رأي

نيران التجار

المحرر المسؤول عبدالسلام الفقهي سالمة عطيوة

ربما‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬غلاء‭ ‬الأسعار‭ ‬هو‭ ‬أهم‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬ترهق‭ ‬المواطن‭ ‬وتربك‭ ‬استقرار‭ ‬المجتمع‭ ‬والأسرة،‭ ‬كما‭ ‬أننا‭ ‬نحتاج‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬إلى‭ ‬حلول‭ ‬ناجعة‭ ‬تفرض‭ ‬على‭ ‬مسببات‭ ‬هذا‭ ‬الغلاء‭ ‬والتهدئة‭ ‬من‭ ‬نيرانها‭ ‬التي‭ ‬دائما‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬لهيبها‭ ‬مشتعلا‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬معقول‭ ‬في‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭.‬

التجار‭ ‬هم‭ ‬أصحاب‭ ‬الإشارة‭ ‬الأولى‭ ‬والسبب‭ ‬الرئيس‭ ‬في‭ ‬غلاء‭ ‬السلع‭ ‬الأساسية‭ ‬بالذات‭ ‬والدولة‭ ‬هي‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬تغول‭ ‬شراهة‭ ‬التجار‭ ‬واستفحال‭ ‬العبث‭ ‬الذي‭ ‬تحدثه‭ ‬تعاملاتهم‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬تجارة‭ ‬السلعة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬السوق‭ ‬الموازي‭ ‬للعملة‭ ‬الذي‭ ‬تسبب‭ ‬في‭ ‬زيارة‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬مفاجيء‭.‬

غياب‭ ‬الرقابة‭ ‬عن‭ ‬المصادر‭ ‬التي‭ ‬تزود‭ ‬السوق‭ ‬بالسلعة‭ ‬الغذائية‭ ‬تحديدا‭ ‬هو‭  ‬أيضا‭ ‬ضمن‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬لهيب‭ ‬الأسعار،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬سيطرة‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬علي‭ ‬هذه‭ ‬المصادر‭ ‬هو‭ ‬كارثة‭ ‬تتحمل‭ ‬الدولة‭ ‬مسؤوليتها‭ ‬هذا‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬المتابعة‭ ‬للمصادر‭ ‬التجارية‭ ‬المتمثلة‭ ‬في‭ ‬المحال‭ ‬المنتشرة‭ ‬وبراريك‭ ‬الخضار‭ ‬التي‭ ‬انتشرت‭ ‬بشكل‭ ‬رهيب‭ ‬على‭ ‬حواف‭ ‬الطرقات‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬رقابة‭ ‬ومتابعة‭ ‬لمخالفات‭ ‬أصحابها‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أصبحت‭ ‬فيه‭ ‬آخر‭ ‬سلعة‭ ‬المواطن‭ ‬الليبي‭ ‬مرهونة‭ ‬لدى‭ ‬العمالة‭ ‬الوافدة‭ ‬ومن‭ ‬وراءهم‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬المضاربين‭ ‬الذين‭ ‬لاتطالهم‭ ‬أيادي‭ ‬القانون‭ ‬كما‭ ‬لم‭ ‬يكونوا‭ ‬يوما‭ ‬ضمن‭ ‬اهتمامات‭ ‬المؤسسات‭ ‬الرقابية‭ ‬المختلفة‭.‬

بوجود‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الاهمال‭ ‬للدور‭ ‬الرقابي‭ ‬الصارم‭ ‬للتجار‭ ‬والعمالة‭ ‬لن‭ ‬نتمكن‭ ‬من‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬إصلاح‭ ‬مالي‭ ‬أو‭ ‬اقتصادي‭ ‬للمجتمع‭ ‬والأسرة‭.‬

كما‭ ‬أننا‭ ‬لن‭ ‬نستطيع‭ ‬أن‭ ‬نكون‭ ‬أياد‭ ‬ناعمة‭ ‬تساهم‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬وحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬السلعة‭ ‬أو‭ ‬غلائها‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬لايطاق‭..‬

فإلى‭ ‬متى‭ ‬تبقى‭ ‬سلعتنا‭ ‬اليومية‭ ‬حطب‭ ‬للهيب‭ ‬نيران‭ ‬التجار‭ ‬؟‭ ‬أو‭ ‬تتواصل‭ ‬تجارة‭ ‬العملة‭ ‬في‭ ‬اضعاف‭ ‬قيمة‭ ‬الدينار‭ ‬الليبي؟‭ ‬سؤال‭ ‬مازال‭ ‬عالقا‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬المواطن‭ ‬البائس‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬خارج‭ ‬نطاق‭ ‬تغطية‭ ‬الجهات‭ ‬المسؤولة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى