تنشأ الاتكالية أخي القارئ منذ الصغر ويساعد في تفاقم هذه المشكلة الوالدان أنفسهم؛ فرغبات الأبناء كثيرة وطلباتهم أوامر فيشبون على ذلك فمن أين يأتون بالاعتماد على النفس؟ هنا لا يلام الشباب ولكن لا بأس من توجيههم التوجيه المحفز ونصح الآباء بالمقابل بإشراك أبنائهم معهم في كل ما يمارسنه من أعمال داخل وخارج المنزل هذا من شأنه على أقل تقدير طرد الاتكالية، فالاتكالية إخوتي القراء هي الاعتماد على الغير في عمل أمر يريده الشخص، فاليوم بعض شبابنا «اتكاليون» لدرجة لا تتصور، فلو حصل لهم بأن يمارس عنهم أي شخص نشاطاتهم العلمية والعملية أو الحياتية لجعلوه يمارسها، فللأسف لو يستطيعون جعل نواب يحضرون عنهم المدارس، ويدرسون عنهم لفعلوا ذلك، جل ما يطلبه الشباب اليوم ينفذ من قبل الآباء والأمهات، كل ما هو جديد في هذا العالم بطبيعة الحال يطلبه الشباب وبالطبع يتم تنفيذه ولو كان يضرهم حسب قول الآباء، إنهم يحبون أبناءهم فيشترون لهم كل شيء ويلبون لهم كل متطلباتهم، فهل الحب يكون بالخضوع إلى أوامر الشباب دون النظر إلى قيمتها وماهيتها، وآثارها السلبية؟.
للأسف فلقد وصلنا إلى مرحلة تتمثل بالعجز عن ترتيب فراشنا وإعداد طعامنا بأنفسنا ..الخ أعلم أنها أمور بسيطة ولكنها تكبر مع الإنسان وتبدأ بالتفاقم مع تقدمه في العمر، فيجب علينا معالجتها منذ الصغر، فندائي إلى كل أب وأم أن يساعدا أبناءهم على تخطي هذه المشكلة فهي تبدأ بملاحظاتهم وتنتهي بنصائحهم، فليس كل ما يطلبه الابن منكم يكون لازماً عليكم تحقيقه، واعلموا أن هذا لا يدل على حبكم له، بل يدل على ضعف المراقبة عليه، فنحن أصبحنا نتمنى كل الأمنية بأن تقفوا بجانبنا لحل هذه الأزمة والتي بنظري هي خطيرة ولكن حلها سهل جداً وهو بين أيديكم.