رأي

من الواقع.. لعلي العزبي

 

 

يراودني تساؤل محير ومقلق رغم بساطته وسهولة الإجابة عنه يبقى مهماً وذا قيمة كبيرة لأنه يتعلق بسير ألعابنا ومسابقاتنا الرياضية الفردية منها والجماعية.. تساؤلي عن أهمية وجدوى هذه المسابقات وماذا حققنا من ورائها؟ هل أسهمت في تقدم وتطور الرياضة الليبية أم لا؟ لماذا هي متخلفة من حيث المستوى والنتائج وتحقيق الأرقام القياسية التي عجزنا عنها منذ سنوات تجاوزت العشر أو أكثر.

فالألعاب متوفرة وبكثرة فردية أو جماعية ولدينا لاعبون ومدربون وخبراء ومشاركات خارجية متعددة الألوان والأشكال ومع هذا كله لازلنا نراوح في نفس المكان لا نتائج ولا أرقام مشاركاتنا في أغلب الألعاب محتشمة جداً سواء من حيث الأعداد أو الإشراف أو تسجيل النتائج مما أوقعنا في دائرة اللوم والعتاب وقلة الرجاء فيما نطمح إليه تجاه فاعلية هذه المسابقات والألعاب.

هل هو تقصير من المسؤولين؟ وأعنى رؤساء الاتحادات الفرعية والعامة الذين يتولون دفة الأمور أم في عدم اهتمام الأندية بتشجيع لاعبيها على روح البذل والعطاء والتركيز أكثر على برنامج المنافسات أم لقلة الإمكانيات المادية التي قلصت من حجم اهتمام ودعم الأندية لتلك الألعاب حتى أصبحت المشاركات مهلهلة وضعيفة تتأخر أكثر مما تتقدم أم هي مسئولية الجهات المسؤولة في عدم إيجاد الدعم المادي المناسب الذي يحرك ويفعل دور المسابقات الرياضية حتى تفي بالغرض وتجني الثمار من ورائها.

إن المسألة برمتها تحتاج إلى دراسة معمقة ومنطقية وحكيمة تتخذ من الأسلوب الموضوعي والرأي الهادف السديد شعاراً لها وترمي بلغة العواطف وخلق المبررات الواهية بعيداً فالوقت لم يعد يسمح لذلك وفي كل مرة نتوقع ونتأمل في تحقيق مكاسب معنوية ومادية من تلك المسابقات والمشاركات إلا ونفاجأ بتراجع مخيف وبغياب فعلي عن المستويات العليا سواء كانت على الصعيد العربي أو الإفريقي أو الدولي ولم نحرك ساكناً ولم نبحث عن الأسباب فمجرد الانتهاء من حضورنا الخارجي وعودة بعثاتنا الرياضية ينتهي كل شئ ويذهب كل إلى حال سبيله لا نلتقي إلا في مناسبة أخرى أو بطولة معينة كأننا ضيوف لانعرف بعضنا البعض إلا في المناسبات أو البطولات!!

إن الحال الذي تعيشه مسابقاتنا الرياضية وما يترتب عنه دولياً يجب أن يعاد النظر فيه ويتم الاهتمام بهذه الناحية المهمة التي تظل مؤشراً حقيقياً لما وصلت إليه الرياضة في بلادنا.

هل تقدمت بالقدر الذي يبعث في نفوسنا التفاؤل أم تراجعت قياساً بما كانت عليه ؟ وكيف يمكن انتشال رياضتنا من سوء تراجع المستوى الفني وانعدام النتائج؟ إنها مسئولية الجميع ممن يعملون في حقل الرياضة الغيورون عليها المحبون لها في أن تتضافر جهودهم وتتوحد أرائهم لخلق رياضة ليبية متطورة مبنية على أسس متينة لها قواعد راسخة تحاكي لغة العصر وتتخذ من الأمل والتفاؤل شعاراً للنجاح وهي غاية وهدف المجتهدين الذين يحبون السير إلى الأمام ويرفضون التراجع إلى الخلف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى