رأي

اللعب بقوت الليبيين

 

محمد بن زيتون

منذ العام 2014م وحتى العام 2016م بدأ اللعب بقوت الليبيين من قبل حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجضران الذي سبقته حملة إعلامية شعواء من المنطقة الشرقية من الإعلاميين وبعض الشخصيات المؤثرة في المجتمع والسياسيين وحتى مجهولي الأصل والمفصل بأن النفط يصدر من دون عدادات وتم إيقاف تدفق النفط بقوة السلاح، وقد ترسخ في كثير من عقول الليبيين أن الموانيء النفطية عبارة عن محطة وقود تبيع النفط وفق العداد الموضح في المضخة حيث رحب البعض بهذه الخطوة معللاً بأن يبقى النفط تحت الأرض أفضل من بيعه وتناسى البعض أن حمولات السفن محدّدة وموثقة للناقلات المشغلة وتوجد  شركات دولية مختلفة تراقب الوضع النفطي وتشرف عليه فهي إما مشاركة أو مستثمرة .

الجميع يعلم إستحالة أن شخصاً أو جهة ما يمكنها أن تقفل الموانيء والحقول النفطية دون تدخل دول عظمى تحرك بيادقها من بعيد وتنفذ ما يتمشى مع مصالحها؛ رغم أن حكومة زيدان حاولت طمس الحقيقة وتبنت أن الجضران هو من فعل ذلك بل فاوضته وقدمت له الملايين لفتح النفط مرة أخرى حيث ساءت أحوال المواطنين والدولة الليبية من ارتفاع في الأسعار ونقص السيولة النقدية وعدم توفر المواد الرئيسة من المشتقات النفطية  إلا أنه راوغ بعد أخذ الأموال حتى تدخلت أمريكا وطلبت فتح تدفق النفط مرة أخرى، اليوم الجضران ويقال في الإعلام أنه أشترى مزارع للتفاح في لبنان وغيرها يتنقل حراً وكأنه لم يقفل النفط أو يتسبب بذلك ولابد أنه تحت حماية ما.

اليوم وبعد الكبوة الأولى تأتي الكبوة الثانية والتي لعبها حفتر شعبياً إذ أوعز إليهم بقفل النفط ثانية بحجج واهية كعدم العدالة في توزيع الثروات والفساد المالي وتوزيع الإعتمادات بالمحسوبية وعدم الإنصاف وتهميش برقه، علماً إذا كانت هناك منطقة مهمشة تماماً فهي الجنوب المنكوب الصابر المحتسب.. مع علم الليبيين بمصاريف حفتر وأبنائه وزبانيته ودفع مليارات أستولى عليها من المصارف والمصرف المركزي وما باع من الخردة في الوطن كله وما تم الإستيلاء عليه إلا أن المرتبات كانت تدفع لقواته وموظفي المنطقة الشرقية والبلديات من المصرف المركزي بطرابلس وقد أجيزت الأموال المزورة في روسيا إلا أن الجشع والطمع ومحاولة إذلال العاصمة لترضخ لحكمه بشتى الوسائل الهدف المطلوب للوصول بحالة عدم ضخ أموال النفط للمصرف المركزي وأن تجمد في المصرف الخارجي وهذا ما روج له عقيله صالح  والناطق الرسمي لحفتر وإرسال أمعيتيق لتنفيذه بعد تدخل مصر في الشأن الليبي وكأنها باتت محافظة مصرية.

اليوم يتدخل صنع الله ويأمر بتجميد الأموال حتى يتم الإتفاق السياسي رغم أنه شأن سياسي وليس من صلاحياته ثم أقر بأنها أوامر من الرئاسي، إن عدم المساس بحفتر من قبل المجتمع الدولي رغم الإعتراف بجرائمه الكثيرة  والمستمرة والإكتفاء بكبش فداء كمحمود الورفلي يترك إشارة إستفهام كبيرة عن الدولة الحامية له من دون حدود وهو الذي تبجح بأن كل الأسلحة مباحة، مما يعني أن ما يجري في ليبيا مخططاً له ومبرمجاً من قوة مهيمنة عالمية تتحكم بالشرق والغرب ولن تتخلى حتى تنفذ كل المخطط والدليل تصريحات السفير الأمريكي في ليبيا مؤخراً أن الولايات المتحدة الأمريكية تدعم تجميد أموال النفط مؤقتاً بالمصرف الخارجي كما أن  إغفال المبعوثة الأممية لكثير من رجالات فبراير والوطنيين وإبعادهم عن المشهد الحواري وكذلك إهمال الجانب الدستوري تماماً، وتصريحاتها إما قبول بالحوار الحالي كما هو أو انتظار الأسوأ، وتسعى المبعوثة لإيجاد شخصيات للمناصب السيادية التنفيذية بصغة غير مألوفة بالاتصال الهاتفي لتمرير ما ستعلنه دون موافقة أحد والأرجح لا سمح الله أن الكرامة ستنتصر سياسياً بعد اندحارها عسكرياً.. والله من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى