كلـمات ..
مازال الوجع كبيرا مازلنا نتخيل ماحدث في درنه صباح مساء والذي هو فاق تصورنا حتى اعجزنا عن الادراك هول المصاب صور الاعصار او جريان السيل او الفيضانات لا تفارق مخيلتنا رغم غضبنا وصراخنا وحديثن مع انفسنا الدائم ذاخلنا ماذا لوكان هناك اهتماما ومتابعة لكل ما يخص المواطن ويؤمن حياته ؟لطرقه وسدوده والجسور للمباني التي تخضع لمعايير ومواصفات فنية سليمة وضمن مخطط غير عشوائي لسلامته لكن لا شيء من هذا حدث بل العكس تماما ايقظتنا الفاجعة على دفاتر مطوية للاهمال والفساد على تسيب ولا مبالاة وكشفت امام مصابنا قيمة المواطن في هذه الدولة وما يعنيه لها
علي الذي فقد اولاده الخمسة ولم يجدهم الى هذه اللحظة وسلمى التي جرفها السيل بعد ان سقطت بها البناية بطوابقها الخمسة وخرجت بميلاد جديد بعد ان فقدت بعض من افراد عائلتها وكثير من الجيران والاحباب
وفرج الطفل الذي خرج علينا كأنه رجل في الستين وهو يروي تفاصيل مؤلمة كيف غابت امه وخالته واخوته الثلاثة وسط السيل وجريان الوادي كيف يتذكر كل التفاصيل التي لن تمحها الذاكرة يوما من خياله
وتلك الام المكلومة التي تبحث عن اولادها والتي تؤمل نفسها بجثمان تضمه وتودعه وداعا اخير واخرون يفوقون الالف يحملون في جعبتهم كما من الاوجاع والذكريات المرعبة دفنوا احبتهم وضاع منهم اخرون اكتظت الذاكرة بالالم والصور
اختلطت انفاسهم وبالعبرات والتنهيدات والدموع والحزن رفقة الغضب ولسان حالهم يقول من ماتوا حملوا معهم اسرارنا ولحظاتن الاخيرة احياء في مكان اخر ينتظرون وبقينا نحن هامات تمشي على الارض ميته بلا روح وكثيرمن الحزن