رأي

الاحتكار قرين الديكتاتورية ..

 أبوبكر المحجوب

مضتْ على البلاد أربعة عقود و نيّف، هي فترة النظام السابق، كان كل شيء قابلاً للمصادرة، بل  والتضيَّيق على النَّاس كان هو شغله الشاغل، وكان كل شيء في داخل البلاد هو محط فلسفة المراقبة والخطر الذي يهدد البلاد، وكل تحركات النَّاس مشكوك فيها، والنتيجة لا أفق و لا اكتشافات، الكل قابع في مدينته، بل في شارعه، وحتى في بيته، لا طموح لا تنافس لا زيارات لا مشاركات لا حياة طبيعية .. كيف يقوم الليبي بزيارة إلى إحدى مدنه الليبية، أو أن يتنقل بين جبالها للكشف عن الأماكن الجميلة ويعيش في أحضان الطبيعة أو يزور صديقاً له في مدينة ليبية أخرى؛ فكل هذه الأمور قد تكون مثيرة للشك من قبل النظام، فالبوابات منتشرة والأسئلة سليطة على أي شي، (و شن تبي إدير، ولمن ماشي و هات رقمه نتصلوا به)،و في أي شارع ساكن ومن تعرف في تلك المنطقة غير هذا الشخص «وكأنك في قفص الاتهام، طبعا أنتَ متهم مادام ذلك النظام موجود .. وهذا ليس بغريب فهناك من تم القبض عليه هو في عمر الخمسين والسبب لأن له صورة تذكارية في المدرسة عندما كان عمره عشر سنوات مع فلان المسجون بسبب اشتراكه في مؤامرة ضد النظام .. كل هذه التصرفات التي أجهضت النظام نفسه و ظلمت كل الليبيين  ،و النتيجة اليوم الليبيون يعيدون اكتشاف بلادهم من جديد و الشباب يسعى هذه الأيام في المشاركة بانتخابات الجارية في 24ديسمبر 2021م ما بين ناخب و مترشح ،و هم يعملون بعقلية تختلف عن تلك العقول المتحجرة والتي لا زالت تتآمر بدوائرها داخل مرابعها، بأموال الليبيين المسروقة، و بخياناتهم المعهودة، راكبين رؤوسهم في احتكار السلطة، في محاولة لتكرارها النماذج السيئة أصحاب الأدوار الفاشلة، بينما شباب ليبيا، شباب ثورة فبراير الصامدة يحققون الانتصارات، ويعملون بآليات العصر ،متفهمين للوضع القائم ،ملتصقين بطموحات الشعب الليبي في تحقيق أهدافه الموثقة بالإعلان الدستوري ..

إنها أيام  قليلة تفصلنا على نصر  كبير للشعب الليبي ،الرافض لاحتكار السلطة مهما كانت الآخر و قد جاءت على طبق من ذهب .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى