رأي

صلاةٌ للعمل.. لمحمد الرحومي

نحن لسنا بحاجة إلى صلاة استسقاء، ولا مراسم تسليم واستلام لأي فصل من فصول السنة.. رغم الجفاف وابتعاد غيمات الخير والأرزاق علينا..

إننا نحتاج لتقييم اعوجاج زاد من حده..

 الأرض تحتاج للماء من أجل الإنسان، والحيوان والحياة .. والوطن يحتاج هو الآخر وقبل أي شيء للعمل والاخلاص..

فعلاً نحتاج لصلاة من أجل العمل الذي تصحر بسببه وطننا .. لأننا أصبحنا بلدًا لا يعمل.. انطفأت فيه آلات وترسانات مئات المصانع والشركات وتحولت إلى خردة وتجارة حرام بمكتسبات هذا الشعب.. 

الطقس مسير من عند الله ولا يعتدل كما قدر له إلا بالاخلاص وصدق النوايا .. أما أعمالنا فهي مسؤولياتنا وخاصة فيما يتعلق بحقوق الوطن وواجباتنا تجاهه ..

لماذا لم نلحظ غياب أرزاق أخرى كان من المفترض أن نجنيها بأعمالنا وتكون صنيعة أيدينا.. 

 المطر له غيماتٌ مسيرة من عند الله تسطو  على مهابة الأرض تترك لنا الجمال والبهاء والنقاء وتلتهم في غمضة عين القبح والنشاز .. إلا أنه لا يمحو  الحقد والحسد والبغض المنتشر.. ولا يمنحنا صكوك مغفرة لأكلنا مال المرتبات الحرام التي ينتظرها الكثيرون دون أي مقابل، ودون أي وجه حق.. 

 لماذا ننتظر المطر .. وأغلب الصفوف المعتدلة تسطو أكفهم على اكف البسطاء الخاوية ؟.. لماذا لا تكون نوايانا نقية قبل صلاتنا؟ وتكون أيادينا ممتدة للعمل والوفاء لوطننا ومؤسساتنا قبل السماء؟.. 

نحن نحتاج لصلاة لا تستوجب الوضوء .. صلاة يقبلها الله لا تجد فيها إلا اتقان العمل.. عندها ستمطر السماء ذهبًا، وسنحياء بأعمالنا واخلاصنا لله ثم الوطن.. 

كم نحن بحاجة لمطر يمسح أدران القلوب والعقول..

عندها سيكتفي كل ذي عاهة بما استلم من جود خالقه وينثر ما فاض في حدائق الوجد ومراتع البسطاء..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى