كلمات
منذ زمن غابر كانت تروى الحكايات وتنسج القصص وتفخم الميثولوجيا الاحداث على ألسنة الرواة في ازقة الحواري القديمة وفي مجالس الملوك ومقاهي العواصم الزاخرة بالسرد هذه المرة الحكاية ليست عن عنترة العبسي يرويها حكواتي يلتف حوله الاطفال والسميعة وليست من نمط قصص الف ليلة وليلة التي ترويها شهرزاد لاميرها شهريار والراوي ليس شيخا عجوزا يجلس على كرسي خشبي في ميدان الجزائر ويعتلي الشيب راسه وبيده عكاز.
بل هو علي الذي يروي مئات الحكايا عنه وعن اطفال يشبهونه علي ذاك الطفل القمحي اللون من مواليد 2011 يدرس بالصف الرابع في حين كان من المفترض ان يجلس في صفوف الصف السادس لولاهروبه من تنمر زملاء المدرسة ونعته بانه ليس ليبيا وان كانت امه كذلك.
في تفاصيل وجهه حكايات عن ليالي أسود من قرن الخروب لماح ومتقد حذر يجوب الشوارع ويلتقط
ولد ونشا في طرابلسْ تركه والده العربي الجنسية في عمر الست سنوات هو واسرته و وسافر الى موطنه ولم يعد ْولم يره من حينها.. لم يحظ برعاية ونفقة كغيره من الاطفال علي عاش في كنف امه من بيت الجد الذي اواه ومنه الى الشارع بعد ان طردت والدته وحرمت من ميراثها كعقوبة لها على زواج لم يرضوا عنه يوما
التقيته في الحي الذي اقطنه يبيع ورق البوريك الذي تعده والدته يقول لولا قريبة لامي اسكنتنا في غرفة على السطح لعشنا في الشارع انا وأخي اخرج كل يوم بعد عودتي من المدرسة لمساعدة امي حتى نحظى بثمن خبز وبعض اللوازم
بعد ان استوقفني بادر سائلا:عمتي وين تجي الجمعية الخيرية اللي جنب الجامع
بعد استدلاله عنها حدثني:
ياعمتي من بداية رمضان نبيع في البوريك ونقيم في البرويطة ولما جيت نحسب في اللي جمعته لقيته مايشريش قفطان لامي ولا لبسه لخوتي ندور عالجمعية بالك فيها حوايج للعيد
علي لايحلم بملابس تعرض في الجرابة او قرقارش ولا يملك ثمن بدله تعرض في فترينه لاحد محال اول سبتمر او شارع الظل على مهموم من اين له وهو الصغيربثنمن قميص لاخوته وفستان لامه بلا ماركة ولا علامة تجارية
وقفت مذهولة ومتسمرة في مكاني حاولت التظاهر باني لست متأثرة احتراما لهذا الرجل الصغير ابتسمت له ونفذت طلبه وعند مغادرتي سألته: وانت ياعلي مافكرتش تعيد
قال:ضاحكا لما تولي اللبسة بعشرة وعشرين دينار توا نعيد.
المحررة
