تقارير

 من المستفيد الحقيقي من ثورة المعلومات…؟

 

 

حولتْ شبكة المعلومات العالم إلى قرية صغيرة أخبارها تحت أطراف أناملك .. تستطيع أن تتصل بأية بقعة على هذا الكون في ثوانٍ .. العرقلة الوحيدة هي فارق التوقيت .. فقد يكون مَنْ تبحث عنه يغط في نوم عميق .. العالم مبتهج بما وصل إليه من تقنيات معلوماتية .. الكل يخوض في محيط الشبكة .. أحداثٌ شباب ٌوكهولٌ.. بل وهناك رضَع يلجأون للشبكة من بابها الواسع .. منهم من يتقن استعمال الحاسوب ببراعة يحسدهم عليها حتى آباؤهمملاحون ذوو مهارة خيالية في التنقل بين ملفات وأيقونات وصفحات عالم المعلومات كما لو رضعوها في وجبتهم اليومية من الحليب .. يتنقلون من الموسيقي إلى أفلام الرسوم المتحركة إلى ألعاب الحروب والرياضة الفردية والجماعية .. سباق السياراتوجميع ما جادت به قريحة الأدمغة الجبارة التي ما تفتأ تفاجئنا كل يوم ببرامج وألعاب جديدة ..

 

تغيَر نمط الحياة بحيث أصبح الكثيرون يعملون من بيوتهم مع عدة منافذ دون الحاجة إلى المثول شخصيًا لإنجاز المهام اليومية المنوطة بهم.

محبو الطبيعة والهدوء يعيشون في المناطق النائية مثل الغابات والمناطق الجبلية التي تغطيها الثلوج على مدار العام؛ ينجزون أعمالهم ويرسلونها عن طريق شبكة المعلومات … تحول العديد من البيوت إلى مدارس وكليات وجامعات حيث لا يحتاج الطالب إلاَ لشفرة تمكنه من الوصول إلى مصدر المعلومات التي تهمه ويبقى عليه متابعة دراسته من روضة الأطفال إلى أعلى الشهادات الجامعية.

خدمات مذهلة يقدمها الساهرون على تطوير برامج الحاسوب للبشريةتكاد تكون سحرًا باهرًا … 

ما يغيب عن الكثيرين هو الجانب الخفي الحالك الظُلمة من شبكة المعلومات .. من له الحق في الإطلاع على من يودعه النَّاسُ عامة من معلومات شخصية خاصة

يؤكد تجار شبكة المعلومات أن المعلومات الشخصية محمية بالقانون ولا يستطيع أحد الولوج إليها أو استخدامها للأغراض التجارية أو السياسية للنيل من أصحابها؛ ولكن ماذا عمن يملك ويتحكم في شبكة المعلومات (المؤسسات التي صممتها وتسهر علي تشغيلها)؟

وهل تقوى شركات خدمات الاتصالات الصمود أو الوقوف أمام جيوش المخابرات وسطوتها الجبارة ومنعها من استغلال صلاحياتها للوصول إلى بنوك المعلومات … خاصة وإن محطات البث والاتصالات تملكها وتديرها وتتحكم فيها وتراقبها هيئات حكومية تحت إمرة وتصرف وكالات المخابرات التي يعد بعضها في ذاتها هيئات سرية حتى على بعض الإدارات والشخصيات القيادية العليا في الدول التي تموَلها …

* تُجمع كافة الاتصالات والرسائل القصيرة والأفلام التي يودعها الجمهور … وتمر على غرابيل إلكترونية خيالية الضخامة ذات سعات تخزين يصعب على العقل البشري تصورها.

* تُفرز المعلومات وتُصنف حسب أهميتها لمؤسسي شبك المعلومات .. ثم تخَزن في بنوك للمعلومات لا حد لسعتها .. لا يضيع ولا يطرح شيء من هذه الغرابيل .. كل ما يلجها لا يغادرها أبدًا …

لا يطرح منها شيئاً أبدا … بما فيها تلك التي لا يُعيرها عامة النَّاس أهمية … الهيئات الاستخباراتية تحتفظ بكل  ما يدخل غرابيلها … ما يدخل لا يرى الضوء مرة أخرى (إلاَ لتُسخَرٍ لخدمة من خزنها).

قد لا تكون المعلومة ذاتها غير ذات أهمية .. لكنها قد تكشف أسماء أشخاص وأماكن ربما تهدي هيئة مخابرات ما إلى بغيتهم … ما يتبرع به أحد العامة طواعية من المعلومات ودون أن يشعر أنه كشف القناع عن مطلوب في «جريمة» ضد سادة العالم … أو له صلة بهيئة مخابرات دولة معادية أو حتى صديق يهم محتكري شبكة المعلومات …

فلا تستهين بقيمة ما تكتبه والأفضل ألاَ تستعمل اسم المخاطب بالكامل أو وظيفته.

معلومة كهذه قد تكون المفتاح الذي يبحث عنه كثيرون في مكان لا تحلم حتى مجرد الحلم أن صديقك أو قريبك أو أنتَ مُراقبٌ … قد تقع أنتَ أو من تخاطبهم في شباك العدو .. خاصة إذا تبادلتم معلومات شخصية …

ليحذر الجميع ماذا يُودِعون على شبكة المعلومات وينتبهوا في من يضعون ثقتهم خاصة في الأحوال الراهنة التي يمر بها العالم … كل ما يكتب أو يسجل علي شبكة المعلومات يمر على غرابيل مخابرات الولايات المتحدة وأي دولة تملك وسائل الولوج إلي ومراقبة شبكات المعلومات … تنقح وتصنف الكثير منها وتحفظها في بنوك للمعلومات …. عله أن يخدم مصالح شركات أو هيئات اعتبارية وغير اعتبارية وهيئات إستخباراتية لا علاقة لنا بها ولا نعرفها … غير أنهم مصرون وجادَون على معرفة كل صغيرة وكبيرة عن حياتنا العامة والخاصة …

تستطيع أن تتصل بأهلك وأصدقائك في أي مكان في العالم باستخدام (Viper) وتتحدث معهم ساعات دون أن تدفع درهمًا واحدًا …

هل هذا مجرد إحسان من أصحاب شبكة المعلومات … أو هناك مردود خفي لا يعلمه الكثيرون … وآخرون لا يجدون في الأمر حرجا ماداموا يحصلون على خدمات مجانية … في الواقع الأمر خطير جدًا كما تبرهن الأيام … المكالمات كلها مسجلة وتخزن في بنوك المعلومات … وقد تفاجأ يومًا ما … أن تجد نفسك أمام تهم في أمر مرجعه إلى كلام مسجل عليك لم ترَ فيه حرجًا  …

يجذر بالذكر أن بعض هذه المعلومات مهمة جدا لمؤسسات عالمية … مثل شركات الطيران … ضرورة للملاحة الجوية بأمان … خاصة أن الفضاء الذي يستعمل لتسيير الرحلات الجوية يزداد ازدحاما كل يوم … طلبت سلطة الطيران المدني الدولية من الولايات المتحدة التنازل لها على التحكم في ومراقبة الملاحة الجوية … بالطبع رفضت الأخيرة بدعوى عدم أهلية الهيئة للمهمة … ولا أعتقد أن الولايات المتحدة الأمريكية تفكر حتى مجرد التفكير في التنازل على مفاتيح التحكم وتشغيل الأقمار الصناعية التي تمد العلم بمعلومات الملاحة الجوية …

مجرَد تحذير … !

 المهندس : عياد علي السباعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى