الحاج صالح مواطن بسيط أفنى حياته في الحداده وبعد التقاعد تفرغ للعبادة والجلوس مع أبنائه لساعات كحقن حكمة وارشادات خبرة في معاركة الحياة ..الحاج صالح كان يمتليء زهوا كلما أثنت زوجته الحاجة زينب على«قضيته» التي تملأ سقيفة البيت والتي «ماتغيب عليها حاجة» حسب مدحها .. الحاج صالح يكتفى في ساعات فراغه بالجلوس على كرسي أمام منزله أو مرافقة أحفاده للدكان هو ليس لديه خبرة في موازنة الأسعار ولا آخر قرارات وزارة الاقتصاد ولا حجم الإيرادات والسلع المدعومة والبضائع المستوردة هو كل ما يجعله ثابتا الزيارة آخر الشهر للمصرف وقبض مرتبه وتأمين الحاجات هو مختص بالقدرة الشرائية أمضى حياته وهو يدير مطالب أسرته المكونة من ستة أبناء بدقة وتنظيم ومكافأة مميزة من زوجته مع كل تأمين للمشتريات اليوم الحاج صالح كثير السكوت كثير السرحان والتفكير وقليل الخروج الا للجامع حتى مرافقة الأحفاد اصبحت مرهقة
والتبضع لم يعد من هوايته كان كلما تقرأ له ابنته نواقص المنزل في السنوات الأخيرة من خضار ومواد تنظيف ولحم وزيت يسكت ويحسبها في دماغه ويقول بينه وبين نفسه ماتلايمش
هو لا يأكل البيتزا والمكرونة بالباشميل ومكرونة الفاريدو ولا يحب الدجاج المستورد ولا اكياس الخضرة المجمدة ولا عاد عنده سنون للوز والبندق والكاجو ولا يهمه الرز البلاو ولا كيكة التفاح وكنافة المانجا الحاج صالح طوال حياته زمني يحب المبكبكة والبازين وكسكسي بالبصلة ويحب المقروض والكعك المالح وشاهي العالة بالنعناع حاسبها على قد فلوسه ومستور
اليوم استيقظ الحاج صالح على خبر نزول المرتبات مع لمة العائلة على الفطور وورقة طويلة لتجهيزات رمضان وصوت الحاجة وهي تسأل في بناتها شن تبوا ثاني
كل المطلوب الحاج صالح راتبه مايجيبش ربعه وكل ما أمكنه تحويشه وادخاره لايكفي طلبات البنات وامهم
ومع أول سؤال له بعد رجوعه من المصرف لاول بقال عن شيشة الزيت واول جزار عن كيلو اللحم الوطني فكر كيف يمكن ان يخبر زوجته ان التاجر اجابه بوضوح بأن بين البايع والشاري يفتح الله ووان جيب الفرمله الذي يعتقدون امتلاءه سرق قبل ان يمتليء.
وفور وصله واول مافتح الباب قال :هوقداش مازال على رمضان.