متابعات

محطة

هاشم شليق

سفراء ليبيا

نسخ لصق..هذا ما تقوم به شركة الاستشارات الطبية والأمنية التي تقوم بنشر خريطة سنوية بعد تقييمها لعوامل مختلفة من أجل إعلام المسافرين والشركات الاقتصادية والتجارية وغيرها بالتهديدات المحتملة في البلدان حول العالم..وقد جعلت من ليبيا ضمن الدول التي ستكون شديدة الخطورة في العام القادم دون حتى إتجاه تنازلي عن خرائط الأعوام الماضية..هذا لو صح تقييمها أصلا في السابق..ولوحظ تعامل مثل هذه المؤسسات مع بلادنا بمشاهدات وأحداث دول أخرى..أي كأن هناك انتشار كثيف لقوات حفظ السلام على أراضينا أو أننا طرف في صراع دولي أو من ضمن الدول المنخرطة في سباق التسلح أو إن هناك تقاذف للصواريخ الكيماوية والجرثومية وقنابل الفوسفور الأبيض مع دول الجوار..وكما لو أن هناك نازحين بالملايين بسبب حرب أهلية ضروس أو وجود إرهاب يقض مضاجع المواطنين أو معدل الجريمة مرتفع للغاية مثل الإكوادور وكولومبيا مثلآ وبالتالي لابد أن ننصح ضيوفنا بعدم مغادرة الفندق..
الشركة تحدثت ضمن رصدها المشوش عن المخاطر الناجمة عن تغير المناخ..وهنا سؤال..الدول الصديقة التي ستتعرض لوطأة المناخ جنوب ليبيا مثل تشاد والنيجر ومالي ونيجيريا وأفريقيا الوسطى وغيرها مما سيؤدي إلى تدفق المزيد من المهاجرين مستقبلا..هل ليبيا هي التي ستشكل خطرا عليهم؟!..
صلب الموضوع ان كبريات الصحف مثل ديلي ميل واندبندنت ونيويورك بوست تناقلت خريطة الشركة المذكورة..وتلك الوسائل الإعلامية لها ملايين المتابعين..مما يوحي للقاريء أن ليبيا فعلآ تستوجب الحذر كما تقول الشركة “نحث السياح على الإبتعاد والتحقق دائمآ من سلامة أي مكان يخططون للسفر إليه”..ناهيك عن أن مئات الشركات العالمية زبائن لديها..ومعلوماتها تعد موثوقة عند أكثر من عشرة آلاف منظمة..لكن صحيفة إكسبريس من جهتها كانت محايدة حيث ذكرت كلام شهود وصفوا ليبيا بأنها “مذهلة ووجهة مثيرة للإهتمام”..وأضافت على الرغم من وجودها في منطقة إقليمية مليئة بالتحديات يبدو أن كنوز ليبيا التاريخية تجذب المسافرين..
ختاما..وربما خروجا عن السياق تظل السياحة والرياضة سفيران فوق العادة للتعريف بليبيا في ظل سيطرة المؤسسات الإعلامية الكبرى على الساحة الدولية وبالتالي يكونان عاملا مساعدا وداعما لجهود رصد المحتوى والإعلام الخارجي..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى