رأي

حماية المرافق التعليمية.. لفائزة الباشا

قسَّم مؤتمر «إستوكهولم» لسنة 1972م البيئة إلى عناصر ثلاثة : بيئة طبيعية تتكون من أربع نظم هي : الغلاف الجوي والغلاف المائي، واليابسة بما تشمله من ماء وهواء وتربة ومعادن ومصادر للطاقة ونباتات وحيوانات، والبيئة البيولوجية وهى جزءٌمن البيئة الطبيعية وتشمل الإنسان كفرد وجماعة والكائنات الحية الأخرى، والبيئة الاجتماعية التي تستوعب العلاقات التي تجمع الأفراد ببعضهم البعض في محيط ما سواء أكانت متشابهة أو متباينة، لتؤلف تلك العلاقات أنماطًا تعرف بالنظم الاجتماعية . أما البيئة الحضارية فتضم عنصرين:

العنصر المادي المتعلق بكل ما يصنعه الإنسان ليتمكن من الحياة بسهولة من مسكن وملبس، ومأكل، ووسائل نقل، وأجهزةالخ.

والعنصر المعنوي الذي يربط بين عقائد الإنسان وعاداته، وتقاليده، وأفكاره وثقافته، وما يكتسبه من قيم وآداب ويتعلمه من معارف.

ولقد عرفت التربية البيئية أنها: تعلم كيفية إدارة وتحسين العلاقة بين الإنسان وبيئة بشمولية وتعزيز وتشتمل عناصر البيئة المدرسية على مقومين أساسيين: العناصر الحسية؛ وهي المواد الأولية والمرافق وكذلك المقاعد ومياه الشرب والمقصف المدرسي والفصول والساحات والمكتبة والبوابات ..إلخ؛ والمقوم النفسي يرتكز على الطالب والإدارة المدرسية وعلاقة ببعضهم البعض بما في ذلك أولياء أمور الطلبة .

والبيئة بشقيها الطبيعي والمشيد هي كل متكامل يشمل إطارها الكرة الأرضية، أو لنقل كوكب الحياة، وما يؤثر فيها من مكونات الكون الأخرى ومحتويات هذا الإطار ليست جامدة بل أنها دائمة التفاعل مؤثرة ومتأثرة والإنسان نفسه واحد من مكونات البيئة يتفاعل مع مكوناتها بما في ذلك أقرانه من البشر، وقد ورد هذا الفهم الشامل على في خطاب للأمين العام للأمم المتحدة حيث قال : «إننا شئنا أم أبينا نسافر سوية على ظهر كوكب مشترك؛ وليس لنا بديل معقول سوى أن نعمل جميعاً لنجعل منه بيئة نستطيع نحن وأطفالنا أن نعيش فيها حياة كاملة آمنة». وهذا يتطلب من الإنسان أن يتعامل مع البيئة بالرفق والاحترام، ليستثمرها دون إتلاف أو تدميرالخ، ولعل فهم الطبيعة مكونات البيئة والعلاقات المتبادلة فيما بينها يمكن الإنسان أن يوجد ويطور موقعاً أفضل لحياته وحياة أجياله من بعده .. ولقد أصدرت المنظمات الدولية المهتمة إستراتيجية عامة للبيئة عام 1991م أكدت في البند السادس منها على دور التعليم الرسمي وغير الرسمي في المحافظة على البيئة السليمة.

إلا أن موقف المشرع الليبي من البيئة المدرسية يظهر بجلاء ضعف الاهتمام بالبيئة المدرسية في الفصل السادس الفقرة 5 المادة 51 المعنونة (الإصحاح البيئي) من القانون البيئي؛ ومع ذلك إلزمت الجهات المعنية بالمحافظة على الأماكن العامة والمقفلة والمخصصة للتجمعات الجماهير، وهي وأن لم تشر صراحة إلى البيئة المدرسية إلا أنها تستوعبها، وهو ما يصدق على تطبيق الشروط الصحية في الحمامات ودورات المياه العمومية، التي للأسف بحالة سيئة بسبب عدم الاهتمام بها؛ وكذلك حال بعض المرافق الصحية في المدارس .. أما في الجامعات فلا مرافق خاصة لعضوات هيئة التدريس وحال معظمها رديئة جدًا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى