إجتماعيمقابلة

مريم الفلوس: المجتمع لا يستوعب قدرة المرأة في التوفيق بين العمل والبيت

 أجرت المقابلة: فايزة العجيلي


تظل الحاجة ماسة وملحة لفهم طبيعة العلاقة بين الفرد والأسرة في بعدها الأولي، وكذا اطرها الناظمة بين الأول والاخيرة  على المستوى الاعتباري، والذي يقودنا للحديث عن الحاجة لفهم المبادئ الحقوقية لكليهما، ومعرفة كيف تتبلور أبعاد التعايش على قاعدة  الحقوق والواجبات.

وفق هذه الخلفية كان لنا رصد حكاية أخرى في جانبها الآخر الداخلي، مع الناشطة في مجال حقوق المرأة مريم الفلوس، وجاء الحوار على النحو التالي :

المحررة: فايزة العجيلي

ربما تعرفناعلى مريم الفلوس كامعلمة واحدى ناشطات المجتمع المدني ولكن، ماذا عن مريم ربة  المنزل..؟

مريم الفلوس زوجة وأم لثلاثة أبناء تتحدى من أجلهم كل الصعاب تتعاون مع زوجها من أجل توفير كل ما يحتاجونه للعيش بحياة كريمة في ظل الظروف القاسية والحمد لله دائما أبنائي من المتفوقين في دراستهم فخورة جدًا بهم واشعر بانني اسعد أم في الدنيا ، كلما اشار لهم معلموهم بالنبوغ والاحترام والأخلاق ، واتمنى ان يكون لهم مستقبلٌ مشرق وواعد.. مريم ككل سيدة ليبية من أسرة محافظة نشأت على احترام الآخر واستمدت من والدها القيم والمبادىء الحميدة وتعلمتُ منه ان الاهتمام بالعائلة شيء مقدس فعائلتي هم عندي في المرتبة الأولى وبعد ذلك يأتي كل شيء.

ما هو حجم الفوارق أو الضغوطات التي تتعرض لها المرأة التقليدية والمرأة الناشطة  والحقوقية ،؟ كذلك كيف يبدو لكِ المنزل من خلال رؤيتك الذاتية؟

المجتمع مازال يحتاج الكثير ليعي دور المرأة ومشاركتها الفعالة فيه ولا يستوعب فكرة أنها قادرة ان توفق بين عملها وبيتها فانا اعتز بأنني امرأة محافظة ولا يهمني أن يشير إلي الآخرون بأنني تقليدية ومع هذا انا اطور من نفسي وادعم المرأة أن تطور من ذاتها ودفعها بأن تنال حقوقها بالتوعية السليمة لها ولا يخرج ذلك عن اطار الاخلاق والاحترام لمن حولها .. والمنزل رؤيتي أو النظر اليه من زاويتي هو مملكتي السعيدة التي ألجأ اليها لأحس فيه بالاطمئنان والامان

نسمع الكثير من النصائح عن مراتب أو خطوات بناء البيت السعيد، لكن الواقع يظل هو الفيصل، ماهي بنظرك اشتراطات الحياة المنزلية ؟

الاحترام والمودة والرحمة والثقة وحسن العشرة والمشاركة والتعاون وعدم السماح للآخرين بالتدخل في حياة الأسرة واللجوء إلى جوهر الإسلام والاخذ بما جاء في القرآن الكريم والسنة والاقتناع والتفاهم والتحاور الهادىء وتعويد الأبناء على ذلك وتخصيص وقت برفقة العائلة من شأنه أن يعزز الثقة في نفوس أفرادها؛ فالاسرة المتماسكة أساس بناء مجتمع سوي وسببٌ في تقدمه.

هناك تحول في طبيعة المجتمع الليبي ونظرته للمرأة ،  هل يمكنك وصف مراحل هذه النظرة؟ وهل تتجه للأفضل أم للأسوأ ؟

حسب وجهة نظري أن النضوج في النظرة المجتمعية مازال يسير بخطى بطيئة في المجتمع الليبي وأنا ككل سيدة فيه مازالت تحتاج للسند لمواجهة كل التحديات؛ ولكن عندما يلاحظ البعض أن كوني سيدة تبحث عن الافضل لإنارة العقول وتسير بخطى واثقه لتحقيق هدفي أجد أن تلك النظرة داعمة واشعر باتجاهها نحو الافضل وليس الاسوأ وهذا من خلال تجاربي.

الحديث عن المرأة ، يعني الحديث أيضا عن أحلام ورؤى وأفكار وطموحات، لكن يقابلها موروث وتقاليد واعراف، هل يحتاج ذلك لاطر قانونية تحمي كيانها وتنصف تلك الأحلام  أم تراهن على تطور العقلية والتي تبدو لازالت غير مستعدة لتقبل هذا الطموح؟

نعم .. بالتأكيد يحتاج للأطر القانونية التي تحمي المرأة من تعصب وجهل العقول والتي تحد من طموحها؛ وتحمي كيانها وتنصفها؛ فلو تعمقنا في سماحة ديننا الحنيف لوجدنا ذلك فالمرأة لها كيان وحقوق وواجبات .

نطالع ونقرأ الكثير عن مفهوم التحرر المجتمعي، ولكن ما هو مفهوم التحرر لدى مريم الفلوس ؟

مريم الفلوس الإنسانة الأم المربية المعلمة يمتد دورها ليشمل المجتمع من خلال قنوات العمل التي ترتادها سواءً كونها معلمة مربية أو ناشطة مجتمعية ناضجة تبحث عن الأفضل بعقل راجح لترسخ مفاهيم سليمة وتؤدي دوراً كبيراً كمعلمة في محو الأمية الثقافية بايصال مفاهيم سليمة يكون لها الأثر الفعال في بناء المجتمع.

وأنا اعتبرالتعليم والعمل تحرراً مجتمعياً فلهما الأثر الإيجابي في مساهمة حقيقية لتحسين وضعها بالمجالات كافة والحرية بنظري لا تتعدى القوانين وهي المسؤولة عن الافعال عند تجاوز الضرورات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى