رأي

مناخ 

هاشم شليق

محطة

سخونة الطقس دعتني إلى البقاء وراء الأبواب المغلقة، والابحار في عدد من التقارير الدولية حول ارتفاع درجات حرارة الكرةالأرضية هذه الأيام .. ومن المفاجيء وجود دراسة لبحث إمكانية حجب ضوء أشعة الشمس من أجل التحكم في تبريد الكوكب .. وذلك بحقن طبقة في الغلاف الجوي..مما قد يقود إلى تغيير أنماط الطقس العالمية..وحاليًا بسبب أزمة المناخ فإن البشرية قد تقبل على أحداث كارثية كالأوبئة..حيث يقول علماء إنه مع تسارع الاحتباس الحراري، فسوف تذوب التربة الصقيعية بسرع ة.. مما يطلق في الهواء العديد من الفيروسات المحاصرة هناك منذ عصور ما قبل التاريخ..والتي يمكن أن تصبح معدية مرة أخرى حيث وجدوا معايشات لستة فيروسات مجمدة..ناهيك عن ارتفاع مستوى البحار تدريجيا بسبب ذوبان الكتل الجليدية..فمثلا أجزاء من شرق كندا عرضة لإرتفاع سطح المحيط..وتواجه مدن ساحلية خطر الغرق مستقبلا..ومن المرجح أن ترتفع درجات الحرارة العالمية في السنوات الخمس القادمة المقبلة بفعل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري..التي تتسبب في حدوث خلل في المنظومة الكونية مثل تشكل العواصف الرملية والامطار الشديدة والاعاصير والفيضانات.. ولا ننسى تلوث المحيطات والانهار والبحيرات بنفايات العبوات البلاستيكية بسبب الصناعة..

الارتفاع الحالي في الحرارة يحدث بوتيرة لم تشهدها البشرية منذ انقراض الديناصورات..ومن المتوقع تسببها في إعادة تشكيل المجتمعات وتغيير سلوكيات البشر..بسبب تعطل وسائل النقل وشبكات الكهرباء وتلف المحاصيل ونقص المياه..والتشرد كذلك بسبب أزمة المناخ بدأ بالفعل حيث الكثير نزحوا داخل بلدانهم نتيجة الاعاصير والحرائق والزلازل..وقد لا تكون الهجرة الداخلية ممكنة مثل جزر المحيط الهاديء المهددة بالزوال..لتضاف الى الهجرة بسبب العنف وضعف أسواق العمل والجفاف التي سوف تؤدي إلى تضخيم اتجاهات الهجرة الحالية..ومنها الانتقال من الريف إلى المدن..

وتعد قارة أفريقيا أقل القارات المتسببة في انبعاث غازات الاحتباس الحراري..لكنها لم تستفد فعلا من اتفاقية باريس للمناخ الموقعة في 2015..التي كانت رهينة للمتغيرات السياسية بين الدول الصناعية الكبرى..لأنها ربما مشغولة بسباق التسلح..وتظل بالمناسبة الانبعاثات العسكرية منطقة محرم دخول بياناتها..

العالم يتمنى استخدام الطاقة النظيفة المتجدَّدة كـ(الشمس والرياح والمياه) بدل حرق الفحم والنفط والغاز..لكن هل توجد إرادة حقيقية للتنفيذ؟..قد تكون بلادنا آنيًا بحاجة إلى التقليل من التصحر، وزيادة الرقعة الزراعية، وإيجاد بدائل موازية تدريجيًا لمصادر الدخل العام.

وختامًا .. تظل علامة الاستفهام الكبرى بعد اكتشاف نهر جليدي قديم في جنوب أفريقيا مؤخرًا .. وهي هل تصبح قارتنا بعيدًا في المستقبل مثلمًا كانت منذ عصور أرضًا للصقيع والثلوج؟..والنصف الشمالي من العالم يتحول إلى مساحات صحراوية شاسعة؟!.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى