إجتماعيمقابلة

سميرة البوزيدي: الأمومةُ مستبدة لمن يحمل روحاً هشة

 

حوار: فايزة العجيلي

سميرة البوزيدي شاعرة ليبية تكتب قصيدة النثر .. لها أكثر من تسعة مؤلفات ما  بين الشعر والنقد والقراءات، ترجمت نصوصها إلى الانجليزية والفرنسية والايطالية والبلغارية صدر لها مؤخر ا من ايطاليا كتابها الشعري المترجم من سيرة الأيام الضائعة.

شاركت في عديد المحافل الثقافية بالداخل والخارج، لها تحت الطبع مخطوطان، وتشرف على الملف الثقافي بصحيفة (فبراير) الرسمية.

من واقع كونها شاعرة وربة بيت تقول (إن الأمر لا يختلف كثيرًا، فالروح الشاعرة تلقي بظلالها على الأم بكل مسؤولياتها، لكن لابد من الواقعية طبعا فشأني شأن أي ربة بيت وأم اقوم بكل شيء بنفسي اتابع متطلبات المنزل والأبناء والإشراف على دراستهم، لكن في بعض الأحيان اتبرأ من كل شيء وتحت الضغط المتواصل انسحب إلى قوقعتي وكتبي وموسيقاي وذاتي أرتاح لوقت قصير وأعود منطلقة كالبطل الخارق !

طبعاً الأمومة جميلة لكنها مستبدة ومقلقة لمن يحمل روحاً هشة وأنا اعتبر أنني هشة بقدر الصلابة التي اتظاهر بها).

المرأة روح

تتحدث البوزيدي عن حجم الضغوط التي قد تتعرض لها المرأة التقليدية أو المرأة العاملة معلقة (أنا في الحقيقة أحسد المرأة التقليدية)، إذ تخلو من هذا التفكير الذي ينتاب المرأة المثقفة لأنها أكثر اندماجًا ومسايرة لظروف مجتمع مركب وذكوري، لكن المثقفة يتنازعها الرفض والامتثال وهو صراع صعب في الحقيقة لابد فيه من خسائر إما أن تخسر نفسها أو تخسر بيتها! مجتمعنا لا يستوعب كون المرأة روح ايضا لها متطلباتها وهامشها من الحرية.

وترى ألا تكون هناك اشتراطات أو مراتب معينة فكلا الطرفين يحملان مسؤولية مشتركة فلا يجوز أن يقع العبء على طرف واحد

وبقدر الوعي والتسامح يمكن تجاوز كل العقبات، ولكن طبعا ليس هناك من زواج ناجح أو كامل لابد من التضحيات لمواصلة مسيرة الأسرة وتربية الأبناء .

صراع نفسي

تصل سميرة إلى جوهر الحكاية وهو الصراع النفسي الذي لا ينتهي بين المرأة المثقفة وظروفها الحياتية، وفي الغالب العبء يقع عليها بالكامل ولابد أن تكون هي الطرف المتنازل، تكوين مجتمعنا يسهم في الأمر طبعا من وصايا وتحذيرات الأمهات إلى رقابة الشارع والمجتمع ثم ينتهي الأمر بالزوجة أن تصبح هي الرقيب على نفسها مما يخلق تناقضًا نفسيًا مريعًا، فالمرأة هي الحلقة الأضعف هي التي يجب أن تتنازل لتستمر عربة الحياة الأسرية البديعة في السير. . وأضافت  أن علينا علاوة على مواجهة سلسلة من الأوامر والنواهي المتراكمة سلفا طبعا للأسوأ في ظل الوعي السائد الذي ينظر للمرأة كونها عيباً خالصاً يجب حجبه على الأعين وما انتشار ظاهرة الخمار المستوردة من دول الخليج إلا دليلاً على ذلك، مجتمعنا يخلو من التوازن والتسامح فلابد من ضريبة تدفعها المرأة بالذات، لهذا حتى وجود المنظمات والجمعيات النسوية لن يضيف شيئاً، بل إن من يقدن هذه الحركة في غالبهن ينقصهن الوعي والمثابرة.

احلام وأفكار

لكن الحديث عن المرأة، يعني الحديث أيضا عن احلام ورؤى وأفكار وطموح، لكن يقابلها موروث وتقاليد واعراف، هل يحتاج ذلك لأطر قانونية تحمي كيانها وتنصف تلك الأحلام  أم تراهن على تطور العقلية والتي تبدو لازالت غير مستعدة لتقبل هذا الطموح؟

واستطردت إن عقلية لن تتطور ربما لمئة عام وكذبة المساواة وحرية المرأة بعيدة جدًا عن بلادنا، هنا حركة المرأة المثقفة تسير ضمن المألوف والعادي والمتاح، فالكتابة يجب ألا تتجاوز حدودها والفن التشكيلي يجب أن يكون ضمن إطار العادي المرأة المثقفة والفنانة مغلولة بنظريات وتابو المجتمع المدعي، فلا كتابة أو فن حر وأنا اكتب ضمن المتاح رقيبي الداخلي صوته عال جدا.

كما أنه لا فائدة في أن يكون هناك مفهومٌ للتحرَّر في غيابه أصلاً ربما بعد ألف عام تكون هناك مفاهيم للتحرَّر في هذا البلد المعتم الذي لن اتوقف عن لعنه في كتاباتي

فكيف يمكن للأجيال الجديدة أن تكون متزنة وهي تشاهد هذا الفارق الحضاري الصارخ بين بلادنا ودول العالم؟

أنا لستُ متفائلة ولستُ مثالية، أتنبأ بنهاية الكيان الليبي الصغير في عدده وقيمته لصالح كيان آخر يحترم آدمية الإنسان وقيمته الروحية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى