ٱخباررصد

شهادات من شركاء الكلمة / عن الأقلام النسائية حضور وريادة

نجاح مصدق

الأقلامُ‭ ‬الصحفية‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬شغلتْ‭ ‬مكانًا‭ ‬مهمًا،‭ ‬وخطتْ‭ ‬خطواتٍ‭ ‬ثابتة،‭ ‬وكانتْ‭ ‬في‭ ‬المقدمة‭ ‬خلال‭ ‬مسيرة‭ ‬العمل‭ ‬الصحفي؛‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬مقتحمة‭ ‬متحدية‭ ‬مليئة‭ ‬بالأسئلة‭ ‬والتوق‭ ‬لتصل‭ ‬للحقيقة‭ ..‬تعلمت‭ ‬وكتبت‭ ‬واقتحمت‭ ‬وجاءت‭ ‬محملة‭ ‬باستفهامات‭ ‬عدة‭ ‬في‭ ‬الحوارات،‭ ‬والتحقيقات،‭ ‬والاستطلاعات،‭ ‬كتبتْ‭ ‬الخبر‭ ‬واعدت‭ ‬التقارير،‭ ‬وأدارتْ‭ ‬العمل‭ ‬بقوة‭ ‬وثبات‭ ‬والاسماء‭ ‬النسائية‭ ‬الصحفية‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬سجلت‭ ‬حضورا‭ ‬وتفوقا‭ ‬وتركت‭ ‬بصمة‭ ‬سجلها‭ ‬التاريخ‭ ‬الصحفي‭ ‬الإعلامي‭ ‬أمثال‭ ‬السيدة‭ ‬خديجة‭ ‬الجهمي،‭ ‬ولطفية‭ ‬القبايلي،‭ ‬وشريفة‭ ‬القيادي،‭ ‬ومرضية‭ ‬النعاس،‭ ‬وفاطمة‭ ‬محمود،‭ ‬وفوزية‭ ‬شلابي،‭ ‬وغيرهن‭ ‬الكثيرات‭ .. ‬حول‭ ‬الحضور‭ ‬والقدرة‭ ‬والتحديات‭ ‬التي‭ ‬خاضتها‭ ‬هذه‭ ‬الأقلام‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الصحافة‭ ‬والإعلام‭ ‬نرصد‭ ‬آراء‭ ‬زملاء‭ ‬المهنة،‭ ‬ونسجل‭ ‬شهاداتهم‭ ‬عن‭ ‬الزميلات‭ ‬الرفيقات،‭ ‬وتأثير‭ ‬حضورهن‭.‬

الليبية‭ ‬خاضت‭ ‬غمار‭ ‬الصحافة‭ ‬منذ فجر‭ ‬الاستقلال‭ ‬

الأستاذ‭ ‬الصحفي‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬الصباح‮»‬‭ ‬جمال‭ ‬الزائدي‭ ‬يقول‭:‬‭ ‬أثبتت‭ ‬الزميلات‭ ‬الصحفيات‭ ‬قدرة‭ ‬استثنائية‭ ‬على‭ ‬المنافسة‭ ‬والتفوق‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص‭ .. ‬ومن‭ ‬تجربتي‭ ‬الشخصية‭ ‬في‭ ‬الهيئة‭ ‬العامة‭ ‬للصحافة‭ ‬أشهد‭ ‬أن‭ ‬شطرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬المطبوعات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬يقع‭ ‬على‭ ‬عاتقهن‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬المواقع‭ ‬القيادية،‭ ‬أو‭ ‬كمحررات‭ ‬ميدانيات‭ ..‬وتشهد‭ ‬بذلك‭ ‬صفحات‭ ‬الجرائد،‭ ‬والمجلات‭ ‬والمواقع‭ ‬الإلكترونية‭..‬

أقولها‭ ‬بموضوعية‭ ‬مطلقة‭  ‬وأنا‭ ‬رجل‭ ‬وصحفي‭ ..‬إن‭  ‬الإلتزام‭ ‬والجدية‭ ‬والشغف‭ ‬لدى‭ ‬الاناث‭ ‬العاملات‭ ‬في‭ ‬صحافتنا‭ ‬الوطنية‭ ‬يتوفر‭ ‬بنسبة‭ ‬أكبر‭ ‬مما‭ ‬يتوفر‭ ‬لدى‭ ‬غيرهن‭ ..  ‬وأريد‭ ‬أن‭ ‬استغل‭ ‬هذه‭ ‬السانحة‭ ‬لاتوجه‭ ‬بالتحية‭ ‬والتقدير‭ ‬لكل‭  ‬الزميلات‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬التحرير‭ ‬الصحفي‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الإخراج‭ ‬والتنفيذ‭ ‬الصحفي‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبذلنه‭ ‬من‭ ‬جهد‭ ‬صادق‭ ‬ومخلص‭ ‬للرفع‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬الأداء‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المطبوعات‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭..‬

أما‭ ‬الأستاذ‭ ‬كمال‭ ‬الدريك‭ ‬مدير‭ ‬تحرير‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬النجوم‮»‬‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬الشخصي‭  ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬الأقلام‭  ‬النسائية‭  ‬نجحت‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭  ‬في‭ ‬أن‭ ‬تنفرد‭ ‬بأسلوب‭ ‬وطريقة‭  ‬عمل‭ ‬متطورة‭  ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ملف‭ ‬الاستطلاعات‭ ‬أو‭ ‬اللقاءات‭  ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬التقارير،‭ ‬واعتقد‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬ينقص‭ ‬بعضهن‭ ‬العلاقات‭ ‬العامة‭  ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬يتطلب‭ ‬مد‭ ‬يد‭ ‬العون‭ ‬لها‭  ‬ممن‭ ‬يتولون‭ ‬قيادة‭ ‬الصحيفة‭ ‬لتسهيل‭ ‬مهمتها‭ .‬

عن‭ ‬تجربة‭ ‬فهن‭ ‬أكثر‭ ‬نشاطًا‭ ‬وحماسًا‭  ‬والتزامًا‭ ‬أيضًا‭ ‬رغم‭ ‬ظروف‭ ‬البعض‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭ ‬غير‭ ‬مرتبط‭ ‬بحالة‭ ‬وقتية‭ ‬دون‭ ‬غيرها‭ ‬بل‭  ‬من‭ ‬واقع‭ ‬معايشة‭ ‬مختلفة‭ ‬تجمع‭ ‬بين‭ ‬الماضي‭ ‬والحاضر‭  ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالصحفيات

في‭ ‬حين‭ ‬سجل‭ ‬الصحفي‭ ‬خليفة‭ ‬المقطف‭ ‬شهادته‭ ‬بقوله‭:‬

المرأة‭ ‬الليبية‭ ‬خاضتْ‭ ‬مجال‭ ‬الصحافة‭ ‬مبكرًا‭ ‬مذ‭ ‬بدأتْ‭ ‬رحلتها‭ ‬الوطنية‭ ‬بعد‭ ‬الاستقلال‭ ..‬وهناك‭ ‬قامات‭ ‬طاولت‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار‭..‬مثل‭ ‬السيدة‭ ‬خديجة‭ ‬الجهمي‭ ‬رحمها‭ ‬الله،‭ ‬وما‭ ‬قيّد‭ ‬حضورها‭ ‬كما‭ ‬أرى‭ ‬نظرة‭ ‬المجتمع‭ ‬المحافظ‭ ‬لدورها‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬المقتصر‭ ‬على‭ ‬البيت‭ ‬والأبناء‭ .‬

ومع‭ ‬تطور‭ ‬الفكر‭ ‬المجتمعي‭ ‬زاد‭ ‬حضور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المهن‭ ..‬ومنها‭ ‬الصحافة‭ .‬

أستطيع‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬المرأة‭ ‬حققت‭ ‬حضورها‭ ‬اللافت‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المهنة‭ ‬خلال‭ ‬العقود‭ ‬الثلاثة‭ ‬الأخيرة‭ .‬

اليوم‭ ‬تكاد‭ ‬تتفوق‭ ‬على‭ ‬الرجال‭ ‬في‭ ‬حضورها‭ ‬العددي،‭ ‬ومقدرتها‭ ‬المهنية‭ .‬

وفي‭ ‬هذه‭ ‬المدة‭ ‬البسيطة‭ ‬أعتقد‭ ‬أنها‭ ‬صارت‭ ‬تشكل‭ ‬خطرًا‭ ‬على‭ ‬حضورنا‭ ‬نحن‭ ‬الرجال‭ ..‬في‭ ‬كافة‭ ‬الفروع‭ ‬الصحفية‭ .‬

وصارت‭ ‬هناك‭ ‬أسماء‭ ‬تفرض‭ ‬نفسها‭ ‬على‭ ‬ساحة‭ ‬القراء‭..‬

وأنا‭ ‬من‭ ‬متابعي‭ ‬المواد‭ ‬التي‭ ‬تعدها‭ ‬بعض‭ ‬الزميلات‭ .. ‬لأن‭ ‬لها‭ ‬نكهتها‭ ‬الخاصة‭ .‬

أما‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬لازالت‭ ‬تلعبه‭ ‬يقول‭ ‬الصحفي‭ ‬عثمان‭ ‬البوسيفي‭ :‬

لاشك‭ ‬أن‭ ‬وجود‭ ‬الأقلام‭ ‬الصحفية‭ ‬النسائية‭ ‬مهم‭ ‬لوجود‭ ‬قضايا‭ ‬كثيرة‭ ‬قريبة‭ ‬من‭ ‬المرأة‭ ‬وتستطيع‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬والكتابة‭ ‬عنها‭ ‬عن‭ ‬كثب‭ ‬ووجودهن‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الصحفي‭ ‬الليبي‭ ‬كان‭ ‬واضحًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬زميلات‭ ‬كان‭ ‬لهن‭ ‬دورٌ‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬الكتابة‭ ‬الصحفية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أبوابها‭ ‬وتركن‭ ‬أثرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬منذ‭ ‬السيدة‭ ‬الراحلة‭ ‬خديجة‭ ‬الجهمي‭ ‬ومن‭ ‬سار‭ ‬على‭ ‬دربها‭ ‬من‭ ‬زميلات‭ ‬نجحن‭ ‬في‭ ‬مواصلة‭ ‬السير‭ ‬في‭ ‬الدرب‭ ‬ذاته‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬وجودهن‭ ‬ودورهن‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬بعضهن‭ ‬ربات‭ ‬بيوت،‭ ‬ونجحن‭ ‬في‭ ‬بيوتهم‭ ‬مثل‭ ‬نجاحهن‭ ‬في‭ ‬مهنة‭ ‬المتاعب‭ ‬

ومن‭ ‬جهتي‭ ‬اكن‭ ‬لهن‭ ‬كل‭ ‬التقدير‭ ‬وقد‭ ‬عملتُ‭ ‬معهن‭ ‬في‭ ‬عدة‭ ‬أماكن‭ ‬وكان‭ ‬لهن‭ ‬الدور‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬إنجاح‭ ‬العمل‭ ‬الصحفي‭ .‬

وافر‭ ‬الامتنان‭ ‬للمناضلات‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مطبوعة‭ ‬وهن‭ ‬يكافحن‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬مسيرة‭ ‬بهية‭ ‬في‭ ‬بلاط‭ ‬صاحبة‭ ‬الجلالة‭ ‬‮…‬

في‭ ‬حين‭ ‬أكد‭ ‬الأستاذ‭ ‬الصحفي‭ ‬هاشم‭ ‬شليق‭ ‬أهمية‭ ‬حضور‭ ‬الأقلام‭ ‬النسائية‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭: ‬الصحفية‭ ‬اليوم‭ ‬تتأثر‭ ‬كتاباتها‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬لما‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬انعكاس‭ ‬مباشر،‭ ‬أو‭ ‬غيره‭ ‬على‭ ‬الشأن‭ ‬المحلي،مع‭ ‬الأخذ‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬أن‭ ‬قضايا‭ ‬المرأة‭ ‬والرجل‭ ‬باتت‭ ‬تمس‭ ‬كليهما،حيث‭ ‬يشتركان‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬القضايا‭ ‬الملحة‭ ‬وما‭ ‬يهم‭ ‬الوطن‭ ‬والاقليم‭ ‬خصوصًا‭ ‬والدولي‭ ‬عمومًا‭ ‬ومتابعة‭ ‬كل‭ ‬ماهو‭ ‬حديث‭ ‬وآنٍ‭ ‬مواكبة‭ ‬للعصر‭ ‬الراهن‭ ‬والمستقبل‭.‬

يشار‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الصحفية‭ ‬الأم‭ ‬أو‭ ‬المتزوجة‭ ‬تقترب‭ ‬كثيرًا‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬الطفل‭ ‬والأسرة‭ ‬دون‭ ‬اجتزاء‭ ‬اهتمامها‭ ‬ودرايتها‭ ‬بالشأن‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬والثقافي‭.‬

ونلاحظ‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬تمكن‭ ‬الصحفيات‭ ‬من‭ ‬الصياغة‭ ‬الصحفية‭ ‬وامتلاكهن‭ ‬أسلوبًا‭ ‬راقيًا‭ ‬ومستوعبا‭ ‬لكل‭ ‬جوانب‭ ‬المواضيع‭ ‬المطروحة‭ ‬حتى‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬طابعا‭ ‬حساسا‭ ‬ورئيسيا‭ ‬باعتباره‭ ‬استيعابا‭ ‬منهن‭ ‬بما‭ ‬يلتصق‭ ‬بالواقع‭ ‬وما‭ ‬يشغل‭ ‬الناس‭.‬كما‭ ‬أن‭ ‬الصحفيات‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬مناقشة‭ ‬الأمور‭ ‬الحياتية‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬والواقع‭ ‬الذي‭ ‬يناضل‭ ‬الجميع‭ ‬لتحسينه‭ ‬وبالتالي‭ ‬اثبتن‭ ‬وجودهن‭ ‬واصبحن‭ ‬عضوات‭ ‬فاعلات‭ ‬يساهمن‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬المجتمع‭. ‬ويمكن‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬الصحفيات‭ ‬الليبيات‭ ‬يمارسن‭ ‬العمل‭ ‬بكل‭ ‬احترافية‭ ‬واقتدار‭ ‬وإحدى‭ ‬دلائل‭ ‬ذلك‭ ‬تقديمهن‭ ‬لمضامين‭ ‬إنسانية‭ ‬وطرحهن‭ ‬لملفات‭ ‬واجرائهن‭ ‬تحقيقات‭ ‬واستطلاعات‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬رصد‭ ‬وتحليل‭ ‬المسائل‭ ‬التي‭ ‬تمس‭ ‬المواطن‭ ‬العادي،وهذا‭ ‬هو‭ ‬هدف‭ ‬الصحافة‭ ‬أي‭ ‬إيصال‭ ‬صوت‭ ‬الشارع‭ ‬واسئلته‭ ‬إلى‭ ‬المسؤول‭ ‬وبدوره‭ ‬يطرح‭ ‬الأخير‭ ‬ردوده‭ ‬ويستعرض‭ ‬برنامج‭ ‬مؤسسته‭.‬

اما‭ ‬السيد‭ ‬الصحفي‭ ‬عبدالله‭ ‬خويلد‭ ‬فأجاب‭ :‬

مع‭ ‬احترامي‭ ‬وتقديري‭ ‬للجميع‭ ‬إلا‭ ‬ان‭ ‬حضورهن‭  ‬وعملهن‭  ‬لا‭ ‬يزيد‭ ‬شيئًا‭ ..‬

وعن‭ ‬الابداع‭ ‬والمساواة‭ ‬في‭ ‬الوصول‭ ‬إليه

اضاف‭ ‬الأستاذ‭ ‬الصحفي‭ ‬علي‭ ‬الهلالي‭ :‬

بداية‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬الخاصة‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نقول‭ ‬قلمًا‭ ‬نسائيًا،‭ ‬وقلمًا‭ ‬رجاليًا‭ ‬لأن‭ ‬الإبداع‭ ‬حالة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بالجنس‭ ‬واللون؛‭ ‬فالتجربة‭ ‬الإنسانية‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬صقلتها،‭ ‬فمن‭ ‬باب‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬النص‭ ‬‮«‬اقصد‭ ‬المقال‭ ‬الصحفي‮»‬‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لأنه‭ ‬يتضمن‭ ‬في‭ ‬طياته‭ ‬فكرة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬الكاتب‭ ‬وتختزل‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتساءل‭ ‬هنا‭ ‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬تقسيم‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬بمعيار‭ ‬الذكورة‭ ‬والأنوثة‭ ‬؟‭!.‬

الغالب‭ ‬في‭ ‬الأمر‭ ‬انه‭ ‬لا‭ .. ‬إلا‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تتمتع‭ ‬بالخصوصية‭ ‬الأنثوية‭ ‬والتي‭ ‬تنصب‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المسائل‭ ‬أما‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬العموم‭ ‬فإن‭ ‬الرؤى‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬تقسيمها‭ ‬وفق‭ ‬معايير‭ ‬صحافة‭ ‬الرجل‭ ‬وصحافة‭ ‬المرأة‭.‬

والحديث‭ ‬عن‭ ‬دور‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬الصحافة‭ ‬يقودنا‭ ‬إلى‭ ‬استعراض‭ ‬كفاءات‭ ‬وقدرات‭ ‬نسوية‭ ‬استطاعت‭ ‬قيادة‭ ‬مؤسسات‭ ‬صحفية‭ ‬وإعلامية‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬تأسيس‭ ‬كثير‭ ‬منها‭ .‬

لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الصحافة‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬دون‭ ‬الخوض‭ ‬في‭ ‬سيرة‭ ‬خديجة‭ ‬الجهمي‭ ‬القامة‭ ‬والتاريخ‭ ‬حيث‭ ‬إنها‭ ‬لم‭ ‬تثبت‭ ‬نفسها‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬أسست‭ ‬مدرسة‭ ‬صحفية‭ ‬ولونًا‭ ‬مميزًا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاملها‭ ‬مع‭ ‬شريحة‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل‭ ‬واستمرت‭ ‬المسيرة‭ ‬بالمرأة‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬كفاءات‭ ‬لاتفتقر‭ ‬لها‭ ‬بلادنا‭ . ‬الكتابة‭ ‬الصحفية‭ ‬والتي‭ ‬تناولت‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬قضايا‭ ‬وموضوعات‭ ‬أسهمت‭ ‬في‭ ‬معالجة‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬كانت‭ ‬فارستها‭ ‬المرأة‭ .‬

التحقيقات‭ ‬الصحفية‭ ‬والمتابعات‭ ‬الإخبارية‭ ‬أيضا‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬فتيات‭ ‬تفوقن‭ ‬على‭ ‬انفسهن‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬وتاريخ‭ ‬الصحافة‭ ‬الليبية‭ ‬حافل‭ .‬

التصوير‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الكاميرا‭ .. ‬

وهنا‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالقدرات‭ ‬التي‭ ‬استطاعت‭ ‬أن‭ ‬تنافس‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬العربي‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬حاضرة‭ ‬وبقوة‭ ‬وأسماء‭ ‬كبيرة‭ ‬لكاتبات‭ ‬ليبيا‭ ‬لازلن‭ ‬يكتبن‭ ‬ويقمن‭ ‬على‭ ‬إعداد‭ ‬البرامج‭ ‬المرئية‭ ‬والمسموعة‭ .‬

لربما‭ ‬كان‭ ‬الفضول‭ ‬الذي‭ ‬يسكن‭ ‬المرأة‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يدفع‭ ‬باتجاه‭ ‬نجاحها‭ ‬لأن‭ ‬العمل‭ ‬الصحفي‭ ‬يتطلب‭ ‬استقصاء‭ ‬المعلومة‭ ‬من‭ ‬مصادرها‭ ‬وتتبعها‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬يقع‭ ‬الصحفي‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬الأخبار‭ ‬المفبركة،‭ ‬والمدسوسة‭ .‬

عمومًا‭ ‬نجحتْ‭ ‬المرأة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬نجاحًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬حيث‭ ‬تبوأت‭ ‬مناصب‭ ‬متقدمة‭ ‬من‭ ‬رئاسة‭ ‬التحرير،‭ ‬وإدارته‭ ‬ومسؤولية‭ ‬التحقيقات‭ ‬والمتابعات؛‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬صحافة‭ ‬نسائية‭ ‬لأن‭ ‬الصحيفة‭ ‬أو‭ ‬الجريدة‭ ‬هي‭ ‬عمل‭ ‬متكامل‭ ‬يبني‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الجهود‭.‬

ويقول‭ ‬الأستاذ‭ ‬الصحفي‭ ‬إدريس‭ ‬بلقاسم‭: ‬

بداية‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نتفق‭ ‬بأن‭ ‬مهنة‭ ‬الصحافة،‭ ‬ليستْ‭ ‬وظيفة‭ ‬يتقلدها‭ ‬أيًا‭ ‬كان،‭ ‬بل‭ ‬هي‭ ‬علمٌ‭ ‬أولاً،‭ ‬وموهبة‭ ‬ثانيًا،‭ ‬والتميز‭ ‬فيها‭ ‬يدعمه‭ ‬الشغف‭ ‬بها،‭ ‬واستمرارية‭ ‬الممارسة‭.‬

وهنا‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يقاس‭ ‬بمن‭ ‬يقدر‭ ‬على‭ ‬ممارستها‭ ‬هل‭ ‬الرجل‭ ‬أكفأ‭ ‬أم‭ ‬المرأة‭ ‬أكفأ‭.‬

خلال‭ ‬ممارستي‭ ‬للعمل‭ ‬الصحفي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬خمسة‭ ‬عقود‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬عايشتُ‭ ‬خلالها‭ ‬قدرات‭ ‬نسائية‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬بصمتها‭ ‬في‭ ‬محراب‭ ‬الصحافة،‭ ‬منهم‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬لا‭ ‬الحصر،‭ ‬الفاضلات‭ ‬المرحومة‭ ‬خديجة‭ ‬الجهمي،‭ ‬ومرضية‭ ‬النعاس،‭ ‬ولطفية‭ ‬القبايلي،‭ ‬وفوزية‭ ‬شلابي،‭ ‬وفاطمة‭ ‬محمود‭.‬

والآن‭ ‬هناك‭ ‬زميلات‭ ‬كثيرات‭ ‬متميزات‭ ‬في‭ ‬الاستطلاعات،‭ ‬والمتابعات،‭ ‬والأخبار،‭ ‬ولهن‭ ‬بصمتهن‭ ‬في‭ ‬وسائط‭ ‬الإعلام‭ ‬الورقي‭ ‬والإلكتروني،‭ ‬والسمعي‭ ‬والبصري‭.‬

هي‭ ‬صحيح‭ ‬مهنة‭ ‬شاقة،‭ ‬ولأنها‭ ‬بالأساس‭ ‬عمل‭ ‬ميداني‭ ‬وليس‭ ‬مكتبيًا‭ ‬محدد‭ ‬التوقيت،‭ ‬لذلك‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬المثابرة،‭ ‬والصبر،‭ ‬والتركيز‭.‬

وهناك‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬الأمر‭ ‬صعبًا‭ ‬على‭ ‬المرأة‭ ‬المتزوجة‭ ‬والتي‭ ‬لديها‭ ‬أطفال،‭ ‬وسيكون‭ ‬غيابها‭ ‬عن‭ ‬البيت‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬متفرقة‭ ‬غير‭ ‬ثابتة،‭ ‬سيكون‭ ‬له‭ ‬تأثيرات‭ ‬سلبية‭ ‬على‭ ‬استقرار‭ ‬الأسرة‭ ‬بشكل‭ ‬أو‭ ‬بآخر‭.‬

أخيرًا‭ .. ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬هي‭ ‬كل‭ ‬الشهادات‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الزملاء‭ ‬شركاء‭ ‬القلم‭ ‬والكلمة،‭ ‬ولن‭ ‬تكون‭ ‬الأخيرة‭ ‬عن‭ ‬أهمية‭ ‬الأقلام‭ ‬الإبداعية‭ ‬النسائية،‭ ‬ودورها‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬الصحفي‭ ‬اليومي‭ ‬إدارةً،‭ ‬وعملاً،‭ ‬ووجودًا‭ ‬فاعلاً‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى