الاولىالرئيسيةمتابعات

لماذا ابتعدنـا عن موروثنا الشعبي .. ؟!

 

 

إنها حقيقة واضحة وجلية فما أبعد اليوم عن الأمس ونحن نشاهد الكثير من الأشياء من الموروث الشعبي العريق قد أخذ في الاختفاء والابتعاد رغم ان هذا الموروث يحمل في طياته ثقافة تعود إلى الماضي الذي هو ليس بالبعيد وتلك القيمة الفنية التي تترتب عليه وكذلك تربت عليه أمهاتنا وأباؤنا وجداتنا وبخصوص هذا الابتعاد الذي نشهده اليوم قامت الصحيفة بإجراء عدة لقاءات مع المواطنين .. والبداية كانت مع:

حوار

 فاطمة سالم عبيد

الحاج جمعة صالح الذي أشار في حديثه عن هذا الابتعاد قائلا :

في الحقيقة فعلاً يا ابنتي لقد ابتعدنا عن موروثنا الشعبي الأصيل حتى في طريقة تربيتنا لأبناتنا لم تعد مثل السابق في الماضي كانت هناك أساليب رائعة تقوم بها الأم الليبية في تربية أطفالها منذ الولادة وهذه الأساليب نجدها حتى في الأغاني التي تردَّد على مسمع المولود الجديد ومنها على سبيل المثال «الهدهدة» التي تقولها الأم عندما يخلد طفلها للنوم حيث تقول:

هوها  هوها  هاتي النوم

                          لوليدي منام اليوم

وتسترسل في الإنشاد بهذه الطريقة حتى ينام؛ ولهذا نتمنى العودة للموروث الليبي الأصيل بدلاً من استعمال الموسيقا الغربية للطفل حين يريد النوم.

وكذلك شاركتنا الحديث .. المعلمة  انشراح علي عن أهمية هذا الموضوع لأنه يتكلم عن تاريخنا الليبي عبر الموروث الشعبي الجميل فقالت :

أم اليوم ليستْ مثل الأمهات اللاتي حضرنا وعشن زمن (خبزة الفرن أو مخض الحليب)وغيرها من الأعمال اليدوية التي تعودت عليها صحيح كما قلتُ «أم اليوم» غابت عنها بعض العادات والتقاليد الليبية التي منها المأثور الشعبي فأين هي كلماتنا القديمة التي كانت الأم تردَّدها عندما يخطو طفلها خطواته الأولى «المشي»؟ حين كانت تردد وتقول

ديدش حب الرمان

ديدش خبزه ودهان .

ديدش بدل خطواته

           ديدش ياسعد خواته

انظري كيف هي جميلة هذا الكلمات التي تركها لنا آباؤنا وأجدادنا كما  موروث شعبي ومن هذا اللقاء أتمنى من كل الأمهات الرجوع إلى عاداتنا الأصيلة الليبية والتعامل معها لأنها كنز ثمين.

أما المعلمة سميرة خليفة :

تحدثت بكل إسهاب عن جمال موروثنا الليبي العريق  قائلة  :

كم هي جميلة عاداتنا وتقاليدنا الليبية نحن الليبيين لنا تراث شعبي قديم فيه الأصالة الليبية التي تعد تاريخاً حضارياً يحمل أمجادنا وثقافتنا العلمية والمأثور الشعبي هو أداة فعالة في حياتنا الاجتماعية ولابد أن نعود أطفالنا منذ سن مبكرة على هذه العادات ونحاول بقدر الامكان غرس القيمة التربوية التي منها الموروث الشعبي الليبي المأثور لأنه وكما يعلم الجميع نعيش في عصر «العولمة» ونخشى على هذا المأثور من الضياع في زمن كهذا الزمن لأن الرجوع إلى القديم يعد مدرسة قائمة في حد ذاتها وعليه على الأسرة الليبية تنشئت أطفالها على قيم نبيلة تعود إلى زمن المأثور الشعبي الذي مازال ينبض رغم قلته.

أما الحاجة سعيدة محمد :

ربة بيت فقالت: عاداتنا وتقاليدنا أيام زمان لم تعد موجودة إلا نادراً اليوم تغير كل شئ حيث أصبح «العصر عصر العولمة» ولم يعد موجوداً زمن المأثور الشعبي الليبي وحتى الأغاني التراثية الجميلة لم  نعد نسمعها حتى أمهات اليوم البعض منهن لا يعرفونها أصلاً فمنذ زمن هناك أغانٍ شعبية ليبية تتغنى بها المرأة في مناسبات عدة فعندما يبدأ الطفل يخطو «يمشي» هناك أبيات تقال له.

وكذلك كلمات تقال عندما تريد الأم مداعبة طفلها خاصة إذا كان «ولدًا» حيث نراها تقول له وهي تلعبه:

بيك جبر وبيك جبر ولا نشبح عازا ولا شر ** بيك جبر سلم وليدي عمار الدار

غير أكبر بس اندير ولك عدة وفرس  ** انديرو لك عدة وحلاط

وزوز غدارة تحت الباط تجي من غادي تدعفس.

هذه بعض الكلمات وهناك غيرها من جهات تهتم بهذا المأثور الشعبي.

خلاصة هذه المتابعة لقد اجمعتْ الآراء على ضرورة عودتنا إلى عاداتنا وتقاليدنا الشعبية وذلك المأثور الأصيل الذي يرجع بنا إلى حضارة جد عريقة أسسها أجدادنا وآباؤنا منذ زمن ونحن اليوم نطالب كتابنا وأدباءنا الأفاضل جمع هذا المأثور والمحافظة عليه من الضياع وكذلك نطلب كل أم أن تعلم أطفالها الموروث حتى عن لباسنا القديم التراثي الذي يشمل البدلة العربية بكل أنواعها ودور الأم يظل دوراً مهماً داخل كل أسرة ليبية تريد المحافظة على هذا الموروث العريق ..

المعرض الليبي التونسي من أجل تذليل الصعوبات أمام المستثمرين

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى