتضع استراتيجية واعدة لها ؟ 

* هل أسعار دخول المصائف مناسبة للمواطنين؟ 

* ما سبب عدم السماح بالسباحة بالقرب من شواطئ طرابلس المركز ؟ 

* هل توجد مساعٍ  لزيادة نشاط السياحة الداخلية والخارجية ؟

الدكتورة حنان سليمان حسين وكيل وزارة السياحة والصناعات التقليدية قالت:

يوجد في قطاع السياحة  25 ألف موظف  عملنا  على تسوية المرتبات والإفراجات المالية للموظفين سواء الفروقات والتسويات، وقد تم تشكيل لجان  لاستكمال الترتيبات اللازمة   لإعطاء حقوقهم، إضافة إلى حقوق المواطنين في التمتع بموسم صيفي ذا خدمات وجودة عالية.

وأشادت بجهد  مكتب الخبراء بالوزارة الذي بادر بإعداد  منهج تعليمي اكاديميي  يختص بالسياحة وتم التواصل مع وزير التعليم العام وسيتم عرضه على إدارة المناهج. 

 وأكدت الدكتورة حنان  أن وزارة السياحة اهتمت  خلال الموسم الصيفي  بإقامة العديد من المهرجانات  التي   تسهم في زيادة نشاط السياحة الداخلية والخارجية، ومنها المهرجانات الصيفية المحلية وأغلبها في المدن  التي بها آثار كمدينة  غدامس  وبسبب  قرب موقعها من حدود دولة الجزائر   سهل قدوم السياح الأجانب من فرنسا وإليها بهذا  تم  التقليل من الصعوبات  الجذب السياحي والتي منها ارتفاع تكلفة التأمين  والمشكلات الأمنية على السفر،.

كما أكدت على  استمرار  المهرجانات منها  مهرجان (لبدة) الذي له أهمية سياحية بسبب موقعه الاستراتيجي وهو يقصده ما يقرب من 70 % من السياح وبهذا أسهمت  المهرجانات  في زيادة نشاط السياحة الخارجية وجذب السياح الأجانب إلى ليبيا.

وأكدت على استمرار المهرجانات وسيقام مهرجان في كل مدينة، وأن مساعي وزارة السياحة متواصلة في إعادة الحياة  لقطاع السياحة في المواقع السياحية  وهو استثمار سياحي يسهم في تعزيز الاستقرار، ودعم المجتمعات المحلية.

وأضافت  لقد  تم مؤخرًا فتح  منتجع حوض البحر السياحي بمنطقة غنيمة غرب مدينة الخمس وبه عدد 58 شاليه وشقق مختلفة الأحجام، بتصميم معماري مميز، وقد أكد السيد نزار العرادي أحد المستثمرين في المشروع أن المنتج يقدم  أفضل خدمات الإقامة والترفيه والاستجمام، ويتيح عبر تصميمه فرص الاستمتاع بمناظر البحر، وسط بناء  معماري متميز، تتوزع خلاله المساحات الخضراء، ووسائل الترفيه والخدمات، ويوفر جميع احتياجات النزلاء والمصطافين،  كما تم فيه مراعاة خصوصية الأسر الليبية من خلال تخصيص شاليهات وشقق فاخرة متكاملة الخدمات ووسائل الاستجمام.

وختمت قائلة إن وزارة السياحة تعمل جاهدة على تطوير السياحة من خلال متابعة المشاريع التنموية واستثمار شواطئ البحر بما يعود بالنفع على اقتصاد ليبيا.

الدكتور أحمد الكاتب طبيب بيطري قال : أسعار المصائف في تاجوراء، ومعتيقة، ومصرته، والخمس وبنغازي، وطبرق، وسرت، وغيرها مناسبة للجميع، وهي تختلف نظرًا لتوفر الخدمات ومظاهر التحضر فيها كما يتوفر كل ما  يحتاجها الزائر لشاطئ البحر، وشدد على ضرورة دعم الشباب المستثمرين للشواطئ فقد نقلوا إلينا ما يجب أن تكون عليه شاطئ البحر ومهيئ لاستقبال  الزائرين.

أشار إلى وجود أمكنة للسباحة دون دفع رسوم  لذوي الدخل  المحدود.

وفي السياق ذاته قال المهندس وسام فتحي موظف. إن الأسعار متغيرة في كل موسم صيفي، وهي في تزايد مستمر و يؤثر موقع مكان الاصطياف على سعر الخدمات ورسوم الدخول فمثلًا مصيف قريب من الشط، أو معتيقة  وتاجوراء ما بين 50 دينارًا إلى 100 دينار،  وقد توجد أماكن مذهلة في خدماتها تشعر الزائر كأنه سافر لأحد البلدان المتقدمة الأوروبية ، وهذه رسومها مرتفعة تصل إلى 300 دينار و400 دينار في اليوم.

وأكد أن الذي يتحكم في سعر رسوم الاصطياف بعد المسافة عن المدن  كلما كانت قريبة كانت الأسعار مرتفعة وكلما بعدت المصائف عن المدن كانت الأسعار مقبولة مثل  مصيف غوط الرمان  المتميز في  الخدمات  من حيث النظافة والإعاشة والحمامات النظيفة والإقامة المريحة وهو أفضل من  غيره ورسومه 50 دينارًا.

وأشار إلى أهمية تشجيع الشباب في استثمار شواطئ البحر خاصة الباحثين عن عمل فهم يوفرون على الجهات المسؤولة عن الشواطئ نظافتها وتوفر الخدمات الضرورية لزائر البحر ، كما أن المنافسة تجعل المستثمرين يقدمون كل موسم صيفي خدمات أفضل بل ويقيمون مهرجانات ومسابقات لتميز مصيف عن غيره.

المهندس أسامة الخبولي  مدير عام مركز المعلومات والتوثيق السياحي  قال  توجد مصافي تتميز بأسعار مرتفعة في خدماتها لزوار البحر ودون جودة  و أكد أن موضوع الأسعار  المتفاوتة لدخول الشواطئ لا تحدده وزارة السياحة والصناعات التقليدية، فبعد قانون الحكم المحلي فيما يخص شؤون  البلديات أصبحت الشواطئ تتبع البلدية التي تتميز بوجود شاطئ البحر  ضمن حدودها، وعميد كل بلدية هو من يتعاقد مع المستثمر لمساحة صغيرة من  شاطئ  البحر  وهو من يحدد رسوم دخول البحر . وأشار لحل مشكلة ارتفاع الأسعار لا بد من وضع ضوابط ومعايير صارمة وتنسيق بين البلديات ووزارة الصحة والسياحة من اجل تحديد المواصفات والمقاييس والجودة المطلوبة في الخدمات الضرورية في كل المصافي. وأوضح أن وزارة السياحة والصناعات التقليدية  تختص بدعم والإشراف على المهرجانات السياحية، وفي الموسم الصيفي لهذا العام أقامت  العديد منها كمهرجان لبدة مصراتة هون  و أوجلة شحات غدامس غات  وأوباري  وبني وليد وزوارة وجبل نفوسة والعديد من المهرجانات  في المنطقة الشرقية منها مهرجان بنغازي . 

من جهته قال الأستاذ إبراهيم  خليفي عميد بلدية طرابلس المركز تتميز بلدية طرابلس المركز بوجود  عمارة الآثار مثل السرايا الحمراء المطلة على البحر الأبيض المتوسط ووجود  المعلم الأثري قوس ماركس والمساجد والمدينة القديمة والفنادق وكذلك شاطئ بحري ترسوا السفن التجارية ووجود سوق  لبيع الأسماك الطازجة، لذلك فالبلدية مقصد السياح الأجانب والمواطنين وفي فصل الصيف يزداد الطلب على زيارة شاطئ البحر . وأشار خليفي  إلى وضع لافتة على شاطئ البحر تحذر من الاقتراب  أو  السباحة ،  لأن مياه الصرف الصحي لمدينة طرابلس تصب في البحر وأصبحت ملوثة تضر بصحة الناس وقد اكد المختصين في مجال البيئة أن لها أثار سلبية على الثروة السمكية .

وأكد على اهتمام بلدية طرابلس المركز بمتابعة المشاريع التي من شأنها أن تساهم في زيادة نشاط السياحة الداخلية والخارجية في بلدية طرابلس المركز وذلك من خلال  تكرر الاجتماعات والتشديد على إتمام المشاريع التنموية للإسكان والمرافق ومتابعة وزارة الثروة المائية ومصلحة  الأملاك .

واننا نركز على ضرورة  الاستفادة من شواطئ طرابلس المركز في الاستثمار السياحي  وإتمام  برامج التنمية  المستدامة كتحلية مياه البحار لتكون رافدًا إضافيًا لمياه النهر الصناعي .

المهندس محمد الدعفوس مدير مكتب الخبراء بوزارة السياحة  قال  أهمية الاصطياف له فوائد إيجابية  في المجال الصحي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي، و أن المستثمرين لشاطئ البحر تختلف  إجراءات  استقبال السياح الراغبين في التمتع بالعوم  من شاطئ لأخر ، كما إن أغلب  الناس تبحث عن   شاطئ البحر تتوفر  فيه  معايير الاصطياف  وأهمها  أن يكون البحر نظيفًا وخاليًا من  أي مظاهر التلوث البحري.

وأكد على وجود تلوث في  شواطئ  بلدية  طرابلس المركز ولابد من معالجة مشكلة جريان  مياه الصرف الصحي  المستمرة فيه من سنين عديدة . وأشار إلى نقص  التوعية البيئة لدى  بعض الأفراد اللذين يصممون على  السباحة بالقرب مياه البحر الملوثة وهذا له مخاطر صحية  وأكد على ضرورة الاستفادة من التطور العلمي والتقنية الحديثة في  مجال البيئة  ، فقد اصبح مشروع تدوير مياه الصرف الصحي ضرورة مستعجلة  لحماية البيئة البحرية وإضافة رافد أخر لمياه مشروع النهر الصناعي بحيث تنتج هذه المشاريع مياه صالحة لشرب وفي مد المزارع  بالمياه الصالحة لري  العديد من المحاصيل الزراعية التي تسهم في نهضة  الاقتصاد الليبي .

وأشار إلى  ظاهرة مشكلة تلوث الشواطئ العامة ، وأكد على ضرورة تعزيز ثقافة الأسرة في الحفاظ على نظافة الشواطئ بعد الاصطياف  . وشدد الدعفوس على أهمية  تظافر الجهود  وبداءً من مؤسسات الدولة  ورجال الأمن وخطباء المساجد والتوعية المكثفة في وسائل الإعلام  لأجل القضاء على ظاهرة تلوث الشواطئ  والتركيز على التسويق الإيجابي لأماكن الاصطياف والذي ينتج  جذب العديد من السياح وبالتالي زيادة في نشاط السياحة الداخلية والسياحة الخارجية .. كما أشار إلى نشاط وزارة السياحة في إقامة العديد من المهرجانات السنوية والموسمية في المواقع المتآخمة لشاطئ البحر والتي تختص بها البلديات  المطلة على  شاطئ  بحري.

وأوضح أن  وزارة البيئة  قامت بعمل إيجابي وهو إنشاء مراكز ومكاتب الإصحاح البيئي  فهي بمثابة وزارة بيئة في كل بلدية  قدم شكره  لوزارة الحكم المحلي التي تهتم بكل ما يخص المواطن . وقال إن حل مشكلة مظاهر التلوث والاستثمار الجيد لشواطئ من خلال  دعم وتشجيع الدراسات العلمية، وسيقام  قريباً مؤتمر علمي  للمحافظة على البيئة ومكافحة التلوث تحت شعار (حماية البيئة  صحتنا وسلامتنا)  الذي يسبقه اجتماع تمهيدي لهذا المؤتمر المتميز والمستهدف جميع مكاتب الإصحاح البيئي بحيث يتم فيه التعريف بالبيئة ووضع استراتيجية واعدة للحفاظ على البيئة الشاطئية. 

الأستاذة وصال ميلاد باحثة في مجال الإعلام السياحي قالت توجد علاقة  توافقية بين السياحة الشاطئية  والنشاط الإعلامي  فكلما ركزت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على توعية الناس بأهم الأمكنة الصالحة للسباحة  خاصة في  فصل الصيف، وكذلك  ترشيد المصطافين  بأهمية المحافظة على نظافة الشواطئ  والتحذير من السباحة عندما يكون البحر مضطرب، فإن ذلك يسهم في توفير بيئة أمنة وجاذبة لسياح المقيمين قرب الشواطئ أو السياح الأجانب. وأشارت  إلى مشكلة  نقص التوعية البيئية عند أغلب المواطنين ، وشددت على ضرورة أن تشمل المناهج في مرحلة التعليم الأساسي والمتوسط  والجامعي على  تعميق فهم الطلاب بأهمية المحافظة على البيئة الشاطئية وحقوق السائح  الذي يرغب في الاستمتاع بنسيم البحر .

الأستاذة مروة مفتاح  مدير مكتب شؤون أصحاب الهمم بلدية طرابلس المركز قالت  إن لوسائل الإعلام دورًا مهمًا في  لفت انتباه المسؤولين  بالاهتمام بشريحة  ذوي الاحتجاجات الخاصة وحق المعاقين في التمتع بالاصطياف وهو جزء من العلاج النفسي لهم.  وشكرت صحيفة (فبراير) التي تتابع باستمرار مناشط مكتب شؤون ذوي الهمم في العاصمة، ونوجه نداءً لجهات الاختصاص بالاهتمام بتوفير أماكن اصطياف خاصة بالمعاقين وتوفر لهم سيارة إسعاف لأى طارئ صحي ومقهى متنقل يقدم وجبات الإعاشة بجودة عالية وكذلك توفير بنى تحتية وطرق خاصة لمرور عربات المعاقين وكبار السن وتوفير سبل الترفيه  وهذا من حقوقهم التي يجب على المسؤولين عدم تجاهلها  والمضي في توفيرها وإنشاء مصائف مجانية لهذه الشريحة ، كما يجب على المسؤولين أن يسارعوا  في إنشاء مشاريع استراتيجية  تخدم المعاقين وتوفر لهم ما يحتاجونه  في جميع شواطئ ليبيا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى