الاولىالرئيسية

عيلتنا أقوى سقط اجتماعياً .. ونجح كترند !!

فائزة العجيلي

هو‭ ‬برنامجٌ‭ ‬ليبي‭ ‬يعرضُ‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬رمضان،‭ ‬على‭ ‬إحدى‭ ‬الشاشات‭ ‬الليبية‮ ‬‭ ‬يعكس‭ ‬الطابع‭ ‬العائلي‭ ‬البسيط‭ ‬غير‭ ‬المكلف‭. ‬يقدم‭ ‬البرنامج‭ ‬أفكارًا‭ ‬لأكلات‭ ‬جديدة‭ ‬ومتنوعة‭ ‬لربات‭ ‬البيوت‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭.‬

البرنامج‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬الإعلامية‭ ‬إكرام‭ ‬القمودي،‭ ‬والشيف‭ ‬رضا‭ ‬العالم،‮ ‬‭ ‬

أثارتْ‭ ‬حلقات‭ ‬برنامج‭ )‬عيلتنا‭ ‬أقوى‭( ‬جدلًا‭ ‬واسعًا‭ ‬بين‭ ‬المشاهدين،‭ ‬حيث‭ ‬تباينت‭ ‬الآراء‭ ‬حول‭ ‬البرنامج‭. ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬يرون‭ ‬أنه‭ ‬يُظهر‭ ‬المرأة‭ ‬الليبية‭ ‬بصورة‭ ‬مسيئة‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬العادات‭ ‬والتقاليد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يعتبرنه‭ ‬آخرون‭ ‬أنه‭ ‬مجرد‭ ‬محتوى‭ ‬ترفيهي‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الضجة‭. ‬

في‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الجدل،‭ ‬تتبعتْ‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فبراير‮»‬‭ ‬آراء‭ ‬بعض‭ ‬المشاهدين‭ ‬للبرنامج‭ ‬التي‭ ‬جاءت‭ ‬كالتالي‭ :‬

‭- ‬عمران‭ ‬عمر‭ :‬

في‭ ‬جُل‭ ‬فضائيات‭ ‬العالم‭ ‬تطل‭ ‬بين‭ ‬الحين‭ ‬والآخر‭ ‬برامج‭ ‬تنافسية‭ ‬فردية،‭ ‬أم‭ ‬جماعية‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬نيل‭ ‬طرف‭ ‬شرف‭ ‬الفوز‭ ‬بجائزة‭ ‬ما‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬البرنامج‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬يفتقر‭ ‬إلى‭ ‬القيمة‭ ‬الحقيقية،‭ ‬فلا‭ ‬يقدم‭ ‬محتوى‭ ‬هادفًا،‭ ‬أو‭ ‬منافسة‭ ‬حقيقية‭ ‬تفيد‭ ‬المشترك،‭ ‬أو‭ ‬المشاهد،‭ ‬ويركز‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬الجوانب‭ ‬الاستعراضية‭ ‬المسرحية‭. ‬

أما‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬الكرامة،‭ ‬والاحترام،‭ ‬فمن‭ ‬الصعب‭ ‬تفهم‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لأي‭ ‬شخص‭ ‬أن‭ ‬يقبل‭ ‬بأن‭ ‬يكون‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬النَّوع‭ ‬من‭ ‬العروض،‭ ‬أو‭ ‬أن‭ ‬يسمح‭ ‬لأحد‭ ‬أفراد‭ ‬أسرته‭ ‬بالمشاركة‭ ‬فيه،‭ ‬خاصة‭ ‬وأنه‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الإثارة‭ ‬والجدل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬كونه‭ ‬تجربة‭ ‬إيجابية،‭ ‬فمن‭ ‬الواضح‭ ‬أن‭ ‬أغلب‭ ‬متابعيه‭ ‬لا‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬الفائدة‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬يشدهم‭ ‬الجانب‭ ‬الترفيهي‭ ‬القائم‭ ‬على‭ ‬الخلافات،‭ ‬والمشاحنات‭ ‬بين‭ ‬المتسابقات،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التعليقات‭ ‬الموجهة‭ ‬إليهن‭ ‬من‭ ‬المشرفين،‭ ‬والتي‭ ‬تبتعد‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬النقد‭ ‬الحقيقي‭ . ‬

وبعد‭ ‬انتهاء‭ ‬البرنامج،‭ ‬تنتشر‭ ‬المقاطع‭ ‬والصور‭ ‬على‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬مصحوبة‭ ‬بتعليقات‭ ‬ساخرة‭ ‬من‭ ‬المشاركات‭ ‬التي‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬عفوية،‭ ‬أو‭ ‬نتيجة‭ ‬موقف‭ ‬معين،‭ ‬مادة‭ ‬مستمرة‭ ‬للنقد‭ ‬والتهكم‭ .. ‬فهل‭ ‬تستحق‭ ‬أي‭ ‬امرأة‭ ‬أن‭ ‬تتحوَّل‭ ‬إلى‭ ‬مجرد‭ ‬وسيلة‭ ‬لجذب‭ ‬المشاهدات،‭ ‬دون‭ ‬اعتبار‭ ‬لقيمتها‭ ‬الشخصية‭ ‬واحترامها؟‭! ‬

نحن‭ ‬لسنا‭ ‬ضد‭ ‬أن‭ ‬يمارس‭ ‬الإنسان‭ ‬هواياته‭ ‬أو‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تطوير‭ ‬نفسه،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬العكس،‭ ‬نشجع‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ .. ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬دائمًا‭ ‬طرق‭ ‬وأساليب‭ ‬تحترم‭ ‬الفرد‭ ‬وتحافظ‭ ‬على‭ ‬صورته‭ ‬وقيمته،‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الاستغلال،‭ ‬أو‭ ‬الترويج‭ ‬لمحتوى‭ ‬لا‭ ‬يضيف‭ ‬شيئًا‭ ‬حقيقيًا‭.‬

بالمجمل‭ ‬هذا‭ ‬النَّوع‭ ‬من‭ ‬البرامج،‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬مجرد‭ ‬تسلية‭ ‬لا‭ ‬غير‮ ‬‭ ‬المبتذلة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬مجتمعنا‭ ‬الليبي‭ ‬المحافظ‭.‬

‭- ‬ليلى‭ ‬أحمد‭:‬

أنا‭ ‬ما‭ ‬تبعتش‭ ‬البرنامج‭ ‬الحقيقة،‭ ‬لكن‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تصفحي‭ ‬لمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬هناك‭ ‬لاحظتُ‭ ‬تفاعلًا‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬مع‭ ‬الحلقات‭ ‬والكثير‭ ‬ينتظرونه،‭ ‬والكثير‭ ‬أيضًا‭ ‬غير‭ ‬راضٍ‭ ‬بتاتًا‭ ‬على‭ ‬أسلوب‭ ‬البرنامج‭ ‬في‭ ‬الطرح،‭ ‬والنقاشات،‭ ‬وردود‭ ‬الأفعال‭.‬

وفي‭ ‬نظري‭ ‬هذا‭ ‬يعتمدُ‭ ‬على‭ ‬هدف‭ ‬البرنامج‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لم‭ ‬شمل‭ ‬العائلة،‭ ‬وطرح‭ ‬برنامج‭ ‬عائلي‭ ‬بامتياز‭ ‬أم‭ ‬وضع‭ ‬بصمة‭ ‬للترند‭ ‬العربي‭ ‬أم‭ ‬هو‭ ‬برنامج‭ ‬تعليمي‭ ‬للطبخ‭.‬

وأعتقد‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظري‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬الترند‮»‬‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬عربي‭ ‬لكن‭ ‬هل‭ ‬هو‭ ‬مستحبُ‭ ‬لكل‭ ‬الليبيين‭ ‬أم‭ ‬لا‭.‬

هذا‭ ‬السؤال‭ ‬لإثارة‭ ‬الجدل‭ ‬وتحويل‭ ‬البرنامج‭ ‬إلى‭ ‬محتوى‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬المواجهات‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التنافس‭ ‬الصحي‭.‬

كما‭ ‬انتقد‭ ‬البعض‭ ‬أسلوب‭ ‬‮«‬الشيف‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬السخرية،‭ ‬والاستهزاء‭ ‬لجذب‭ ‬الانتباه‭. ‬

من‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬يرى‭ ‬البعض‭ ‬أن‭ ‬البرنامج‭ ‬مجرد‭ ‬ترفيه‭ ‬لا‭ ‬يستحق‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الاهتمام،‭ ‬ويعتقدون‭ ‬أن‭ ‬المشاهدين‭ ‬لديهم‭ ‬حرية‭ ‬الاختيار‭ ‬في‭ ‬متابعة،‭ ‬أو‭ ‬تجاهل‭ ‬المحتوى‭ ‬

‭- ‬هناء‭ ‬الطياري‭ :‬

أنا‭ ‬لستُ‭ ‬ضد‭ ‬البرنامج‭ ‬كونه‭ ‬مسابقة‭ ‬والفائزة‭ ‬ستمنح‭ ‬مبلغ‭ ‬محرز،‭ ‬حتي‭ ‬يتسنى‭ ‬لها‭ ‬البدء‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬خاص‭ ‬بها‭.‬

أنا‭ ‬مستغربة‭ ‬وفي،‭ ‬حالة‭ ‬استياء‭ ‬كيف‭ ‬لمعد،‭ ‬ومخرج‭ ‬البرنامج،‭ ‬وإدارة‭ ‬القناة‭ ‬أن‭ ‬يسمحوا‭ ‬لأنفسهم‭ ‬باظهار‭ ‬المرأة‭ ‬الليبية‭ ‬بهذا‭ ‬السوء‭ ‬والركاكة،‭  ‬والانحطاط‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬أبالغ‭ ‬في‭ ‬الوصف،،،

بهذا‭ ‬يكون‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الشيفات،‭ ‬وهاويات‭ ‬الطبخ‭ ‬قد‭ ‬صرفن‭ ‬نظر‭ ‬لمشاركتهن‭ ‬مما‭ ‬تتعرضن‭ ‬له‭ ‬المتسابقات‭ ‬من‭ ‬تنمر،‭ ‬وتمرد‭ ‬عنهم‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل،،،

وبرأي‭ ‬يجب‭ ‬أما‭ ‬تتغير‭ ‬آلية‭ ‬البرنامج،‭ ‬أو‭ ‬يتم‭ ‬إيقافه‭….‬

مانتفرجش‭ ‬عليه‭ ‬بس‭ ‬المقاطع‭ ‬غصباً‭ ‬عني‭ ‬تطلع‭ ‬على‭ ‬الفيس‭ ‬

‭ ‬تحسه‭ ‬ساحة‭ ‬توبيخ‭ ‬وصراخ‭ ‬وبكاء‭! ‬وكأن‭ ‬المشاركات‭ ‬جايين‭ ‬يتعاقبن‭ ‬مش‭ ‬يتنافسن‭ . 

وين‭ ‬الاحترام‭ ‬للمتلقي؟‭ ‬وين‭ ‬القيم‭ ‬اللي‭ ‬لازم‭ ‬تنعكس‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬العائلة؟‭ ‬للأسف،‭ ‬أصبحنا‭ ‬نشوفوا‭ ‬كيف‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬المحتوى‭ ‬أضعف‭ ‬وأردأ،‭ ‬يزيد‭ ‬الانتشار‭ ‬والمشاهدة‭ ! ‬وكأن‭ ‬النجاح‭ ‬صار‭ ‬مربوطًا‭ ‬بالإثارة‭ ‬الرخيصة‭ ‬بدل‭ ‬الجودة‭. 

ديما‭ ‬نقول‭ ‬فيها‭  : ‬المحتوى‭ ‬الهابط‭ ‬يجيب‭ ‬الشهرة،‭ ‬احترموا‭_‬عقولنا‭.‬

‭- ‬رباب‭ ‬نور‭ :‬

من‭ ‬الواضح‭ ‬أنّ‭ ‬الإهانة‭ ‬والتوبيخ‭ ‬جزءٌ‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬التقييم‭ ‬الاحترافي؛‭ ‬فالبرنامج‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬لا‭ ‬يهدف‭ ‬فقط‭ ‬إلى‭ ‬تعليم‭ ‬الطبخ،‭ ‬بل‭ ‬إلى‭ ‬تلقين‭ ‬درس‭ ‬قاسٍ‭ ‬في‭ ‬فن‭ ‬الانسحاق‭ ‬النفسي‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرات،‭ ‬فالمتسابقون‭ ‬لم‭ ‬يأتوا‭ ‬ليطبخوا‭ ‬وحسب،‭ ‬بل‭ ‬ليعيشوا‭ ‬تجربةً‭ ‬إعادة‭ ‬تأهيل‭ ‬عاطفي‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬الشيف‭ ‬المحترف‭ ‬

لا‭ ‬حاجة‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬أنّ‭ ‬الكرامة‭ ‬الشخصية‭ ‬ليستْ‭ ‬مكونًا‭ ‬مطلوبًا‭ ‬في‭ ‬وصفة‭ ‬النجاح‭ ‬هنا‭ ‬

ربما‭ ‬يكون‭ ‬مجرد‭ ‬استعراضٍ‭ ‬للقوة،‭ ‬أو‭ ‬طريقة‭ ‬مبتكرة‭ ‬للتنفيس‭ ‬عن‭ ‬عقد‭ ‬قديمة‭ ‬للشيف‭ ‬نفسه؛‭ ‬حيث‭ ‬الفرصة‭ ‬متاحة‭ ‬لممارسة‭ ‬السلطة‭ ‬المطلقة‭ ‬على‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المتسابقين‭ ‬العُزّل‭.‬

لكن‭ ‬لنأخذ‭ ‬خطوةً‭ ‬للخلف،‭ ‬وننظر‭ ‬إلى‭ ‬الصورة‭ ‬الأكبر‭ ‬نحن‭ ‬أمام‭ ‬نموذج‭ ‬مثالي‭ ‬لمن‭ ‬يُمنحون‭ ‬قليلًا‭ ‬من‭ ‬السلطة،‭ ‬وميكروفون‭ ‬وكاميرا‭ ‬ولقب‭ ‬‮«‬شيف‮»‬‭ ‬كافية‭ ‬لتحويل‭ ‬الاذلال‭ ‬إلى‭ ‬نقد،‭ ‬والتحقير‭ ‬إلى‭ ‬نصيحة،‭ ‬وكأن‭ ‬المطلوب‭ ‬ليس‭ ‬إعداد‭ ‬أطباق،‭ ‬بل‭ ‬تقديم‭ ‬الولاء،‭ ‬والطاعة‭ ‬لمَنْ‭ ‬يدير‭ ‬اللعبة،‭ ‬ومَنْ‭ ‬يطلق‭ ‬على‭ ‬نفسه‭ ‬لقب‭ ‬‮«‬الشيف‮»‬‭ ‬

في‭ ‬النهاية،‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬منطق‭ ‬حقيقي‭ ‬لهذا‭ ‬الأسلوب‭. ‬

العنف‭ ‬اللفظي‭ ‬ليس‭ ‬وسيلةً‭ ‬لتحسين‭ ‬الأداء،‭ ‬بل‭ ‬مجرد‭ ‬انعكاس‭ ‬لحلقة‭ ‬مفرغة‭ ‬من‭ ‬القهر‭ ‬والتسلط،‭ ‬تستمر‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مَنْ‭ ‬يقبل‭ ‬بها‭. ‬

وها‭ ‬نحن،‭ ‬جيلٌ‭ ‬بعد‭ ‬جيل،‭ ‬نتابعها‭ ‬على‭ ‬الشاشة،‭ ‬وربما‭ ‬نعيشها‭ ‬خارجها‭ ‬أيضًا

وتصبح‭ ‬عادة‭ ‬لكل‭ ‬رجل‭ ‬في‭ ‬منزله‭ ‬نساء‭ ‬يعدن‭ ‬الطعام‭ ‬في‭ ‬المطبخ‭.‬

‭- ‬كريمة‭ ‬حمزة‭ :‬

أوقفوا‭ ‬المهزلة‭ ‬هذه‭ ‬ليست‭ ‬عادات‭ ‬ولا‭ ‬أخلاق‭ ‬العائلات‭ ‬الليبية‭ ‬نماذج‭ ‬تعكس‭ ‬صورة‭ ‬غير‭ ‬مشرفة‭ ‬برامج‭ ‬تشوه‭ ‬الأسرة‭ ‬الليبية‭ ‬

عيلتنا‭ ‬أقوى‭.. ‬عيلتنا‭ ‬أضعف‭ ‬وأحقر‭ ‬للأسف‭!!!‬

تفرجتُ‭ ‬على‭ ‬مقتطفات‭ ‬من‭ ‬برنامج‭ )‬عيلتنا‭ ‬أقوى‭( ‬وقلتُ‭ ‬يمكن‭ ‬يكون‭ ‬برنامجًا‭ ‬يلم‭ ‬العيلة،‭ ‬ويورينا‭ ‬روح‭ ‬التنافس‭ ‬الحلوة،‭ ‬لكن‭ ‬الصدمة‭ ‬كانت‭ ‬في‭ ‬كمية‭ ‬السخرية،‭ ‬قلة‭ ‬الاحترام،‭ ‬والإفتقار‭ ‬لأبسط‭ ‬مهارات‭ ‬الطبخ‭!.‬

كيف‭ ‬برنامج‭ ‬قائمًا‭ ‬على‭ ‬الأكلات‭ ‬الليبية‭ ‬والمفروض‭ ‬المشتركين‭ ‬عندهم‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬الأساسيات،‭ ‬لكن‭ ‬نلقوا‭ ‬في‭ ‬لقطات‭ ‬أكثرها‭ ‬استهزاء‭ ‬وضحك‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬بدل‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬تحديًا‭ ‬فيه‭ ‬فائدة؟

والأدهى‭ ‬والأمرّ،‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬البرنامج‭ ‬يحسسك‭ ‬إنه‭ ‬نسخة‭ ‬مشوهة‭ ‬من‭ ‬برامج‭ ‬غربية‭ ‬بعيدة‭ ‬على‭ ‬ثقافتنا‭ ‬وعاداتنا‭.. ‬وين‭ ‬روح‭ ‬العيلة‭ ‬الحقيقية؟‭ ‬وين‭ ‬الأجواء‭ ‬اللي‭ ‬تخلينا‭ ‬نحس‭ ‬بالفخر‭ ‬بموروثنا؟‭ ‬نحاولوا‭ ‬نقلدوا‭ ‬الغير،‭ ‬لكن‭ ‬نضيعوا‭ ‬هويتنا‭ ‬في‭ ‬الطريق‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬التحضّر‭ ‬اللي‭ ‬حابين‭ ‬نوصلوله؟‭ ‬تحضر‭ ‬دون‭ ‬هوية،‭ ‬دون‭ ‬احترام،‭ ‬ودون‭ ‬قيمة؟

ما‭ ‬قلناش‭ ‬نكونوا‭ ‬منغلقين،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬يكونش‭ ‬التطور‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬أخلاقنا‭ ‬وتقاليدنا‭.‬

كانكم‭ ‬تبوا‭ ‬تصنعوا‭ ‬محتوى‭ ‬ليبيًا‭ ‬قويًا،‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬احترموا‭ ‬روح‭ ‬العيلة‭ ‬اللي‭ ‬تتكلموا‭ ‬عليها،‭ ‬وخلوه‭ ‬برنامج‭ ‬يعكس‭ ‬فعلاً‭ ‬قيمنا‭ ‬مش‭ ‬مجرد‭ ‬استعراض‭ ‬فارغ‭! ‬

‭- ‬مهند‭ ‬نوري‭ :‬

انتقدوا‭ ‬كيفية‭ ‬إدارة‭ ‬البرنامج‭ ‬

اللى‭ ‬جائزته‭ ‬ربع‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬ليبى‭ ‬المتسابقات‭ ‬ليس‭ ‬ليهن‭ ‬علاقة‭ ‬

بالطبخ‭ ‬نهائى‭ ‬والشيف‭ ‬ايضا‭ ‬تنقصه‭ ‬مواصفات‭ ‬الشيف‭ ‬العالمى‭ ‬

لا‭ ‬ثقافة‭ ‬عامة،‭ ‬ولا‭ ‬ثقافة‭ ‬مطبخ‭ ‬

ولا‭ ‬تقييم‭ ‬صحيح‭ ‬ينقد‭ ‬خطوات‭ ‬المتسابقة‭ ‬بأسلوب‭ ‬نرفزة‭ ‬وكلام‭ ‬جارح‭ ‬ويستثنى‭ ‬منح‭ ‬الدرجة‭ ‬فى‭ ‬تقييم‭ ‬الطبق‭ ‬مفروض‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬يكشخ‭ ‬متقصيش‭ ‬اللحم‭ ‬على‭ ‬

اللوح‭ ‬الخشبى‭ ‬تفادى‭ ‬للبكتيريا‭ ‬

ومطبخك‭ ‬حايس،‭ ‬وما‭ ‬تستعملى‭ ‬فى‭ ‬الكرافس‭ ‬يعطى‭ ‬عليهم‭ ‬درجة‭ ‬

ويحرجها‭ ‬اشك‭ ‬فى‭ ‬عالميته‭ ‬ومفهومه‭ ‬لأسلوب‭ ‬إدارة‭ ‬تقييم‭ ‬البرنامج‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى