رأي

التغيير للتغيير

 

 

 أبوبكر المحجوب

العصيان المدني الذي يخرج فيه كل الناس, هو حق مشروع و له أسبابه, و أيضا له شروط, و حتى تكتمل الصورة, علينا برسم سيناريو لحدث خروج الناس إلى الشارع, هذا الخروج إنما يأتي انعكاسا للحالة المتردية التي تصل إليها بلد ما, يكون فيها الشعب أكثر اختناقا, عندما تجتمع عنده كثير من الأمور المحبطة للناس, و خاصة عندما يرون دولتهم و قد اعتراها الظلم من كل اتجاه و شاع فيها الفساد إلى المستويات الدنيا, و غلب الجشع و الطمع رجال الحكم و الاستهتار بأمور الناس فهذه الأسعار هي في ارتفاع مطرد, و الرواتب كما هي لا زيادة فيها بل و تتأخر كثيرا عن موعد صرفها, كذلك عندنا السجون مليئة بالناس و بطرق قبض غير قانونية و بدون محاكمة, و انتشار القبلية و الجهوية في مفاصل الدولة و هنا الخروج يصبح شيء لازم و محفّزا لدى كل الناس, و هو خروج يتعرّض فيه الجميع للكثير من المخاطر, فتحدث الفتنة, و يستباح الجميع , و يقتربون من الحرب الأهلية إلا إذا تدخلت أطراف الخير لوضع حلول و قيادة الأزمة إلى بر الآمان, أما أن يترك الحال على ما هو عليه فإن الأمر في غاية الخطورة فليبيا دولة وسط و هي محيطة بدول تتأثر تأثرا مباشرا بما يحدث في داخل ليبيا و ينعكس عليها سلبا أو إيجابيا بحسب الحال في ليبيا, فإذا ما زاد هذا الاحتقان فإنه يتعدى الحدود الليبية و تصبح حرب إقليمية ذات مكونات أهلية و يستفيد منها الخارجين عن القانون , و الخارجين عن القانون في تلك الدول هي في كل مستويات و مجالات الدولة, و هذا ما تقوله لنا التقارير العالمية عن الفساد الإداري والمالي ناهيك عن المستوى الحضاري لدى تلك الدول, و أيضا المستوى المادي, فإذا كنّا نعاني تداعيات التغيير الذي أحدثته ثورة فبراير, فهم يعانون من تداعيات تغيير دائم أحدثه المستوى المتدني للمعيشة عندهم, و هذه تعتبر كسياسات إستراتيجية عندهم, و شتان ما بين التغيير لمجرّد التغيير, و التغيير للأفضل.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى