رأي

درنة فاجعة الماء والوطن

محمد الرحومي

 

لم يخطر على بال أحد بأننا سنعيش المأساة والفرح معا… فعلا نحن عشنا الألم الهادر من الوادي الذي تغنى به شعراؤنا وفنانينا ولكننا أيضا عشنا الفرح الذي جمع كلمتنا واستفاقت به غفوتنا بعد فرقة.. لقد وحدنا الموت وايقضت المأساة غفلة الوطن..

هذه ثاني القوافل المهيبة.. من مدن الغرب كافة ولعلي أخص منها  تاجوراء توجرت إشراقة اطرابلس أويا وهي تجوب الحواس بعيوب القلب مترجلة صوب الزاهرة درنه إشراقة الوطن وضياء قورينا.. هي ليست مجرد مساحات من الرمال والغابات المجردة.. بل هي الانسان ومايحمل من عمق المحبة والأحاسيس

قديما وليست بالبعيد كانت تجريدة حبيب هي المعزوفة التي ضمدت جراج درنة.. أما ماتراه العين الدامعة والقلوب المجروحة مرآ العين في الحاضر المفجع والواقع الحزين هي ذاتها تلك الدماء التي اختزلت تاريخ الاجداد وسارت عبر مساربه هادرة بالرجولة كما لو أنها مجرى الوادي الذي خطف منا الفرح في ليلة غائمة .. ومهما امتلأت الاحشاء من سواد الفاجعة ستبقى الهامات شاخصة والعروق تفيض بحب المدينة الحب تلك الدرنة قمر الوطن وبهاء الخارطة..

هاهي الآن أيادي الأحفاد وقامات اليوم في موسم النخيل الباسقات وبنفس نبضات الوريد وخطى الأجداد  تجوب الوطن قاصدة الحب الذي لا ولن ينتهي مهما طال الأمد وكثرت الطعنات ..

درنة فاجعة الماء ستخمد نيران الحقد والبغضاء الراسية في مرافئنا .. وستنبت الأمل المنزوع كما انبتث سهول الأرض ومراتع الوطن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى