الاولىتقارير

بعد أن سرق ملايين الأرواح، لماذا الصين تحذر من تسييس وباء كـورونا؟

 

 

(لم يسرق كوفيد19 أعوامًا من حياتنا فحسب، لقد سرق ملايين الأرواح).. كلمات لها صداها منذ انعقاد مؤتمر منظمة الصحة العالمية السنة الماضية؛ فمنذ ظهور وباء كورونا  وتطور سلالته وفئاته إلى يومنا هذا و رغم رفض الصين وجود أي صلة بين كوفيد-19؛ ومختبر لبحوث الفيروسات في مدينة (ووهان) الصينية إلا أن هيئات الاستخبارات الأمريكية بدأتْ بإعداد تقرير حول أصل فيروس كورونا، وسط جدل عالمى متزايد حول بداية ظهوره، وما إذا كان الفيروس قد سربُ من أحد المعامل في الصين .. وطلبت أمريكا من هيئات الاستخبارات الأمريكية «مضاعفة جهودها»،

وقد أدانت الصين المساعي الأمريكية للتحقيق فيما إذا كان فيروس كورونا المسبّب لمرض كوفيد-19 قد جاء من مختبر صيني.

وحذر مسؤولون في السفارة الصينية في واشنطن من «تسييس» الجهود الرامية إلى تحديد أصل فيروس كورونا.

وكان فيروس كورونا قد رُصد للمرة الأولى أواخر 2019 بمدينة (ووهان) الصينية.

ومنذ الإعلان عن اكتشافه، بلغ عدد الإصابات أكثر من 168 مليون حالة، وسجلت 3.5 مليون وفاة حول العالم.

وربطت السلطات الصينية بين حالات الإصابة الأولى بالفيروس، وسوق للمأكولات البحرية في ووهان.

ويعتقد علماء أن الفيروس انتقل من الحيوانات إلى البشر. رغم أنه مؤخرًا وسائل إعلام أمريكية أشارت إلى وجود أدلة متزايدة حول تسرب الفيروس من مختبر صيني.

وأدانت الصين هذه التقارير، وأشارت إلى أن الفيروس ربما تسرب من مختبر أمريكي.

وقد أقرت إدارة هيئات الاستخبارات الأمريكية  بأنها منقسمة حول أصل كورونا، فهناك من يعتقد أنه ظهر لأول مرة في مختبر، وهناك من يرى أنه انتقل من حيوان إلى الإنسان.

ويمثّل هذا تحولاً كبيرًا مقارنة مع حالة الاستخفاف التي سادت في وسائل الإعلام الأمريكية العام الماضي بشأن فرضية تسربه من مختبر، حين طرحها الرئيس السابق «دونالد ترامب»، ووزير خارجيته «مايك بومبيو».

ولم يساعد موقف «ترامب، وبومبيو» في دعم هذه الفرضية بسبب الأسس التي استندت إليها شكوكهما.

وظهرت تلك الفرضية، إلى جانب تكهنات أخرى يصعب تصديقها، مثل فرضية أن الفيروس صُنع في مختبر صيني، إذ لا يزال الأمر غير محتمل بدرجة كبيرة. وقد لا نعرف الحقيقة الكاملة حول منشأ الفيروس، خاصة إذا استمرت الصين في عدم التعاون. وإن وجدت الولايات المتحدة دليلًا قاطعًا على تسربه من المختبر، فإن ذلك قد يشكل اختبارًا حقيقيًا للعلاقات الأمريكية الصينية لسنوات قادمة.

ماذا يريد البيت الأبيض؟!

بحسب بيان صدر عن البيت الأبيض، طلب الرئيس الأمريكي تقريرًا عن أصول كوفيد-19، بما في ذلك إن «كان المرض ظهر نتيجة اتصال بشري مع حيوان مصاب أو إثر وقوع حادث في مختبر».

وعند استلامه التقرير هذا الشهر طلب «متابعة إضافية».

وقال: «توافقت أجهزة الاستخبارات الأمريكية حول سيناريوهين محتملين، لكنها لم تتوصل إلى نتيجة نهائية حول هذه القضية».

وقال «بايدن» إن الولايات المتحدة (ستتابع العمل مع الشركاء الذين يشاركونها الرأي، للضغط على الصين للمشاركة في تحقيق دولي كامل وشفاف قائم على الأدلة، وإتاحة جميع البيانات والأدلة ذات الصلة).

وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية بالاشتراك مع علماء صينيين تقريرا مكتوبا حول مصدر كورونا في مارس الماضي. ولم يرجح التقرير ظهور الفيروس في مختبر. وأقرّت المنظمة بالحاجة إلى المزيد من الدراسات.

لكن التساؤلات استمرت. وأشارت التقارير المنسوبة إلى الاستخبارات الأمريكية إلى أن ثلاثة من أعضاء معهد ووهان لعلم الفيروسات نقلوا إلى المستشفى في نوفمبر 2019، قبل أسابيع من إقرار الصين بوجود أول حالة إصابة بكوفيد-19.

وأضاف: «يجب إطلاق المرحلة الثانية من دراسة مصدر كوفيد مع أطر مرجعية شفافة، تستند إلى العلم، وتمنح الخبراء الدوليين الاستقلالية لتقييم مصدر الفيروس بشكل كامل، بالإضافة إلى الأيام الأولى من تفشي المرض».

وفي العام الماضي، رفضت مزاعم حول تسرب الفيروس من مختبر، ووضعت في خانة نظريات المؤامرة، وذلك بعد قول ترامب إن معهد ووهان لعلم الفيروس كان مصدر الفيروس. وحينها وصفت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية مزاعمه بأنها كاذبة.

وسعى «ترامب» للحصول على اعتراف بفضله في بيان أرسله إلى صحيفة «نيويورك بوست» قال فيه: «بالنسبة ليّ كان الأمر واضحاً منذ البداية، لكني كالعادة تعرضت لانتقادات شديدة».

وأضاف: «الآن جميعهم يقول، لقد كان على حق» كما ورد فى  (بي بي سي).

حث وزير الصحة الأمريكي منظمة الصحة العالمية على ضمان «شفافية»

مؤكدا بأنه ومنذ بداية انتشاره حتى اليوم، بلغ عدد الإصابات أكثر من 167 مليون حالة، وسجلت وفاة 3.4 مليون شخص حول العالم.

وفي مارس الماضي، أصدرت منظمة الصحة العالمية بالاشتراك مع علماء صينيين تقريرًا مكتوبًا حول مصدر كورونا.

ولم يرجح التقرير ظهور الفيروس في مختبر. وأقرّت المنظمة بالحاجة إلى المزيد من الدراسات. لكن التساؤلات استمرت. وأشارت التقارير المنسوبة إلى الاستخبارات الأمريكية إلى أن ثلاثة من أعضاء معهد ووهان لعلم الفيروسات نقلوا إلى المستشفى في نوفمبر 2019، قبل أسابيع من إقرار الصين بوجود أول حالة إصابة بكوفيد-19.

وأنكرت الصين مرارا وبغضب ما ورد في التقارير، مشيرة إلى أن الفيروس قد يكون خرج من مختبر أمريكي.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في بيان: «لدينا قلق عميق حيال الطريقة التي تم من خلالها التوصل الى أول الاستنتاجات التي خلص إليها التحقيق بشأن كوفيد-19 وأسئلة بشأن العملية التي استُخدمت للتوصل إليها».

وعلى الرغم من إخفاقهم في الكشف عن مصدر الفيروس بعد أكثر من عام على ظهوره، اتفق فريق الخبراء الأجانب على أنه انتقل على الأرجح من الخفافيش إلى نوع من الحيوانات لم يتم تحديده قبل الانتقال إلى البشر.

وأعرب سوليفان عن «احترامه العميق» لمنظمة الصحة العالمية، التي ستعود الولايات المتحدة للانضمام إليها بعدما انسحبت منها إدارة ترامب. بيد أنه شدد أيضا على أن استئناف التعامل مع المنظمة « يعني أيضا توقع أعلى المعايير منها. وفي هذا التوقيت الحاسم، تعد حماية مصداقية منظمة الصحة العالمية أولوية قصوى».

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية قد ذكرت نقلا عن أعضاء في فريق التحقيق الأممي إن السلطات الصينية رفضت تقديم معلومات أولية وشخصية عن حالات الإصابة المبكرة بكوفيد-19 يمكن أن تساعدهم في تحديد كيف ومتى بدأ فيروس كورونا في الانتشار.

ولم يتسن إلى الآن الحصول على تعليق على تصريحات سوليفان من السفارة الصينية في واشنطن.

في غضون ذلك أعرب خبير لدى منظمة الصحة العالمية اليوم عن إحباطه بسبب عدم إمكان الوصول إلى البيانات الأولية خلال التحقيق الذي قام به فريقه في الصين. وقال بيتر بن مبارك الذي ترأّس الفريق لفرانس برس «نريد مزيدا من البيانات. طلبنا بيانات أكثر».

أما المدير العام لمنظمة الصحة العالمية  يري إن جميع الافتراضات بشأن منشأ كوفيد-19 لا تزال مطروحة.

وحول»الاستياء» الصيني من تحقيقات بايدن حول منشأ فيروس كورونا أعاد مقال «وول ستريت جورنال» النقاش إلى الواجهة حول منشأ فيروس كورونا المستجّد، ما دفع الرئيس الأمريكي إلى تكليف أجهزة الاستخبارات بالبحث عن أصل الفيروس، والصين تعرب عن «استياءها من تسييس الأمر».

وقالت سفارة الصين في الولايات المتحدة (27 مايوالماضى)، إن تسييس منشأ كوفيد-19 سيعرقل التحقيقات، وذلك في تعليق على أمر وجهه الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أجهزة المخابرات بمراجعة منشأ الفيروس.

وعادت نظرية تسرب الفيروس من مختبر في مدينة ووهان الصينية بقوة إلى صلب النقاشات، بعد تقرير صحيفة وول ستريت جورنال نشر الأحد الماضي، استند بدوره على تقرير استخباراتي أمريكي يفيد بأن ثلاثة باحثين في مختبر الفيروسات في مدينة ووهان الصينية أصيبوا بالمرض بدرجة كافية، للسعي إلى الحصول على رعاية طبية بالمستشفى في تشرين ثان/نوفمبر 2019، كما أنهم أبانوا على أعراض مشابهة لمرض كوفيد-19 الناجم عن فيروس كورونا المستجّد.

في المقابل، جاء في بيان للسفارة الصينية في واشنطن إن «القوى السياسية ركزت على التلاعب السياسي ولعبة إلقاء اللوم»، مضيفا أن الصين تدعو إلى «دراسة شاملة لجميع الحالات المبكرة لكوفيد-19 التي ظهرت في جميع أنحاء العالم و(إلى) إجراء تحقيق شامل في بعض القواعد السرية والمختبرات البيولوجية في جميع أنحاء العالم».

ونفت الصين مرارا مسؤولية مختبر ووهان وقالت إن الولايات المتحدة ودولا أخرى تحاول صرف الانتباه عن إخفاقاتها في احتواء الفيروس.

ويحتد النقاش مجددا في وقت تستعد فيه منظمة الصحة العالمية بدء مرحلة ثانية من الدراسات حول منشأ الفيروس. بينما طالب الرئيس الأميركي جو بايدن استخبارات بلاده بـ»مضاعفة الجهود» في هذا الصدد وتقديم تقرير موضحا أن وكالات المخابرات الأمريكية منقسمة بشأن ما إذا كان هذا الفيروس قد «نشأ نتيجة مخالطة إنسان لحيوان مصاب أو من حادث في مختبر». ولفت بايدن إلى أن عمل الاستخبارات الأميركية الذي يركز على فرضيتين – منشأ حيواني أو تسرب من مختبر – لم يفض حتى الآن إلى «نتيجة نهائية». وقال إن «الولايات المتحدة ستواصل العمل مع شركائها في جميع أنحاء العالم للضغط على الصين كي تشارك في اجراء تحقيق دولي كامل وشفاف ويعتمد على الأدلة» معرباً عن أسفه لموقف بكين إزاء هذه القضية. وقبل صدور البيان الأمريكى بساعات، اتهمت بكين واشنطن بنشر نظريات «المؤامرة» حول منشأ الفيروس. وتم تسجيل أولى الإصابات بفيروس كورونا في نهاية عام 2019 في ووهان، قبل أن ينتشر الوباء في جميع أنحاء العالم ويودي بحياة نحو 3,5 مليون شخص، كما ورد فى رويترز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى