الرئيسية

زينة رمضـــان .. احتفاء بالجمال أم طقـــــــــس دخيـــل ؟!

هنـاء الجواشي

مع‭ ‬اقتراب‭ ‬رمضان‭ ‬يكثر‭ ‬الذين‭ ‬يفترشون‭ ‬الأرصفه‭ ‬بمختلف‭ ‬اشكال‭ ‬الزينه‭ ‬التي‭ ‬صممت‭ ‬خصيصا‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الفرحة‭ ‬بقدوم‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬الفضيل‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬اتفاقنا‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الظاهره‭ ‬دخلت‭ ‬لبلادنا‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬وتلقفها‭ ‬مجتمعنا‭ ‬برغبة‭ ‬عارمة‭ ‬ولاقت‭ ‬اقبالا‭ ‬كبيرا‭ ‬جدا‭ ‬على‭ ‬شرائها‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬محط‭ ‬تعجب‭ ‬واستغراب‭ ‬واستنكار‭ ‬من‭ ‬البعض‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬رواجها‭ ‬نستطيع‭ ‬القول‭ ‬أن‭ ‬زينة‭ ‬رمضان‭ ‬دخلت‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬مشتريات‭ ‬هذا‭ ‬الشهر‭ ‬وبهكذا‭ ‬تقترن‭ ‬بشهوة‭ ‬الشراء‭ ‬واقتناء‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬جميل‭ ‬ودافع‭ ‬للبهجة‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بموسم‭ ‬الطاعات‭ ..‬

فبعد‭ ‬ان‭ ‬كان‭ ‬اهتمام‭ ‬الناس‭ ‬يقتصر‭ ‬على‭ ‬الاهتمام‭ ‬بجلب‭ ‬لوازم‭ ‬الطبخ‭ ‬وتوفير‭ ‬التموين‭ ‬فقط‭ ‬أضحى‭ ‬لزاما‭ ‬على‭ ‬الأسرة‭ ‬الليبيه‭ ‬خاصة‭ ‬اذا‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬افرادها‭ ‬بنات‭ ‬وشباب‭ ‬أن‭ ‬تنتقي‭ ‬من‭ ‬المعروضات‭ ‬ما‭ ‬يعجبها‭ ‬من‭ ‬ادوات‭ ‬الزينه‭ ‬وشراءأسراب‭ ‬النور‭ ‬المضيئة‭ ‬،‭ ‬والقناديل‭ ‬بمختلف‭ ‬اشكالها‭ ‬واحجامها‭ ‬ومجسم‭ ‬النجمة‭ ‬والهلال‭ ‬،‭ ‬والملصقات‭ ‬الخاصة‭ ‬بتهاني‭ ‬رمضان‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬الأواني‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬كل‭ ‬رمزيات‭ ‬المناسبة‭ ‬والمناديل‭ ‬وحتى‭ ‬المفارش‭ ‬وقطع‭ ‬الأثاث‭ ‬كلها‭ ‬اصطبغت‭ ‬بذات‭ ‬الرموز‭ ‬،‭ ‬ولعلنا‭ ‬نتساءل‭ ‬أمام‭ ‬هذه‭ ‬البهرجة‭ ‬التي‭ ‬ملئت‭ ‬محال‭ ‬المواد‭ ‬المنزلية،‭ ‬وانتشرت‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأسواق‭ ‬بصورة‭ ‬تبدو‭ ‬مبالغة‭ ‬بعض‭ ‬الشيء‭ ‬من‭ ‬هي‭ ‬الفئة‭ ‬التي‭ ‬تقبل‭ ‬على‭ ‬اقتناء‭ ‬زينة‭ ‬رمضان‭ ‬وتحرص‭ ‬على‭ ‬زركشة‭ ‬مداخل‭ ‬البيوت‭ ‬وصالات‭ ‬المعيشة‭ ‬وركن‭ ‬الصلاة‭ ‬بألوان‭ ‬وأضواء‭ ‬لامعة‭ ‬وتفاصيل‭ ‬كثيرة‭ ‬قد‭ ‬تبدو‭ ‬للبعض‭ ‬مهمة‭ ‬جدا‭ ‬وضرورية‭ ‬او‭ ‬بدعة‭ ‬وإسراف‭ ‬زائد‭ ‬عن‭ ‬الحاجة‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬الآخر‭. ‬فبراير‭ ‬تتجول‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬لترصد‭ ‬آراء‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬الموسم‭ ‬الرمضاني‭..‬

الشاب‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬اسماعيل‭_ ‬تاجر‭ ‬أقمشه‭ ‬في‭ ‬جامع‭ ‬الصقع‭ ‬قال‭ :‬

هو‭ ‬بالنسبة‭ ‬للزينة‭ ‬تعتبر‭ ‬دخيلة‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬بصفهة‭ ‬عامة‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‭ ‬أصبح‭ ‬لها‭ ‬زبائن‭ ‬تشتريها‭ ‬والا‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجوده‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬اعتبر‭ ‬الزينه‭ ‬ليست‭ ‬هي‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬الصوم‭ ‬،‭ ‬و‭ ‬الذي‭ ‬سادفعه‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬سرب‭ ‬نور‭ ‬اعطيهم‭ ‬الفقراء‭ ‬والمحتاجين‭ ‬افضل‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬أرمي‭ ‬مالي‭ ‬في‭ ‬التفاهة‭ .‬

دكتوره‭ ‬فاديه‭ ‬بن‭ ‬حميد‭ ‬وجدناها‭ ‬تقف‭ ‬عند‭ ‬رف‭ ‬يحمل‭ ‬نماذج‭ ‬كثيره‭ ‬ومتنوعه‭ ‬من‭ ‬التحف‭ ‬الخاصه‭ ‬برمضان‭ ‬وفوانيس‭ ‬بكل‭ ‬الاشكال‭ ‬والالوان‭ ‬قالت‭: ‬كنا‭ ‬نعرف‭ ‬تركيزنا‭ ‬قبل‭ ‬دخول‭ ‬رمضان‭ ‬على‭” ‬السبيزا‭” ‬المونة‭ ‬والمواد‭ ‬الغذائية‭ ‬فقط‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬بصراحه‭ ‬الزيانات‭ ‬المكدسة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬هذه‭ ‬لسنا‭ ‬متعودين‭ ‬عليها‭ ‬،‭ ‬لم‭ ‬نعرفها‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬شبابنا‭ ‬لكن‭ ‬مجتمعنا‭ ‬الليبي‭ ‬مشكلته‭ ‬انه‭ ‬مقلد‭ ‬من‭ ‬الدرجة‭ ‬الاولى،‭ ‬والفتيات‭ ‬الصغيرات‭ ‬والاجيال‭ ‬الجديدة‭ ‬هن‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الهوس‭ ‬،‭ ‬رمضان‭ ‬لا‭ ‬ينتظر‭ ‬هذه‭ ‬الاشياء‭ ‬لكي‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تاثير‭ ‬ايجابي‭ ‬ومقبول‭ ‬عندنا‭ ‬نحن‭ ‬المسلمين‭ ‬هي‭ ‬ليست‭ ‬سيئة‭ ‬ولكن‭ ‬مطلوب‭ ‬من‭ ‬الناس‭ ‬الاعتدال‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬والا‭ ‬يبالغ‭ ‬في‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الجمال‭ ‬المظهري‭ ‬خاصة‭ ‬وانها‭ ‬تباع‭ ‬بأسعار‭ ‬غاليه‭ ‬جدا‭ ‬فهو‭ ‬شهر‭ ‬للعبادة‭ ‬وليس‭ ‬للاحتفال‭.‬

أيوب‭ ‬الضاوي‭ _ ‬صانع‭ ‬محتوى‭ ‬على‭ ‬الفيس‭ ‬بوك‭ ‬قال‭: ‬حسب‭ ‬رأيي‭ ‬الشخصي‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬وراء‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬،‭ ‬الرجل‭ ‬ليس‭ ‬له‭ ‬علاقة‭ ‬الا‭ ‬بالدفع‭ ‬لل‭”‬الكاصّة‭” ‬فقط‭ ‬،‭ ‬لكن‭ ‬العنصر‭ ‬النسائي‭ ‬هن‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬التدافع‭ ‬الحاصل‭ ‬بالمحلات‭ ‬والرغبة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬شراء‭ ‬كل‭ ‬اشكال‭ ‬الزينة‭ ‬مع‭ ‬أن‭ ‬أسعارها‭ ‬نار‭ !! ‬انا‭ ‬اعتبرها‭ ‬غير‭ ‬ضرورية‭ ‬من‭ ‬الزوائد‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬قد‭ ‬يقع‭ ‬الشخص‭ ‬في‭ ‬حيرة‭ ‬أمام‭ ‬صغاره‭ ‬لانهم‭ ‬يريدون‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يشاهدونه‭ ‬،‭ ‬وحتى‭ ‬ديننا‭ ‬يحث‭ ‬على‭ ‬تعظيم‭ ‬شعائر‭ ‬الله‭ ‬،‭ ‬ثم‭ ‬ان‭ ‬السوشيال‭ ‬ميديا‭ ‬ضخمت‭ ‬هذه‭ ‬الظاهره‭ ‬ويفترض‭ ‬كل‭ ‬حد‭ ‬وقدرته‭ ‬،و‭ ‬اللي‭ ‬ما‭ ‬عنداش‭ ‬ما‭ ‬يلزمهاش‭.‬

سالمة‭ ‬مصباح‭ _ ‬موظفه‭ ‬قالت‭: ‬الصحابه‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنهم‭ ‬كانوا‭ ‬قبل‭ ‬رمضان‭ ‬بسته‭ ‬اشهر‭ ‬يدعون‭ ‬اللهم‭ ‬بلغنا‭ ‬رمضان‭ ‬،‭ ‬وبعده‭ ‬بستة‭ ‬اشهر‭ ‬يدعون‭ ‬اللهم‭ ‬تقبل‭ ‬منا‭ ‬صيام‭ ‬رمضان‭ ‬،‭ ‬وهذا‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬احتفائهم‭ ‬وتعظيمهم‭ ‬لهذا‭ ‬الشهر‭.‬

‭ ‬لستُ‭ ‬ضد‭ ‬الزينة‭ ‬فهي‭ ‬لمسة‭ ‬جماليه‭ ‬تعلم‭ ‬الاطفال‭ ‬الفرح‭ ‬بقدوم‭ ‬رمضان‭ ‬مثل‭ ‬ما‭ ‬يفرحوا‭ ‬بالعيد‭ ‬والحج‭.‬

‭ ‬فالغرب‭ ‬المسيحي‭ ‬علموا‭ ‬أجيالهم‭ ‬حب‭ ‬مناسبه‭ ‬ميلاد‭ ‬المسيح‭ ‬فتفننوا‭ ‬في‭ ‬الزينه‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬الجمال‭ ‬فالجمال‭ ‬هو‭ ‬قيمة‭ ‬مثله‭ ‬مثل‭ ‬الحق‭ .‬

أنا‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬علقت‭ ‬قنديل‭ ‬وسرب‭ ‬مضيء‭ ‬منذ‭ ‬شهر‭ ‬احتفاءاً‭ ‬بقدوم‭ ‬سيد‭ ‬الشهور‭ ‬،‭ ‬وبهذه‭ ‬الطريقة‭ ‬نجذب‭ ‬حتى‭ ‬الشعوب‭ ‬غير‭ ‬المسلمة،‭ ‬وبحكم‭ ‬أن‭ ‬المرأة‭ ‬هي‭ ‬ملكة‭ ‬البيت‭ ‬وتعتبره‭ ‬مملكتها‭ ‬الخاصه‭ ‬لذلك‭ ‬ترغب‭ ‬في‭ ‬تزيينها‭ ‬بأجمل‭ ‬حُلّة

رمضان‭ ‬حدث‭ ‬جليل‭ ‬وموسم‭ ‬طاعه‭ ‬نمارس‭ ‬فيه‭ ‬طقوس‭ ‬لا‭ ‬نعملها‭ ‬في‭ ‬باقي‭ ‬الشهور‭.‬

أحمد‭ ‬نصر‭ _ ‬خريج

قال‭ : ‬حلوة‭ ‬الزينة‭ ‬تحسسك‭ ‬بالفرح‭ ‬مثل‭ ‬العرس،‭ ‬وهذا‭ ‬شهر‭ ‬مبارك‭ ‬تلتم‭ ‬الأحباب‭ ‬والعائلة‭ ‬على‭ ‬سفرة‭ ‬واحدة‭ ‬في‭ ‬بيت‭ ‬واحد‭ ‬،‭ ‬ويستحق‭ ‬ان‭ ‬نزين‭ ‬بيوتنا‭ ‬وحتى‭ ‬شوارعنا‭ ‬فرحاً‭ ‬بقدومه‭.‬

مروة‭ _ ‬موظفه

‭ ‬والله‭ ‬هذا‭ ‬كله‭ “‬عبرج‭ ‬زايد‭” ‬وخسارة‭ ‬فلوس‭ ‬،‭ ‬أنا‭ ‬من‭ ‬لما‭ ‬بدأوا‭ ‬إدخالها‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬قبل‭ ‬4سنوات‭ ‬تقريباً‭ ‬ما‭ ‬اشتريتها‭ ‬ولا‭ ‬فكرت‭ ‬ندخلها‭ ‬لبيتي‭ ‬،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬السنه‭ ‬على‭ ‬خاطر‭ ‬بناتي‭ ‬صغيرات‭ ‬في‭ ‬الابتدائي‭ ‬ورأين‭ ‬الفوانيس‭ ‬،‭ ‬وشبوا‭ ‬عليهاوألحوا‭ ‬في‭ ‬طلبهن‭ ‬،‭ ‬بالسيف‭ ‬سأشتريها‭ ‬لهن‭ .‬

عبد‭ ‬السلام‭ ‬صقر‭ _ ‬عمل‭ ‬حر‭ ‬قال‭:‬

‭ ‬مفروض‭ ‬الناس‭ ‬تبحث‭ ‬عن‭ ‬حكم‭ ‬الاحتفال‭ ‬برمضان‭ ‬والتزيين‭ ‬له‭ ‬نسال‭ ‬الله‭ ‬ان‭ ‬يصلح‭ ‬حالنا‭ ‬وحال‭ ‬المسلمين‭ ‬جميعا‭ ‬،‭ ‬فهذه‭ ‬مظاهر‭ ‬ابتدعتها‭ ‬بعض‭ ‬الشعوب‭ ‬العربيه‭ ‬المسلمه،‭ ‬وليس‭ ‬لنا‭ ‬علاقه‭ ‬بهم‭ .‬

لأ‭ ‬ليبيا‭ ‬بلد‭ ‬الاسلام‭ ‬المعتدل،‭ ‬والمجتمع‭ ‬المحافظ‭ ‬،‭ ‬واعتبر‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬تقليعات‭ ‬دخيله‭ .‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى