إجتماعي

بين السطور.. نظام الترحيل سبب تدنى التعليم

لاحظ الجميع تدني مستوى تعليم أبنائنا الدارسين، ونقصد هنا بالتدني تدني المضمون للتعليم وليس الشكل والمظهر المتمثل في تلك الشهادات الممنوحة بتلك الدرجات التي لا تجسد أبدًا حقيقة ما تعلمه أبناؤنا طوال العام الدراسي، حيث طغى الاهتمام بالجوانب الشكلية للتعليم على الاهتمام بالتعليم ذاته، وكأن الهدف الأساسي من العملية التعليمية ومن كل تلك هو النجاح فقط أيا كان وكيف ما كان؟ .

ترى ماذا نتوقع من طلابنا وطالباتنا حين يأتيهم النجاح، دون أن يبذلوا أقل مجهود لرفع مستواهم التعليمي، بل أن بعضهم بشهادة من أنفسهم يفاجأون بذلك النجاح، الأمر الذي أدى إلى إهمال وتقصير الكثير منهم، وكلنا يعلم أن العلم والتعليم هو ما تبنى عليه حضارة كل أمة، وطلاب وطالبات اليوم هم بناة الغد، فنخشى أن يكون هناك في الزمن القادم نوعان من المدارس مدارس لتعليم المعلمين، ومدارس لتعليم الطلاب، لذا هناك أمور عدة لابد وأن تؤخذ في الحسبان، وأن توجد لها الحلول السريعة قبل فوات الأوان أصبح طلابنا متعلمين، ولكن أميين نعم أنهم أميون فطالما الطالب أو الطالبة لم يتعلم أساس القراءة والكتابة فضلا عن المهارات المهمة الأخرى، فهو لازال أميًا حتى لو حصل على أعلى الشهادات بينما في الماضي قبل 30 سنة تقريبًا كان الطالب في الصف الثالث من مرحلة التعليم الأساسي يتقن القراءة والكتابة فنقدر مستواه وكأنه طالب في المرحلة الثانوية في أيامنا هذه، أما طالب اليوم فالعكس صحيح فإذا كان الحال كذلك، أليس من الأفضل أن نبقي أبناءنا في منازلهم وتوزع عليهم شهادات النجاح في آخر العام الدراسي؟ ولا ننسى أن نلفت الانتباه بأن هناك طلابًا متفوقين ولكن هناك فئة هي ما نقصدها بحديثنا هذا، وهنا يثار الشك والسؤال، كيف نجح مثل هؤلاء الطلاب وانتقلوا من صف إلى صف مثل غيرهم من المجتهدين؟ فالذي لا يستطيع القراءة ينجح، وقد تجده حاصلا على درجة عالية في مادة القراءة والكتابة ، وكذا الطالب المتدني مستواه في مادة الإملاء وقس على ذلك بقية المواد، فماذا بقي للتعليم يا ترى؟

هل هي رفع العقوبات بأشكالها المختلفة عن طلابنا في حالة عدم استذكارهم، مما أدى إلى إهمالهم وعدم اجتهادهم، فالطالب أذا ترك على هواه كحاله اليوم ولم يخش الرسوب ولم ينل العقوبة على تقصيره فلن يستذكر، لهذا يفاجأ المعلم بعدم استذكار طلابه في اليوم التالي وعلاوة على هذا نكافئ طلابنا بالنجاح في آخر العام، ونلحظ هذا بصورة واضحة في عدم حرص أولياء الأمور على استذكار أبنائهم، فسابقًا كان ولي الأمر يقف إلى جانب المعلم ضد ابنه خوفًا عليه من الرسوب أو العقوبة، أما اليوم فانه لا يخشى على ابنه من كلا الأمرين فهو يعلم انه لن يتعرض لأي عقوبة وسيزف إليه بشرى نجاحه في آخر العام الدراسي، لذا تجد أولياء الأمور يتسابقون في تقديم الشكاوى لأتفه الأمور ولم يبقَ إلا أن يحاسبوا المعلم على خطواته في الفصل مما زاد الأمر نظام الترحيل، وكلنا نعلم أن الصفوف الأولى من مرحلة التعليم الأساسي هي أساس التعليم، فمن كان تأسيسه متدنيًا؛ فهو كذلك حتى يتخرج من المرحلة الثانوية بل والجامعية أيضا، أليس من المفترض أن يلغى نظام الترحيل من الصفوف الأولى من مرحلة التعليم الأساسي ، وان يكون هناك امتحانات تحريرية حتى تلزم التلميذ والتلميذة على الاهتمام بالقراءة والكتابة والتمكن منهما، ومن ثم الاهتمام بالمهارات الأخرى لجميع المواد الدراسية، وألا ينتقل أي تلميذ من الصف الثاني من مرحلة التعليم الأساسي إلا بعد إتقانه القراءة والكتابة وألا يبقى في صفه لأنه لن يتمكن من إتقانهما فيما بعد، وهذا في حد ذاته ظلم لأبنائنا التلاميذ لأن مرحلة التعليم الأساسي الشق الاول هو ركيزة التعليم الأولى، ففي الدول المتقدمة يسند تدريس هذه المرحلة لذوي الشهادات العليا من المعلمين والمعلمات .. 

فما رأيك ياوزارة التربية والتعليم ؟ 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى