رأي

  القوى الناعمة… من الظــل إلى النور

هند التواتي

 تزاحمتْ الأفكارُ في رأسي وتعدَّدتْ حتى احترتُ بأي منها سأبدأ، وأيها سأختار ليكون سمة العمود الرئيس، خاصة أن ما هو متعارفٌ عليه في سياستنا التحريرية أن يكون عمود كلمة المحرَّر متماشيًا مع سياق الملف، والسؤال المطروح فيه ولأن ملف هذا العدد يتناول شقين لم يكونا بالتساوي كما كان مخططًا له ولأسباب سنذكرها لاحقًا الشق الأول هو تقييم لما عرض في النصف الأول من الشهر الكريم عبر القنوات والإذاعات من أعمال، وبرامج من وجهة نظر المتابع أيًا كانت صفته «مواطن، كاتب، صحفي، أو ناقد»، والشق الآخر هو ما تعيشه طرابلس بشكل خاص، وليبيا بشكل عام من ليالٍ رمضانية وما يدور في أمسياتها من برامج وأنشطة، وفعاليات في محاولة لإبراز معالم الفرحة فيها وتسليط الضوء على كل ما هو جميل وحي لذلك وبعد مشاهدة ما عرض ومتابعة ما كتب قرَّرنا أن نعطي المساحة الأكبر في ملفنا للجانب المضيء وصُنّاعه في كل مكان ألا وهو الليالي الرمضانية مبتعدين عن إسفاف القنوات وعشوائية المعروض فيها.. 

فيما يخص صُنَّاع الفرح في هذه الليالي من شباب هم من ينطبق عليهم مسمى «القوى الناعمة» للثقافة والفنون، ولأن الشباب هم مَنْ لهم القدرة على الحركة والتغيير، والتعبير عن الذات بطرق واقعية وواضحة منها، لم تعد الخبرةُ هي العامل الرئيس في تحديد كفاءة الشخص إنما قدرته على مرونة التعامل مع المتغيرات دون تحديد أطر تقيده.. 

حاليًا تشهد الحركة الثقافية والفنية في ليبيا ظهور موجة من الكفاءات الشابة على السطح واستقرارها في أماكن فاعلة أحدثت تغييرًا واضحًا وجليًا منها على سبيل الذكر لا الحصر ما تعيشه ليبيا من ليالي البهجة الرمضانية في مختلف مدنها هذه الليالي خرجتْ للنَّور بفضل جهود شابة تم الوثوق بكفاءتها وقدرتها على إحداث الفرق وكانت الثقة في محلها لذا كان واجب الشكر والإشادة لزامًا علينا، فالشكر للشاعر الشاب صالح قادر بوه، وشباب فريق «الحومة» على مجهودهم الجبار الذي بانت نتائجه واضحة وجلية في ليالي المدينة بطرابلس، والشكر موصول للأستاذ بشير الغريب، والقائمين على معهد جمال الدين الميلادي على إنارة ليالي طرابلس بسهرات الإنشاد، من طرابلس إلى درنة هناك كانت الجهود المبذولة أكبر من قبل اللجنة المنظمة على «ليالي درنة» التي ترأسها الشاعر الشاب فارس برطوع وعددٌ من شباب درنة من فنانين، وشعراء ومثقفين، ومتطوعين لعودة الحياة والبهجة لأهل درنة وكل مدن ليبيا من خلالها.. 

أخيراً .. بالعودة لمفهوم القوى الناعمة للثقافة والفنون هي القدرة على تأثير الأفراد والمجتمعات بطريقة لطيفة وغير مباشرة، ولأن الثقافة والفنون وسيلة من وسائل هذه القوى فهي تعبر عن التاريخ والهوية والقيم الأساسية للشعوب، وتساعد في تكوين وجهات نظر وفهم للعالم والأشخاص والأماكن والأشياء.

وحين يحافظ المجتمع على ثقافته فإنه يحافظ على الإنسان ذاته، على هويته ولغته وموروثه.

  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى