الرئيسية

الشعرة الفارقة ..الحرية الشخصية .. الجريمة الإلكترونية

هدى الميلودي

في‭ ‬عصرٍ‭ ‬أصبحتْ‭ ‬فيه‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬ساحةً‭ ‬مفتوحةً‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬الملايين‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياتهم‭ ‬اليومية،‭  ‬تساؤلات‭ ‬جوهرية‭ ‬حول‭ ‬رأي‭ ‬النَّاس‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الانفتاح‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭: ‬هل‭ ‬هم‭ ‬مع‭ ‬أم‭ ‬ضد‭ ‬نشر‭ ‬‮«‬كل‭ ‬شيء‮»‬‭ ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬الصفحات‭ ‬الافتراضية؟،‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬للمستخدم‭ ‬أن‭ ‬يرسم‭ ‬خطًا‭ ‬فاصلًا‭ ‬بين‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬والمشاركة،‭ ‬وبين‭ ‬الوقوع‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬المساءلة‭ ‬القانونية،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يُعرف‭ ‬بـ‭ ‬الجريمة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬لأن‭ ‬خطورة‭ ‬النشر‭ ‬الإلكتروني‭ ‬تكمن‭ ‬في‭ ‬سرعة‭ ‬انتشاره،‭ ‬وصعوبة‭ ‬محوه،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬المسؤولية‭ ‬القانونية‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬الناشر‭ ‬الأصلي‭ ‬لذلك‭ ‬يجب‭ ‬التحلي‭ ‬بالحذر،‭  ‬وتوخي‭ ‬المسؤولية،‭ ‬ووضع‭ ‬‮«‬فلتر‭ ‬الوعي‮»‬‭ ‬قبل‭ ‬ضغطة‭ ‬زر‭ ‬‮«‬انشر‮»‬‭ ‬صحيفة‭ )‬فبراير‭( ‬قامتْ‭ ‬باستطلاع‭ ‬آراء‭ ‬النَّاس‭ ‬‮«‬مع‭ ‬أو‭ ‬ضد‮»‬‭ ‬نشر‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياتهم‭  ‬عبر‭ ‬هذه‭ ‬الصفحات،‭ ‬ومتى‭ ‬يصنف‭ ‬النشر‭ ‬جريمة‭ ‬إلكترونية‭.. ‬

البدايةً‭ ‬كانت‭ ‬مع‭ ..‬أسامة‭ ‬شتوان

أنا‭ ‬بصراحة‭ ‬مع‭ ‬وليس‭ ‬ضد‭ ‬لأنَّ‭ ‬سرعة‭ ‬الوصول‭ ‬للمعلومة‭ ‬والأخبار‭ ‬التي‭ ‬تنشر‭ ‬فوريًا‭ ‬تتيح‭ ‬للجميع‭ ‬معرفة‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬أولاً‭ ‬بأولٍ،‭ ‬مما‭ ‬يزيد‭ ‬الوعي‭ ‬بالأحداث،‭ ‬أيضًا‭ ‬مساحة‭ ‬الحرية‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬آرائهم،‭ ‬ومشاريعهم‭ ‬الشخصية‭ ‬بحرية‭ ‬دون‭ ‬قيود‭ ‬الإعلام‭ ‬التقليدي،‭ ‬أيضًا‭ ‬توثيق‭ ‬اللحظات‭ ‬والتجارب‮ ‬يجد‭ ‬البعض‭ ‬متعةً‭ ‬وفائدةً‭ ‬في‭ ‬مشاركة‭ ‬تفاصيل‭ ‬حياتهم‭ ‬كـ‭)‬السفر،‭ ‬الإنجازات،‭ ‬الأفراح‭( ‬لتكوين‭ ‬ذكريات،‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والعائلة،‭ ‬ونشر‭ ‬القضايا‭ ‬المهمة،‭ ‬لتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬مجتمعية،‭ ‬أو‭ ‬إنسانية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دعم،‭ ‬أو‭ ‬معالجة‭.‬

منى‭ ‬التهامي

أنا‭ ‬ضد‭ ‬وبقوة‭ ‬لأن‭ ‬هناك‭ ‬انتهاكًا‭ ‬للخصوصية،‭ ‬والقلق‭ ‬الأكبر‭ ‬هو‭ ‬فقدان‭ ‬الخصوصية‭ ‬الشخصية،‭ ‬والعائلية؛‭ ‬حيث‭ ‬يتم‭ ‬نشر‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬الخاصة‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬المستخدم‭ ‬وعائلته‭ ‬أيضًا

جميلة‭ ‬الخيتوني

ليس‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬ينشر‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬يُصنَّف‭ ‬جريمةً‭ ‬إلكترونية‭.‬إنما‭ ‬يصنَّف‭ ‬النشر‭ ‬جريمة‭ ‬إلكترونية‭ ‬إذا‭ ‬تضمن‭ ‬أفعالاً‭ ‬يُجرمها‭ ‬القانون،‭ ‬مثل‭:‬

التشهير،‭ ‬والقذف،‭ ‬والسبَّ‭ ‬والإساءة‭ ‬للغير‭ ‬أيضًا‭ ‬نشر‭ ‬الشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة‭ ‬المضللة‭ ‬التي‭ ‬تضر‭ ‬بالنظام‭ ‬العام،‭ ‬أو‭ ‬المصالح‭ ‬العامة‭.‬

التحريض‭ ‬على‭ ‬ارتكاب‭ ‬الجرائم‭ ‬،أو‭ ‬على‭ ‬الكراهية

الابتزاز‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬أو‭ ‬التهديد‭ ‬بنشر‭ ‬معلومات،‭ ‬أو‭ ‬صور‭ ‬خاصة‭.‬انتهاك‭ ‬الخصوصية،‭ ‬ونشر‭ ‬بيانات،‭ ‬أو‭ ‬صور‭ ‬شخصية‭ ‬للغير‭ ‬دون‭ ‬موافقتهم،‭ ‬الاحتيال‭ ‬المالي‭ ‬باستخدام‭ ‬الشبكة‭ ‬المعلوماتية‭.‬كذلك‭ ‬نشر‭ ‬محتوى‭ ‬مخل‭ ‬للنظام‭ ‬العام‭ ‬أو‭ ‬الآداب‭ ‬العامة‭ ‬مثل‭ ‬المحتوى‭ ‬الإباحي،‭ ‬خاصة‭ ‬الذي‭ ‬يستهدف‭ ‬الأطفال،‭ ‬إعادة‭ ‬نشر‭ ‬أي‭ ‬محتوى‭ ‬تُعاقب‭ ‬عليه‭ ‬القوانين‭ ‬الخاصة‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية،‮»‬‭ ‬أو‭ ‬‮«‬الجرائم‭ ‬المعلوماتية‮»‬‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والعالمية‭ ‬توسعتْ‭ ‬لتشمل‭ ‬الأفعال‭ ‬المرتكبة‭ ‬عبر‭ ‬الإنترنت،‭ ‬ووسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

النشر‭ ‬يصبح‭ ‬جريمة‭ ‬إلكترونية‭ ‬عندما‭ :‬

يتم‭ ‬باستخدام‭ ‬الحاسب‭ ‬الآلي،‭ ‬أو‭ ‬الشبكة‭ ‬المعلوماتية،‭ ‬وهذا‭ ‬ينطبق‭ ‬على‭ ‬النشر‭ ‬عبر‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬كذلك

يخالف‭ ‬نظام‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬المعلوماتية،‭ ‬أو‭ ‬القوانين‭ ‬الأخرى‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬لذلك،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬المواطنين‭ ‬توخي‭ ‬الحذر‭ ‬والانتباه‭ ‬لما‭ ‬ينشرونه،‭ ‬أو‭ ‬يعيدون‭ ‬نشره،‭ ‬لأنهم‭ ‬قد‭ ‬يُعاقبون‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بموجب‭ ‬تلك‭ ‬القوانين‭.‬

مفيدة‭ ‬الميلادي

أعتقد‭ ‬أنّ‭ ‬الحقَ‭ ‬في‭ ‬التعبير‭ ‬ونشر‭ ‬تفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬اليومية‭ ‬هو‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الذات‭ ‬وحرية‭ ‬شخصية‭ ‬مكفولة‭ ‬لبناء‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الذي‭ ‬يستخدمه‭ ‬البعض‭ ‬لبناء‭ ‬صداقات،‭ ‬والحصول‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬والشعور‭ ‬بالانتماء؛‭ ‬حيث‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬‮«‬إعجابات‮»‬،‭ ‬وتعليقات‭ ‬تعزَّز‭ ‬تقديرهم‭ ‬لذاتهم‭.. ‬إبراز‭ ‬الهوية‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬النشر‭ ‬وسيلة‭ ‬لإظهار‭ ‬‮«‬الذات‭ ‬المثالية‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬الشخصية‭ ‬التي‭ ‬يريد‭ ‬الفرد‭ ‬أن‭ ‬يراها‭ ‬الآخرون‭ ‬يسعى‭ ‬البعض‭ ‬للشهرة،‭ ‬أو‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬الآخرين،‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬منصات‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭.‬في‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬يحذر‭ ‬من‭ ‬التبعات‭ ‬ويدعو‭ ‬لتقييد‭ ‬النشر‭ ‬وهذا‭ ‬أيضًا‭ ‬حرية‭ ‬شخصية‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬يحدث‭ ‬انتهاك‭ ‬الخصوصية،‭ ‬يُعتبر‭ ‬النشر‭ ‬المفرط،‭ ‬خاصة‭ ‬لبعض‭ ‬التفاصيل‭ ‬الحساسة،‭ ‬انتهاكاً‭ ‬لخصوصية‭ ‬الفرد،‭ ‬ومن‭ ‬يشاركونه‭ ‬حياته‭ ‬مثل‭ ‬أفراد‭ ‬الأسرة،‭ ‬والأطفال‭.‬

المسؤولية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والقانونية‭:‬‭ ‬وسريع‭ ‬إنّ‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬مقيدة‭ ‬بحدود‭ ‬لا‭ ‬تضر‭ ‬بالآخرين،‭ ‬أو‭ ‬تخالف‭ ‬الأنظمة‭ ‬والقوانين،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بنشر‭ ‬معلومات‭ ‬العمل‭ ‬أو‭ ‬سلوكيات‭ ‬تضر‭ ‬بالمجتمع‭.‬

الأسباب‭ ‬النفسية‭ ‬السلبية‭:‬‭ ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬‮«‬هوس‮»‬‭ ‬النشر‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬الإعجابات‭ ‬إلى‭ ‬مشاعر‭ ‬سلبية‭ ‬أو‭ ‬الاكتئاب‭ ‬في‭ ‬حال‭ ‬عدم‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التقدير‭ ‬المتوقع،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬دافعه‭ ‬الأساسي‭ ‬هو‭ ‬شعور‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬الخواء‮»‬،‭ ‬أو‭ ‬الوحدة‭.‬

نشر‭ ‬الموقع‭ ‬الجغرافي،‭ ‬أو‭ ‬معلومات‭ ‬العمل‭ ‬الحساسة‭ ‬أو‭ ‬البيانات‭ ‬الشخصية‭ ‬قد‭ ‬يُستغل‭ ‬في‭ ‬الإعلانات‭ ‬غير‭ ‬المرغوبة،‭ ‬أو‭ ‬الجرائم‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬ونشر‭ ‬الخلافات‭ ‬العائلية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تفاقم‭ ‬المشكلات‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬حلها‭. ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬يؤثر‭ ‬على‭ ‬الأجيال‭ ‬الأصغر‭ ‬سنًا‭ ‬الذين‭ ‬يقلدون‭ ‬المشاهير‭ ‬في‭ ‬تصرفاتهم‭.‬

المبادئ‭ ‬الأخلاقية‭ ‬والدينية‭:‬‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الثقافات،‭ ‬يتم‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬‮«‬الستر‮»‬‭ ‬وخصوصية‭ ‬البيوت،‭ ‬وأنَّ‭ ‬ما‭ ‬يدور‭ ‬داخل‭ ‬البيت‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يتعدى‭ ‬بابه‭. ‬بشكل‭ ‬عام‭ ‬أرى‭ ‬أن‭ ‬نشر‭ ‬التفاصيل‭ ‬اليومية‭ ‬هو‭ ‬ممارسة‭ ‬شخصية،‭ ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬مقيدة‭ ‬بالوعي‭ ‬والمسؤولية‭ ‬الذاتية،‭ ‬والقانونية‭ ‬والأخلاقية‭. ‬بمعنى‭ ‬أن‭ ‬حق‭ ‬الفرد‭ ‬في‭ ‬النشر‭ ‬ينتهي‭ ‬عند‭ ‬المساس‭ ‬بخصوصية‭ ‬الآخرين،‭ ‬أو‭ ‬تعريضهم‭ ‬أو‭ ‬تعريضه‭ ‬هو‭ ‬للخطر،‭ ‬أو‭ ‬مخالفة‭ ‬القوانين‭ ‬العامة‭.‬

انتشار‭ ‬الشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة‭:‬‭ ‬إن‭ ‬النشر‭ ‬المفرط‭ ‬يُسهم‭ ‬في‭ ‬انتشار‭ ‬المعلومات‭ ‬غير‭ ‬الموثوقة،‭ ‬والفتن‭ ‬كذلك‭ ‬التأثير‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية،‮ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬المقارنة‭ ‬المستمرة‭ ‬بين‭ ‬حياة‭ ‬الأفراد‭ ‬ما‭ ‬يُنشر‭ ‬يبدو‭ ‬مثاليًا‭ ‬في‭ ‬الغالب‭ ‬مما‭ ‬يولد‭ ‬شعورًا‭ ‬بالإحباط‭ ‬وعدم‭ ‬الرضا‭.‬

ولا‭ ‬ننسى‭ ‬خطر‭ ‬الاستغلال‭ ‬والابتزاز‭ ‬الإلكتروني‭:‬

كشف‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬الأفراد‭ ‬عرضةً‭ ‬للابتزاز‭ ‬أو‭ ‬الاستغلال‭ ‬بسبب‭ ‬نشر‭ ‬صور،‭ ‬أو‭ ‬معلومات‭ ‬حساسة‭.‬

عدم‭ ‬المسؤولية‭ ‬الوطنية‭ ‬والأخلاقية‭:‬‭ ‬إن‭ ‬النشر‭ ‬العشوائي‭ ‬لبعض‭ ‬السلوكيات،‭ ‬أو‭ ‬الأحداث‭ ‬المسيئة‭ ‬يضر‭ ‬بالقيم‭ ‬المجتمعية،‭ ‬ويخالف‭ ‬الأخلاق‭ ‬ولهذا‭ ‬يجب‭ :‬

‮ ‬الاعتدال‭ ‬والمسؤولية هما‭ ‬المفتاح‭ ‬للنشر‭ ‬المفيد،‭ ‬والهادف‭ ‬والموثوق‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬أمر‭ ‬إيجابي،‭ ‬لكن‭ ‬النشر‭ ‬المفرط‭ ‬وغير‭ ‬المسؤول‭ ‬الذي‭ ‬ينتهك‭ ‬خصوصية‭ ‬الآخرين،‭ ‬أو‭ ‬ينشر‭ ‬الشائعات‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬يواجه‭ ‬انتقادًا،‭ ‬كبيرًا‭ ‬وضرورة‭ ‬للتقنين‭ ‬والتوعية‭.‬

عبدالله‭ ‬ابوشندي

أعتقد‭ ‬أن‭ ‬الرأي‭ ‬الغالب‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬التحفظ‭ ‬و«الستر‮»‬‭ ‬ضد‭ ‬النشر‭ ‬المفرط‭ ‬لأنهناك‭ ‬توجهًا‭ ‬دينيًا،‭ ‬وأخلاقيًا،‭ ‬واسعًا‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬الستر‭ ‬على‭ ‬النفس،‭ ‬وعلى‭ ‬الغير‭ ‬وعدم‭ ‬نشر‭ ‬الخصوصيات،‭ ‬وتفاصيل‭ ‬الحياة‭ ‬الشخصية‭ ‬المذمومة،‭ ‬استنادًا‭ ‬إلى‭ ‬نصوص‭ ‬شرعية‭ ‬تدعو‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭.‬

إن‭ ‬النشر‭ ‬المفرط‭ ‬للخصوصيات‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬قبيل‭ ‬طلب‭ ‬الشهرة‭ ‬المذموم،‭ ‬أو‭ ‬التماديح‭ ‬المكروهة‭.‬

هناك‭ ‬وعي‭ ‬متزايد‭ ‬بالأثار‭ ‬السلبية‭ ‬للنشر‭ ‬المفرط‭ ‬مثل‭:‬

الأثار‭ ‬النفسية‭:‬‭ ‬زيادة‭ ‬القلق،‭ ‬الاكتئاب،‭ ‬تكوين‭ ‬صورة‭ ‬سلبية‭ ‬عن‭ ‬الذات‭ ‬بسبب‭ ‬المقارنة‭ ‬مع‭ ‬حياة‭ ‬الآخرين‭ ‬المثالية‭ ‬على‭ ‬الإنترنت،‭ ‬الانعزال‭ ‬عن‭ ‬المجتمع‭ ‬الواقعي‭.‬

أما‭ ‬المخاطر‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والأمنية‭: ‬منها‭ ‬التعرَّض‭ ‬لـ‭)‬لابتزاز،‭ ‬التهديد،‭ ‬التنمر،‭ ‬أو‭ ‬استغلال‭ ‬المعلومات‭ ‬المنشورة‭(.‬

قاسم‭ ‬عبيد

‭ ‬هناك‭ ‬فئةٌْ‭ ‬تميلُ‭ ‬إلى‭ ‬النشر‭ ‬كوسيلةٍ‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الذات‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬العامة‭.‬حيث‭ ‬يستخدم‭ ‬البعض‭ ‬النشر‭ ‬كمنفذ‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الآراء‭ ‬بحرية،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬المعلومات،‭ ‬والاتصال‭ ‬مع‭ ‬الأصدقاء‭.‬

أحيانًا‭ ‬يكون‭ ‬النشر‭ ‬كجزءٍ‭ ‬من‭ ‬الثورة‭ ‬الاتصالية‭ ‬التي‭ ‬جمعت‭ ‬إمكانات‭ ‬وسائل‭ ‬إعلامية‭ ‬متعدَّدة؛‭ ‬فقد‭ ‬يكون‭ ‬الدافع‭ ‬هو‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الشهرة،‭ ‬أو‭ ‬لفت‭ ‬الانتباه‭.‬

‭ ‬والنشر‭ ‬غير‭ ‬الجيد‭ ‬يصنّف‭ ‬نوعًا‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الجريمة‭ ‬في‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التشريعات‭ ‬والقوانين،‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجرائم‭ ‬الإلكترونية‭. ‬يتضمن‭ ‬عدة‭ ‬أفعال‭ ‬منها‭:‬

السب،‭ ‬القذف،‭ ‬التشهير،‭ ‬والتحقير‭: ‬توجيه‭ ‬عبارات‭ ‬مسيئة‭ ‬أو‭ ‬إسناد‭ ‬وقائع‭ ‬تضر‭ ‬بالسمعة‭ ‬أو‭ ‬الكرامة‭ ‬عبر‭ ‬شبكة‭ ‬معلوماتية‭.‬أيضًا‭ ‬انتهاك‭ ‬الخصوصية‭:‬

نشر‭ ‬صور،‭ ‬فيديوهات،‭ ‬أو‭ ‬تسجيل‭ ‬أقوال‭ ‬خاصة‭ ‬أو‭ ‬سرية‭ ‬للغير‭ ‬دون‭ ‬موافقتهم‭.‬

استعمال‭ ‬برامج‭ ‬معلوماتية‭ ‬لمعالجة‭ ‬بيانات‭ ‬شخصية‭ ‬للغير‭ ‬وربطها‭ ‬بمحتوى‭ ‬منافٍ‭ ‬للآداب‭ ‬العامة‭ ‬أو‭ ‬إظهارها‭ ‬بطريقة‭ ‬مسيئة‭.. ‬كذلك‭ ‬نشر‭ ‬الشائعات‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة‭:‬‭ ‬خاصة‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬زعزعة‭ ‬الأمن‭ ‬والسلامة‭ ‬المجتمعية،‭ ‬أو‭ ‬الإضرار‭ ‬بسمعة‭ ‬أو‭ ‬هيبة‭ ‬جهات‭ ‬عامة‭ ‬أو‭ ‬خاصة،‭ ‬أو‭ ‬التسبب‭ ‬في‭ ‬خسائر‭ ‬اقتصادية‭.‬التهديد‭ ‬والابتزاز‭ ‬الإلكتروني‭:‬‭ ‬باستخدام‭ ‬محتوى‭ ‬تم‭ ‬نشره‭ ‬أو‭ ‬التلويح‭ ‬بنشره‭ ‬للإضرار‭ ‬بالشخص‭.‬

التحريض‭ ‬على‭ ‬الكراهية‭ ‬أو‭ ‬الإرهاب‭:‬‭ ‬نشر‭ ‬محتوى‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬العنف‭ ‬أو‭ ‬الانتماء‭ ‬لجماعات‭ ‬منظمة‭ ‬إجرامية‭ ‬أو‭ ‬إرهابية‭.‬

السرقة‭ ‬الأدبية‭ ‬والفكرية‭:‬‭ ‬نشر‭ ‬محتوى‭ ‬مملوك‭ ‬للغير‭ ‬دون‭ ‬إسناده‭ ‬إلى‭ ‬صاحبه،‭ ‬يقع‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬جريمة‭ ‬السرقة‭ ‬الفكرية‭. ‬باختصار‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬الحذر‭ ‬والتقليل‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬الخصوصيات‭ ‬المفرط‭ ‬لأسباب‭ ‬دينية،‭ ‬أخلاقية،‭ ‬ونفسية‭.‬

وفي‭ ‬الجانب‭ ‬القانوني،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬النشر‭ ‬غير‭ ‬الجيد‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يمس‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين،‭ ‬أو‭ ‬الأمن‭ ‬العام،‭ ‬مثل‭ ‬التشهير‭ ‬وانتهاك‭ ‬الخصوصية‭ ‬ونشر‭ ‬الشائعات،‭ ‬يعاقب‭ ‬عليه‭ ‬القانون‭ ‬ويُصنف‭ ‬كجريمة‭ ‬إلكترونية‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬والدولية‭.‬

آمال‭ ‬الشتيوي

‭ ‬موضوع‭ ‬النشر‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬محور‭ ‬جدل‭ ‬واسع،‭ ‬بين‭ ‬التأييد‭ ‬والمعارضة،‭ ‬وصعبة‭ ‬تصنيفه‭ ‬بشكل‭ ‬مطلق‭ ‬ضمن‭ ‬خانة‭ ‬واحدة‭ ‬كـالجريمة،‭ ‬أو‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية،‭ ‬أو‭ ‬المواكبة؛‭ ‬فهو‭ ‬يتأثر‭ ‬بعدة‭ ‬عوامل‭ ‬منها‭ :‬

نوع‭ ‬المحتوى،‭ ‬وسياق‭ ‬النشر،‭ ‬والقوانين‭ ‬المحلية،‭ ‬والمعايير‭ ‬الاجتماعية‭.‬آنا‭ ‬اعتبره‭ :‬

حرية‭ ‬شخصية‭:‬‭ ‬كحق‭ ‬أساسي‭ ‬للتعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي،‭ ‬وتبادل‭ ‬الأفكار،‭ ‬ونشر‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬المختلفة،وذلك‭ ‬لمواكبة‭ ‬التطور‭ ‬وضرورة‭ ‬للاندماج‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الرقمي،واستخدام‭ ‬أدواته‭ ‬بفعالية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المجالات‭ ‬لتوعية،‭ ‬التجارة،‭ ‬التعليم،‭ ‬الترفيه‭.. ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬منصة‭ ‬التواصل‭: ‬وسيلة‭ ‬لبناء‭ ‬العلاقات،‭ ‬وتشكيل‭ ‬المجتمعات‭ ‬الافتراضية،‭ ‬ومتابعة‭ ‬المستجدات‭.‬

سالم‭ ‬الزايدي

شخصيًا‭ ‬ضد‭ ‬أي‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬النشر‭ ‬على‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬خصوصًا‭ ‬عرض‭ ‬الصور‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم‭ ‬لأنه‭ ‬تهديد‭ ‬للخصوصية‭ ‬لأن‭ ‬النشر‭ ‬المفرط،‭ ‬خاصة‭ ‬للمعلومات‭ ‬والصور‭ ‬الشخصية،‭ ‬يعرض‭ ‬الأفراد‭ ‬لخطر‭ ‬استغلال‭ ‬البيانات،‭ ‬والابتزاز،‭ ‬والتهديد‭..‬أيضًا‭ ‬يعد‭ ‬مصدرًا‭ ‬للمحتوى‭ ‬السلبي‭: ‬انتشار‭ ‬الشائعات،‭ ‬والأخبار‭ ‬الكاذبة،‭ ‬والمحتوى‭ ‬الذي‭ ‬يحث‭ ‬على‭ ‬الكراهية،‭ ‬وتشويه‭ ‬القيم،‭ ‬والتأثير‭ ‬السلبي‭ ‬على‭ ‬الصحة‭ ‬النفسية‭.‬وانتهاك‭ ‬للنظام‭ ‬العام‭ ‬والآداب‭: ‬بعض‭ ‬المنشورات‭ ‬قد‭ ‬تتجاوز‭ ‬الخطوط‭ ‬الحمراء‭ ‬الدينية،‭ ‬أو‭ ‬الأخلاقية،‭ ‬أو‭ ‬القانونية‭.‬

وتصنيف‭ ‬النشر،‭ ‬كمواكبة،‭ ‬أم‭ ‬حرية‭ ‬شخصية

هو‭ ‬‮«‬مواكبة‮»‬‭ ‬و«حرية‭ ‬شخصية‮»‬‭ ‬لكن‭ ‬بقيود‭:‬

مواكبة‭:‬‭ ‬النشر‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬جوهره‭ ‬استخدام‭ ‬لأداة‭ ‬عصرية،‭ ‬وهو‭ ‬مواكبة‭ ‬طبيعية‭ ‬للتطور‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬والإعلامي‭.‬

أما‭ ‬كونه‭ ‬حرية‭ ‬شخصية‭:‬‭ ‬يُعتبر‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬والنشر‭ ‬على‭ ‬المنصات‭ ‬الرقمية‭ ‬حقًا‭ ‬مكفولًا‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬لكن‭ ‬هذه‭ ‬الحرية‭ ‬ليستْ‭ ‬مطلقة،‭ ‬بل‭ ‬تُقيد‭ ‬بالقوانين‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬لحماية‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين‭ ‬والنظام‭ ‬العام‭.‬

عبدالسلام‭ ‬اشطيبة

هناك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬النشر‭ ‬الذي‭ ‬يُنشر‭ ‬ويُصنف‭ ‬كـ«جريمة»حيث‭ ‬يتحوَّل‭ ‬النشر‭ ‬من‭ ‬حرية‭ ‬شخصية‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬جريمة‭ ‬إلكترونية‮»‬‭ ‬عندما‭ ‬يخالف‭ ‬القوانين‭ ‬السارية‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬‮«‬قوانين‭ ‬مكافحة‭ ‬الجرائم‭ ‬المعلوماتية‮»‬‭.‬

وأبرز‭ ‬ما‭ ‬يُصنَّف‭ ‬كـ‭ ‬جريمة‭ ‬نشر،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بـ‭ ‬‮«‬المحتوى‭ ‬الإجرامي‮»‬‭ ‬يشمل‭: ‬التشهير،‭ ‬والقذف،‭ ‬والسب‭ ‬الإلكتروني‭: ‬نشر‭ ‬أي‭ ‬عبارات‭ ‬أو‭ ‬صور‭ ‬أو‭ ‬مقاطع‭ ‬فيديو‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬الإساءة‭ ‬لسمعة‭ ‬شخص‭ ‬أو‭ ‬اعتباره‭ ‬المهني‭ ‬أو‭ ‬الاجتماعي‭.‬

كذلك‭ ‬انتهاك‭ ‬الحياة‭ ‬الخاصة‭ ‬والخصوصية‭:‬‭ ‬نشر‭ ‬صور‭ ‬أو‭ ‬معلومات‭ ‬شخصية‭ ‬للغير‭ ‬دون‭ ‬موافقتهم،‭ ‬أو‭ ‬اختراق‭ ‬حساباتهم‭.‬والتحريض‭ ‬على‭ ‬الكراهية‭ ‬والعنف‭:‬‭ ‬نشر‭ ‬أي‭ ‬محتوى‭ ‬يحث‭ ‬على‭ ‬التمييز،‭ ‬أو‭ ‬الكراهية،‭ ‬أو‭ ‬العنف‭ ‬ضد‭ ‬فئة‭ ‬معينة‭ ‬‮«‬بسبب‭ ‬العرق،‭ ‬الدين،‭ ‬الجنس‮»‬‭ ..‬نشر‭ ‬الأخبار‭ ‬الكاذبة‭ ‬والشائعات»تضليل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭:‬‭ ‬المحتوى‭ ‬الذي‭ ‬يهدَّد‭ ‬الأمن‭ ‬والسلم‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬أو‭ ‬يثير‭ ‬الفتنة‭.‬

نشر‭ ‬المواد‭ ‬المنافية‭ ‬للآداب‭ ‬العامة‭ ‬والنظام‭ ‬العام‭:‬‭ ‬مثل‭ ‬المواد‭ ‬الإباحية،‭ ‬الابتزاز‭ ‬الإلكتروني‭: ‬استخدام‭ ‬محتوى‭ ‬تم‭ ‬الحصول‭ ‬عليه‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ )‬صور،‭ ‬معلومات‭( ‬لتهديد‭ ‬وابتزاز‭ ‬شخص‭ ‬آخر‭..‬

باختصار‭ ‬النشر‭ ‬في‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬هو‭ ‬مزيجٌ‭ ‬من‭ ‬حرية‭ ‬التعبير‭ ‬وضرورة‭ ‬المواكبة،‭ ‬لكنه‭ ‬يصبح‭ ‬جريمةً‭ ‬عندما‭ ‬يتجاوز‭ ‬الحدود‭ ‬القانونية،‭ ‬وينتهك‭ ‬حقوق‭ ‬الآخرين،‭ ‬أو‭ ‬يهدد‭ ‬الأمن‭ ‬والنظام‭ ‬العام‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى