رأي

شياطين الشهر الفضيل

■ محمد الرحومي

من‭ ‬ثقب‭ ‬الباب

من‭ ‬المأثور‭ ‬المتداول‭ ‬عن‭ ‬نبتات‭ ‬الصبر‭ ‬من‭ ‬الشيوخ‭ ‬والعجائز‭ ‬أن‭ ‬الجنة‭ ‬تبي،‭ ‬والنار‭ ‬تبي‭ .. ‬كما‭ ‬من‭ ‬المعلوم‭ ‬أن‭ ‬الشياطين‭ ‬تصفد‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬رمضان‭ ‬لأنه‭ ‬شهر‭ ‬فضيل‭..‬

التجار‭ ‬المرابون‭ ‬هم‭ ‬شياطين‭ ‬أيضًا‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الفارق‭ ‬بينهم،‭ ‬وبين‭ ‬الشياطين‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬نراها‭ ‬هو‭ ‬أنهم‭ ‬يترعرعون،‭ ‬وتشتعل‭ ‬نيرانهم‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭.. ‬

إننا‭ ‬نحتاج‭ ‬فعلاً‭ ‬إلى‭ ‬نص‭ ‬خطابي‭ ‬ديني‭ ‬سواء‭ ‬الواعظ،‭ ‬أو‭ ‬نص‭ ‬الترهيب‭ ‬والترغيب‭ ‬لتوعية‭ ‬وتوجيه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬وأجدى‭ ‬لحياتنا‭ ‬اليومية‭..‬

نحن‭ ‬نحتاج‭ ‬لعودة‭ ‬الضمير‭ ‬والإنسانية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬صلاة‭ ‬التراويح،‭ ‬ونحتاج‭ ‬للفهم‭ ‬والادراك‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬السلات‭ ‬الغذائية‭ .. ‬حيث‭ ‬إننا‭ ‬نحتاج‭ ‬الدين‭ ‬المعاملة‭ ‬في‭ ‬التواصل‭ ‬والبيع‭ ‬والشراء‭ ‬والأمانة‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬فقدنا‭ ‬الجانب‭ ‬القانوني‭ ‬الرادع‭ ‬الذي‭ ‬يتابع‭ ‬ويدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوقنا‭ ‬قدر‭ ‬الإمكان‭..‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬مجتمع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مجتمع‭ ‬دولة،‭ ‬ومؤسسات‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬تحتكم‭ ‬فيه‭ ‬المهن‭ ‬خاصة‭ ‬التجارة‭ ‬إلى‭ ‬نظم‭ ‬قانونية‭ ‬ومهنية‭ ‬تحدد‭ ‬قيمه‭ ‬المالية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬سلعة‭.. ‬لأنها‭ ‬العامل‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬الأسر‭ .. ‬خاصة‭ ‬خلال‭ ‬شهر‭ ‬القرآن‭.. ‬

لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الدولة‭ ‬غائبة‭ ‬تمامًا‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬سعر‭ ‬الصرف،‭ ‬والسلع‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬رغيف‭ ‬الخبز؛‭ ‬فما‭ ‬بالك‭ ‬بكل‭ ‬من‭ ‬هب‭ ‬ودب‭ ‬وامتهن‭ ‬تجارة‭ ‬المواشي‭ ‬مثلًا‭ ‬بعدما‭ ‬كان‭ ‬تاجر‭ ‬خردوات‭.. ‬يشتري‭ ‬ويبيع‭ ‬كيفما‭ ‬يريد‭ ‬ويشاء‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬رادع‭..‬

لماذا‭ ‬هذا‭ ‬الشراهة؟،‭ ‬وهذا‭ ‬العبث‭ ‬بسلعة‭ ‬الحياة‭..‬؟‭ ‬

لقد‭ ‬اتسع‭ ‬لهيب‭ ‬أسعار‭ ‬ممن‭ ‬سموا‭ ‬تجارًا‭ ‬وتجاوزوا‭ ‬حتي‭ ‬خيالنا‭ ‬ليصل‭ ‬لفيحها‭ ‬إلى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬متعلق‭ ‬بحياتنا‭ ‬اليومية‭.. ‬لم‭ ‬يبقَ‭ ‬إلا‭ ‬الهواء‭ ‬الذي‭ ‬جعله‭ ‬الله‭ ‬متاحًا‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬خلق‭ ‬من‭ ‬عباده‭ ‬وإلا‭ ‬لكنا‭ ‬رهائن‭ ‬الأكسجين‭.‬

‭ ‬كونوا‭ – ‬بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى