
من ثقب الباب
في أي بقعة من العالم تقاسُ راحة البال، واستقرار المواطن بمستواه المعيشي .. كما لن يكون المجتمع سعيدًا إلا إذا توافرت له سُبل التعايش البسيطة ..
في ليبيا المواطن مازال يترقب عند كل شهر رمضان رؤية الهلال بعينه، وأسعار السلع بجيبه .. ولعلني لا أبالغ إذا قلتُ بأن أغلب الليبيين هم سجناءٌ في نفق الديون .. وهم على يقين تام باستحالة التعايش مع مرتب لا يمكن له أن يصمد في وجه صلابة وجشع التجار لمدة نصف شهر على أكثر تحديد .. هذا رغم أنه قد خضع قبل بضع سنوات لزيادة فاقت ضعف قيمته ..
لقد تمت معالجة المرتبات بشكل كبير إلا أننا لم نرَ أي إصلاح لقيمة وهيبة الدينار الليبي الذي يعد أساس أي إصلاح اقتصادي، وهو بالفعل ما يمكن وصفه بالبنية التحتية لأي إصلاح ..
ولعلني سألامس أهم مسبَّبات ضياع هيبة العُملة الليبية التي من المفترض أن تكون هم من هموم كل مسؤول .. وذلك بالاشارة المباشرة لمن سموا تجارًا عبثًا ..
حيث لم تخضع تعاملاتهم لأي ضوابط كما أنهم بالأساس لا يحملون هموم المواطن ..
نحن لا نحتاج فقط لعودة الضمير والإنسانية؛ بل نحتاج لعصا القانون الرادعة لكل المعاملات التجارية التي قضت على حياة الدينار الليبي، ورصدت الأسعار كما يحلو لها دون أي حسيب، أو رقيب ..
التجار هم من أفسد وأطاح بكل المساعي الإصلاحية للدولة وهم من قضى على أحلام وطموحات المواطن من أجل حياة مستقرة ..
لا يمكن لأي مجتمع أن يكون مجتمع دولة ومؤسسات ما لم تحتكم فيه المهن وخاصة التجارية إلى نظم قانونية تحدد قيمة في أي سلعة.. لأنها العامل الرئيس في استقرار الأسر ..
الدولة في غياب تام وغير مبرر فيما يتعلق بتحديد سعر الصرف وكافة السلع ..
لقد اتسع نطاق لهيب غلاء الأسعار ممن سموا ليصل إلى كل شيء يتعلق بحياتنا اليومية.. لم يبقَ إلا الهواء الذي جعله الله متاحًا لكل من خلق من عباده وإلا لكنا رهائن الأكسجين ..
نحن بالفعل لازلنا نئن تحت وطأة اللامبالاة، وغياب الحسيب والرقيب .. كما لازالت أحلامنا معلقة تنتظر واقعًا متاحًا يزيح عنا الغلاء والوباء والهموم.
#كونوا_بخير