ونحن في سعينا المحموم ولهاث لا يتوقف خلف متع زائلة وحاجات نستوي فيها والذواب ووهم بان الخطى موغلة فالأثر وان وجودنا على هذا الكوكب علامة فارقة سوف تصدمنا حقيقة تلوى الأخرى كل يوم وسوف نعيد النظر في مانحن عليه من وجود
شيء فشيء سوف نكتشف ان لون الشجر الأخضر الذي نراه ونمر عليه فالطرقات لا يعني لنا شيئا حتى أننا لا ننتبه لوجوده
وان الزهر العطر بات بلا رائحة يلف في اصطفاف بدل من ان يكتفى به وحده كهدايا فقط.. صورة مفرغة من معناها وقيمتها
وان الوجوه ذات الوجوه مهما اختلف رسمها وهيأتها قاعها يشبه عاليها كانّها تنط على ذات الحبل دون ان يكون لحركتها مغزى
هذا الانسلاخ من القيمة إلى ما يقابلها من فراغ هو وهم سلكناه، في بيئة سامة ومحيط اصبح مكانا لتعايش طفيليات تتغذى على اجسام بعضها وأوجاعها او اسوأ مافيها
بثنا نرى مئات الأطفال يموتون كل يوم ونستمر في مضينا بلا ان يرف لنا جفن وتمتلئ مسامعنا بما لا تستطع آذاننا تحمل سماعه وكاننا نترنح مع موسيقا للوجع
كل يوم نكتشف أننا وسط عالم يضج بالمقاومة من أناس تليق بهم الحياة وحولنا في أماكن بعيدة ربما او قريبة لا نراهم اخرون مهووسون بجدوى وجودهم من عدمه ونحن في آخر المطاف نكتشف بأننا امواتا لانرى من الأساس
وان ما نفعله من أكل ونوم وقضاء حاجة وسعي كاذب هو شيء يشبه الحياة التي نجرب ان نكون جزءا منها او حتى على الهامش فيها
كم نحن كاذبون ومطعون حينا نقاتل لأجل حياة لا نملكها او ندعي ذلك.