رأي

 محمد الرحومي يكتب.. ليبيا أم الدنيا

في الماضي القريب كانت مصر أم الدنيا.. وهو وصف متداول بشكل كبير عند المصريين وخاصة لدى العمالة المصرية في ليبيا..

أما الآن فلم تعد مصر هي أم الدنيا ولم يعد هذا البوح يحلو للمصريين المقيمين في ليبيا بالذات..

فقد أصبح في تقدير العديدين ومنهم المصريين أن ليبيا هي أم الدنيا..

لم يعد النيل نيلا طيبا بعدما غزته المياه السوداء ولم تعد القاهرة مغرية ومانعة لسفر وهجرة المصريين منها وخاصة المتجهين لسوق الكرايمية بمنطقة السواني ولا لأولئك المتجهين لعقاراتهم ومقاولاتهم وأكواخ الخضار غير المكلفة الموجودة على حواف اغلب طرقاتنا وأسواقنا ومحالنا من إمساعد إلى رأس إجدير ..

الشارع الليبي بكامله .. بمحال تعبئة الغاز والمخابز أيضا تؤكد أن ليبيا هي أم الدنيا وليست مصر.. أفريقيا برجالها ونسائها يؤكدون ذلك أيضا.. مجانية العمل وسهولة الاتجار والاستحواذ على البصل والزيت والغاز والمقاولات تؤكد لكل الوافدين وخاصة المصريين بأن ليبيا هي أم الدنيا الحنونة التي ترفض أي ضريبة على أحد من أي دولة كان ..

حتى أولئلك الذين أختاروا ليبيا كي تكون ممرا لهجرتهم إلى أوروباء تنازلوا عن فكرتهم واهتدوا إلى الرأي الأصوب وهو البقاء في ليبيا هذه الام الطيبة والحنونة..

في إحدى أكواخ الخضار سألت ملكا من ملوك الخضار والسلع الغذائية عن حاله وأحواله في ليبيا بعد أن عددت المصابيح المضيئة المعلقة بها والتي تتجاوز العشرين مصباحا عن وضعه في ليبيا وغيابه عن وطنه مصر أم الدنيا.. أكد لي هو أيضا أن ليبيا هي أم الدنيا وسط استغراب صبي ليبي يشتغل معه بالكوخ وقد صادقه في ذلك عاملين من النيجر ضمن عمالة هذا الكوخ..

ياجدعان حقيقة نعيشها ولا نبالي بها وهي أن ليبيا هي أم الدنيا الأم البريئة التي تعطي ولاتأخذ.. لن تجد أما في هذه المستديرة تجعلك تجوب أراضيها دون أن تقسم ظهرك في كل خطوة بالدفع العاجل .. هذا ناهيك عن الكهرباء والماء والغاز وغير ذلك..

ليبيا هي أم الدنيا بلا منازع.. الفارق الوحيد بيننا وبين المصريين هم أنهم يملكون إحساسا بذلك ونحن لا إحساس لنا إلا فيما بيننا.. نحن شعب طيب أيضا لايقبل الضريبة من أحد ولايسمح لأي شخص ومن أي دولة كانت أن يدفع حتى ثمن قهوة الصباح

دامت أمنا الحنونة بكل خير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى