
شهر رمضان أصبح ظاهرة ترتفع فيها الأسعار التي أضحتْ عادة للتجار في السوق المحلي، شهر رمضان الكريم يطل علينا بالخير مع شراهة عجيبة للشراء ورغبة جنونية لرفع الأسعار من قبل التجار وموردي السلع الأساسية سوق يعج بكل الأصناف منها الضرورية والكماليات التي أصبحت من السلع المهمة.
وزارة الاقتصاد الحاضرة الغائبة، الحرس البلدي وجولاته الدورية، ومواطن يترقب ضوابط تحدد الأسعار.
استطلعنا آراء بعض المواطنين ثم أجرينا لقاءات من فروع الحرس البلدي في بعض البلديات ..
سالمة عمر صالح – غات
لقد تعودنا على الصعوبات المعيشية، فمهما ارتفعت الأسعار، وضاقت الأحوال، نجد أنفسنا نستعد لشهر رمضان بشكل أو بآخر؛ فرغم كل العوائق والتحديات الاقتصادية، يحرص النَّاس على توفير ما يستطيعون من المواد الغذائية الأساسية، حتى لو كان ذلك بتقليل الكميات، أو البحث عن بدائل أقل تكلفة.
البعض يلجأ إلى الشراء المبكر لتجنب ارتفاع الأسعار، بينما يعتمد آخرون على العروض والتخفيضات إن وجدت كما أن روح التكافل لا تغيب، فالعائلات والجيران يتعاونون، والجمعيات الخيرية تحاول تقديم المساعدة لمن يحتاج في النهاية، رمضان شهر البركة، والنَّاس يتمسكون بعاداته رغم كل الظروف..
عائشة أبو بكر محمد – أوباري
المواطن الليبي وهو يستقبل الشهر الفضيل وسط غلاء الأسعار فيما يخص المواد السلعه التموينية، والتمور والألبان ومشتقاته.
هذا الأزمات تثقل كاهل المواطن ذي الدخل المحدود، وذوي الأسر الكبيرة العدد والدخل قليل لا سيما بأن تأخر المرتبات وانقطاعها تسبب كارثة إنسانية مثل ما يحدث الآن لموظفي شركة الخطوط الليبية الذين لم يتقضوا مرتباتهم منذ أربع سنوات بين تشرد الأسر، وقهر العاملين، والشركة تحمل اسم الدولة أيضًا.
طرى على ذهني بأن الاقتصاد الليبي في تدهور وأن استيراد المواد الغذائية في ظل ارتفاع سعر الدولار على الحكومات المتعاقبة على كراسي السلطة النظر فيه من خلال تشغيل المصانع وشركات الصناعية وتعيين القدر الكافي من ذوي الخبرة لرفع مستوى عجلة الاقتصادية للبلد ونصبح بذلك بلدًا منتجًا ونهدف نحو تطور في العالم. .
د. رجب عصر – الخمس
ارتفاع الأسعار مع اقتراب شهر رمضان يرجع لعدة أسباب منها :
زيادة الطلب على المواد الغذائية، والتجار يستغلوا الفرصة لرفع الأسعار، وأحيانًا يكون فيه نقص في المعروض بسبب تخزين النَّاس للكميات؛ كذلك ممكن تكون في عوامل اقتصادية عامة زي التضخم، أو تغيرات في أسعار الصرف.
استغلال التجار للظروف وغياب الرقابة الفعالة من الدولة ممكن يكون من الأسباب.
إضافة لذلك الوضع الاقتصادي العام مثل التضخم ونقص السيولة يلعب دورًا كبيرًا في رفع الأسعار.
أيضًا، ممكن يكون هناك صعوبات في الاستيراد، أو مشكلات في الإمداد، تزيد من الضغوط على السوق.
واحد من أكبر المشكلات التي يعاني منها سوقنا المحلي بعض التجار يستغلون الاعتمادات اللي يوفرها المصرف المركزي بأسعار مخفضة، لكن بدل ما يوردوا السلع بشكل عادل وينزلوا الأسعار، ثم يقومون ببيعها بسعر السوق الموازي لتحقيق أرباح ضخمة.
هذا يخلق فجوة كبيرة بين الأسعار الرسمية، والأسعار الحقيقية التي يدفعها المواطن.
أيضًا، الاحتكار يزيد الطين بلة بعض التجار الكبار اللي عندهم سيولة ضخمة يتحكمون في السوق من خلال تخزين السلع وعدم ضخها إلا بأسعار مرتفعة هذا الأمر يجعل الأسعار تطلع أكثر، خاصة مع زيادة الطلب قبل رمضان.
المشكلة الأكبر أن غياب الرقابة الحقيقية يجعل من هذه الممارسات تستمر دون محاسبة، والمواطن البسيط هو الذي يدفع الثمن في النهاية.
الحل يحتاج إلى تدخل الدولة بشكل أقوى، سواء بتنظيم الاستيراد، أو فرض رقابة صارمة على التجار، وحتى دعم السلع الأساسية لضمان توفرها بأسعار معقولة..
محمد ابو عبود – قصر خيار
أصبح استقبال شهر رمضان متشابهًا بين العائلات الليبية.
على الصعيد الشخصي لعائلتي نحن لا نهوّل من الاستعداد لهذا الشهر المبارك بشراء الكثير من الأواني، والمواد الغذائية فقط نشتري ما نحن في حاجة إليه وتبقى المصروفات خلال الشهر الكريم حسب الحاجة دون فساد أو مبالغة والاستعداد الأهم عندنا هو الاستعداد الروحي بالتفرغ للصيام والعبادات، والله الموفق أما بقية العائلات كما ذكرتُ لكِ منهم من يسلك النهج نفسه ومنها من يبالغ في المصاريف ..
مصطفى جانطو – خبير أقتصادي :
غلاء الأسعار وأثاره على الاسر
غلاء الأسعار بلاء يكتم الأنفاس. فتداعياته مفزعة على الآباء والأمهات، خصوصًا في المواسم الدينية والاجتماعية. كشهر رمضان، والعيدين والعودة المدرسية والمناسبات الاجتماعية. فقد سلب الغلاء الآباء من قبلهم قدرتهم الشرائية، فعجزوا عن استيفاء احتياجات عيالهم من الغذاء وحتى الدواء، واقتصر انفاقهم على الضروري الذي لا مفر منه فبالكاد تكفي رواتبهم الشهرية أن تغطي مأكولهم ومشروبهم مما يدفع بالأسر إلى الاقتراض المباح وغير المباح، فقد وصل الحال بالبعض في المجتمع الاإسلامي تعامل بالربا الصريح، فيما يسمى بحرق الصكوك؛ حيث أظهرت الدراسات الليبية الأخيرة ان خط الفقر يجاوز عتبة الألفي دينار شهريًا بقليل، والكثير من أرباب الأسر دون عتبة الفقر، وليس بأصحاب المعاشات الأساسية منا ببعيد.
إنّ الغلاءَ مع الفقر يصيب المجتمع في مقتله؛ فحين يعجز الأب عن سد حاجة أطفاله فقد أضحت الفواكه شهرية، بعد أن كانت من الجمعة إلى الجمعة. فلا عجب أن يهزل الأطفال والعجائز، حتى ينهش أجسادهم الوهن والمرض، والذي إذا حل لم يستطع الاب على شراء دوائه، فقد أمست أسعاره فلكية.
وهذا الوضع يقود بالضرورة، الى تفاقم عدم المساواة بين شرائح المجتمع الواحد، وازدياد الفوارق الاقتصادية والاجتماعية، مما يؤثر سلبًا، نفسيًا واجتماعيًا، خصوصًا على الفئات الهشة كالأطفال وكبار السن، وينجم عنه ازدياد الضغوط الاجتماعية والاقتصادية وتفكك الأسر، وتنامي معدلات العنف الأسري، وارتفاع نسب الطلاق، والتسيب من المدارس، وحرمان النشء حقهم الطبيعي في العلم والتعلم الأمر الذي يصل بالكثير منهم إلى ترك مقاعد الدراسة والالتحاق بسوق العمل في سن يافعة، ويدفع العديد إلى الهجرة من الأرياف إلى المدن الكبيرة بحثًا عن أوضاع أفضل..
عقيد / رمزي زغدود : مدير فرع جهاز الحرس البلدي نالوت :
بدأنا في الفرع بحملة مكثفة بخصوص شهر رمضان .. خطة العمل بصفة دورية لمراقبة السوق ومنها محال بيع الخضراوات وإلزامهم بوضع التسعيرة وتنظيف المحال لتظهر بشكل لائق من ناحية عرض السلع ومتابعة جودة البضائع ووضع التسعيرة في مكان بارز حتى تكون واضحة للزبون .. وقمنا بتسجيل كل الأسعار مثل : الطماطم والخيار، والبطاطا وكل الخضراوات الأساسية التي يحتاجها المواطن بالاضافة لمراقبة الاسعار من ناحية الزيادة والنقصان خلال الأيام القادمة ولدينا حملات أخرى على محال اللحوم والمواد الغذائية ..
مقدم / عبد القادر قاقة : مدير فرع جهاز الحرس البلدي غدامس :
عملنا مستمرٌ في رمضان ويتم التركيز على المخابز والقصابين ونراقب التغييرات في التسعيرة من قبل التجار قبل حلول الشهر الكريم وهم يرفعون الأسعار ولا نعرف لماذا عمومًا لدينا غرفة نركز على مراقبة التسعيرة، وزارة الاقتصاد اختصاصها وضع التسعيرة، ثم تحوَّل إلى رئاسة الجهاز ويتم تعميمها على الفروع الحرس البلدي وعملنا مستمر في الفرع ونكثف الدوريات الحملات ودوريات ليلية في أغلب الأيام ..
عميد أحمد الصغير / مدير فرع الحرس البلدي غات :
قمنا خلال الأيام الماضية بحملات تفتشيه على الأنشطة الاقتصادية خصوصاً على أسعار الخضراوات والفواكة واللحوم الحمراء، والبيضاء والبيض والألبان ومشتقاتها.
من جهتنا نتابع السوق لغرض عدم ارتفاع الأسعار داخل المنطقة ونتعامل مع أي مخالفة تقع داخل نطاق غات خاصة بيع اللحوم الذي يجب أن يباع بطريقة صحية، ونقوم بتكثيف الدوريات في شهر رمضان بمتابعة عمل المخابز والمقاهي والمطاعم والعمل مستمر في الفترتين الصباحية والمسائية بإلاضافة للفترة الليلة ..
عقيد / سليمان المدني : مدير فرع جهاز الحرس البلدي وادي عتبه :
الحرس البلدي عمله تنفيذي وليس تشريعيًا بالنسبة للأسعار وزارة الاقتصاد ومراقبو الاقتصاد في البلديات هم المسؤولون عن إصدار التسعيرة، الحرس البلدي وادي عتبه الذي يبعد عن العاصمة حوالي 900 كليو متر البضائع أغلبها تأتينا من طرابلس ويفترض في أنّ التسعيرة صادرة من وزارة الاقتصاد ومنها نستطيع مراقبة التسعيرة التاجر أحياناً يزيد في السعر لعدة أسباب ومراقبة مسؤوليته أن يحدد التسعيرة للبضائع، أو المنتجات المحلية ويطلب من الحرس البلدي بتنفيذها وفرضها على التجار ومراقبتها.
بالنسبة لاستعداداتنا لشهر رمضان نقوم بمراقبة عرض البضائع والجودة وتواصلنا مع البلدية فيما سبق في حالة البلدية وضعت تسعيرة للمنتجات المحلية سنفرضها من خلال عملنا، في الجنوب من شهر ماضي نزلت أسعار اللحوم وصل الكيلو 25 دينارًا و الآن ارتفع سعرها إلى 35 دينارًا لأنه لا يوجد ضبط للأسعار التي من المفترض أن تضعها الدولة لذلك التاجر هو من يتحكم في السوق ..
مصطفى الشويرني : نائب رئيس منظمة الرقيب لحماية المستهلك :
من المتوقع ارتفاع أسعار السلع الغذائية الأساسية بالذات فى الأسبوعين الأول، والثانى من شهر رمضان المبارك نظرًا لزيادة الطلب على المواد الأساسية فى بداية الشهر ومع ارتفاع سعر الدولار وكذلك تأخر نزول المرتبات ونقص السيولة النقدية بالمصارف حيث سيحدث استغلال كبير من بعض التجار للمستهلك عند زيادة الطلب من السلع وطلبها فى فترة واحدة وقصيرة بالذات لو المرتبات تم صرفها بداية شهر رمضان وبذلك يحصل تزاحم على السلع فى وقت واحد.
المنظمة تحاول توعية المستهلك الكريم بعدم تزايد الطلب غير المرغوب فى وقت واحد والاختيار والانتقال بين السلع حسب أولوياتها التغذوية والصحية مع توفر جودتها وأفضل سعر لها، وهذا يحتاج إلى وعي كبير من المستهلك الكريم، وعمل الموازنة المالية الصحيحة لها..