رأي

الجزء الأول.. مبارك والصيف والخريف الممطر.. لأمين مازن

برَّأَ القضاء السويسري الرئيس المصري الراحل وأفراد أسرته من تهمة الفساد المالي التي وجهت إليه وأدت إلى فرض الحراسة على أمواله بمصارف تلك الدول وقد جاءت هذه البراءة استناداً على عدم كفاية الأدلة، مما حدا بجمال النجل الأكبر لمبارك إلى توجيه بيان في الخصوص فَضّلَ أن يكون باللغة الإنجليزية و في دولة الإمارات العربية تحديداً، ربما لإدراكه أهمية الدولة المذكورة وما هي عليه من النفوذ الإعلامي ليس فقط للقنوات الفضائية التي تملكها الإمارات العربية وإنما الصحف والمجلات وأكثر من ذلك المنصات متعدَّدة الأصناف والشبكات التي لا تقل عنها تعدَّداً وانتشاراً، و قد حرص جمال أن يشمل بيانه الدفاعي هذا الذين عملوا في عهد والده كافة وما ذلك إلا لما يتوفر عليه من الوعي بأهمية هؤلاء في توجيه الرأي العام خاصة وأنهم بدؤوا في استعادة ما فقدوا من التعاطف لمجرد استلام السيد محمد مرسي قيادة مصر وما اتسم به عهده من نهج التمكين الذي لا يقبل بغير حَمَلة ايديلوجيته ليتولوا أي مسؤولية قيادية، فلا يتركون أي مشاركة لغيرهم، فكان أن وجدوا في شبكات التواصل الاجتماعي ما سهل لهم إصدار بيانات الاحتجاج بالآلاف المؤلفة والتي ما لبثت أن والفَ ظهورها إلى الميادين والساحات فيسّرَ للقوى المعارضة أن تحفظ العهد بتلك الصورة المأساوية، التي وإن جاءت على هيئة انقلاب، إلا أنه بما انصرف إليه من البرامج العملية الربحية التي عولت على القطاع العسكري فحمته من الفراغ و وجهت طاقته نحو العمل و زيادة الدخل والذي شهد لجدواه الخصوم قبل الحلفاء، فقطع الطريق على البيئة الحاضنة لتفاقم مشاعر الغضب الناتج عادة عن الفراغ و نقص المداخيل، الأمر الذي لم يغب على ما يبدو عن ذهن جمال مبارك و هو يشمل ببيانه رجال عهد والده عامة و الذين يوجد اليوم منهم و من أبنائهم و ربما أحفادهم الكثير أو لذلك الذين سيشاركونه سروره ببراءة والده و بقية الأسرة، و بالضرورة العهد، فإذا ما وضعنا في الاعتبار تزامن ذلك مع الانفراج الأخير الذي تمثل في ما شهدته مصر من إجراءات التخفيف على الكثير ممن أقدم السيسي على التضييق على حرياتهم بالعفو عن الأحكام أو التخفيف من التحفظ أو الدخول في الحوار الوطني القائمكما ذكرت الأنباءعلى عدم الإقصاء وإشراك مختلف الأطياف و توصلنا من ذلك كله إلى الفرضية القائلة بأن الشرق الأوسط عامة والشمال الأفريقي خاصة يمثل في نظر مراكز القرار العالمي وحدة لا تتجزأ فليس أمامنا سوى أن ننتظر هذه المرة متغيرات الصيف بعد أن شملتنا زوابع الربيع، علماً بأن الصيف كثيراً ما يعقبه الخريف الممطر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى