الاولىالرئيسيةزوومملف

المخاتير من يحصر العشوائيات والإزالة بعد التعويضات

كتبت /وداد الجعفري

صلاح‭ ‬صالح‭:‬

البناء‭ ‬العشوائي‭ ‬مساحات‭ ‬شاسعة‭ ‬لمشروعات‭ ‬للدولة‭ ‬فى‭ ‬سنة‭ ‬2011‭ ‬ونتيجة‭ ‬للانفلات‭ ‬الأمني‭ ‬تم‭ ‬الاستلاء‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬هذه‭ ‬الأراضي‭ ‬والبناء‭ ‬عليها‭ ‬مساكن‭ ‬وملحقات‭ ‬سكنية‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬فبراير‮»‬‭ ‬التقت‭ ‬بمدير‭ ‬مكتب‭ ‬بلدية‭ ‬حي‭ ‬الأندلس‭ ‬الأستاذ‭ ‬صلاح‭ ‬صالح‭ ‬وتوجهت‭ ‬له‭ ‬بعديد‭ ‬التساؤلات‭ .. ‬نجملها‭ ‬في‭ ‬الآتي‭ …‬

كيف‭ ‬يتم‭ ‬حصر‭ ‬هذه‭ ‬المخالفات؟،‭ ‬ولمن‭ ‬يتم‭ ‬إحالتها‭ …‬؟‭!‬محمد‭ :‬

نعرف‭ ‬أن‭ ‬يوم‭ ‬خروجنا‭ ‬آتٍ‭ ‬وإلى‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬يفرج‭ ‬ربي‭ ‬

قال‭ ‬خليف‭ ‬مبرراً‭: ‬

بنينا‭ ‬7‭ ‬أحياش‭ ‬على‭ ‬قد‭ ‬الحال‭ ‬بيش‭ ‬نزوجوا‭ ‬أصغارنا

بالنسبة‭ ‬للمحال‭ ‬أي‭ ‬محل‭ ‬في‭ ‬العشوائي‭ ‬يتم‭ ‬إزالته،‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬محال‭ ‬عشوائية‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬محلة‭  ‬المدينة‭ ‬الرياضية؛‭ ‬فعندما‭ ‬تم‭ ‬إزالة‭ ‬بعض‭ ‬المساكن‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬أبو‭ ‬سليم‭ ‬تم‭ ‬تعويضهم‭ ‬بدفع‭ ‬ايجارات‭ ‬لهم‭ ‬لمدة‭ ‬سنة‭ ……‬

وأضاف‭ ‬لدينا‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬الفلاح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬71‭ ‬بيتًا‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬اسمها‭ ‬‮«‬البليعة‮»‬‭ ‬وهذا‭ ‬المكان‭ ‬كان‭ ‬مقرًا‭ ‬لشركة‭ ‬بعد‭ ‬سنة‭ ‬2011‭ ‬تم‭ ‬بناء‭ ‬مساكن‭ ‬عشوائية‭ ‬عليه،‭ ‬وهناك‭ ‬بعض‭ ‬البناءالعشوائي‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬الحي‭ ‬الإسلامي‮»‬‭ .‬

هذا‭ ‬وقد‭ ‬أصدر‭ ‬عميد‭ ‬بلدية‭ ‬حي‭ ‬الأندلس‭ ‬قرارًا‭ ‬بحصر‭ ‬هذه‭ ‬المساكن‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬مخاتير‭ ‬المحلات‭ ‬كل‭ ‬مختار‭ ‬محلة‭ ‬يحصر‭ ‬البيوت‭ ‬العشوائية‭ ‬الواقعة‭ ‬في‭ ‬نطاق‭ ‬بلديته‭ ‬والتى‭ ‬بنيت‭ ‬عشوائيًا،‭ ‬ونحن‭ ‬بدورنا‭ ‬كبلدية‭ ‬نحولها‭ ‬إلى‭ ‬المجلس‭ ‬الرئاسي‭  ….‬

وفي‭ ‬حالة‭ ‬تعويض‭ ‬النَّاس،‭ ‬أو‭ ‬أعطائهم‭ ‬بدل‭ ‬إيجار‭ ‬سنقوم‭ ‬بإزالة‭ ‬هذه‭ ‬المباني‭.‬

واسترسل‭ ‬قائلًا‭ :‬

معظم‭ ‬العشوئيات‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬حصرها‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬الفلاح‮»‬‭ ‬داخل‭ ‬الأحياء‭ ‬السكنية‭ ‬وفى‭ ‬المدينة‭ ‬الرياضية‭ ‬الاغلب‭ ‬تحت‭ ‬العمارات‭ ‬أو‭ ‬فوقها‭ ‬ولقد‭ ‬صدرت‭ ‬أحكام‭ ‬بإزالتها‭ ‬ولم‭ ‬نستطع‭ ‬تنفيذ‭ ‬الحكم‭ ‬فمعظم‭ ‬الموجودين‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬المساكن‭ ‬عائلات‭ ‬كل‭ ‬عائلة‭ ‬تتكون‭ ‬من‭ )‬5‭( ‬أفراد‭ ‬فما‭ ‬فوق‭ ‬ونأتي‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الإنسانية‭  ‬وعميد‭ ‬البلدية‭  ‬اخذ‭ ‬قرارًا‭ ‬بنفسه‭ ‬بعدم‭ ‬اخراج‭ ‬العائلات‭ ‬دون‭ ‬وجود‭ ‬مكان‭ ‬يأويهم‭ ‬ويأوي‭ ‬أسرهم‭ ‬وعندما‭ ‬ارسلنا‭ ‬المراسلة‭ ‬إلى‭ ‬المجلس‭ ‬الرئاسي‭ ‬لم‭ ‬يرد‭ ‬علينا‭.‬

هناك‭ ‬من‭ ‬استغل‭ ‬فرصة‭ ‬الإنفلات‭ ‬الأمنى‭ ‬وبنى‭ ‬مساكن‭ ‬ودفع‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬للبناء‭ ‬فى‭ ‬أراضٍ‭ ‬منزوعة‭ ‬الملكية‭ ‬والحقيقة‭ ‬عندما‭ ‬صدر‭ ‬القرار‭ ‬بإزالة‭ ‬بعض‭ ‬المباني‭ ‬المختلفة‭ ‬البيوت‭ ‬التى‭ ‬فيها‭ ‬عائلات‭ ‬لم‭ ‬يؤخذ‭ ‬فيها‭ ‬قرارات‭ ‬سريعة‭ …..‬

ويصدر‭ ‬القرار‭ ‬بالإزالة‭ ‬فى‭ ‬سور‭ ‬مخالف‭ ‬محل‭ ‬تجاري‭ ‬بناية‭ ‬مخالفة‭ ‬دون‭ ‬مطابقة‭ ‬للمواصفات‭ ‬لكن‭ ‬مسكنًا‭ ‬عشوائيًا‭ ‬يتمهلون‭ ‬فى‭ ‬القرار‭ ‬مراعاة‭ ‬

‭ ‬للظروف‭ ‬الإنسائية‭ .‬

هناك‭ ‬بنيات‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬بها‭ ‬إلا‭ ‬بعد‭ ‬الإنشاءوالتى‭ ‬هى‭ ‬فوق‭ ‬العمارات،‭ ‬فهم‭ ‬يأخذون‭ ‬موافقة‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬وبناءً‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬يقومون‭ ‬بالبناء‭ ‬ويكمل‭ ‬البناية‭ ‬اذا‭ ‬لم‭ ‬يشتكِ‭ ‬فيه‭ ‬أحد‭ ….‬

المواطن‭ ‬لا‭ ‬يهمه‭ ‬شيئًا،‭ ‬ويريد‭ ‬أن‭ ‬يسكن‭ ‬ومن‭ ‬وجهة‭ ‬نظره‭ ‬يرى‭ ‬أننا‭ ‬نريد‭ ‬أن‭ ‬نقطع‭ ‬قسمه‭ ‬ونتركه‭ ‬فى‭ ‬الشارع‭ .‬

ونتعجب‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬من‭ ‬بنى‭ ‬فى‭ ‬العشوائي‭ ‬وبني‭ ‬لابنه‭ ‬جانبه،‭ ‬أو‭ ‬فوقه‭ ….‬

هذا‭ ‬الموضوع‭ ‬نعاني‭ ‬منه‭ ‬لا‭ ‬نعرف‭ ‬نأتي‭ ‬مع‭ ‬المواطن،‭ ‬أو‭ ‬نطبق‭ ‬الإجراءات‭ ‬القانونية

وأضاف‭ :‬

سكنوا‭ ‬في‭ ‬العشوائيات‭ ‬منذ‭ ‬سنة‭ ‬2011‭ ‬تقريبًا،‭ ‬ولم‭ ‬يفكروا‭ ‬بعد‭ ‬في‭ ‬الانتقال‭ ‬من‭ ‬البناء‭ ‬العشوائي‭ ‬إلى‭ ‬الاستقرار؛‭ ‬فالعمر‭ ‬يجري‭ ‬يفترض‭ ‬أن‭ ‬يفكروا‭ ‬فى‭ ‬برنامج‭ ‬الخروج‭ ‬إلى‭ ‬بيت‭ ‬يأويهم‭ ‬ويأوي‭ ‬أبناءهم‭  ‬والدولة‭ ‬لن‭ ‬تسلم‭ ‬فى‭ ‬حقها‭ ‬وسوف‭ ‬يأتي‭ ‬يومٌ‭ ‬تختفي‭ ‬فيه‭ ‬المساكن‭ ‬العشوائية‭.‬

كما‭ ‬كان‭ ‬لنا‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭ ‬السيد‭ ‬محمد‭ ‬مرسيط‭ ‬من‭ ‬الحرس‭ ‬البلدي‭ ‬بلدية‭ ‬حر‭ ‬الأندلس‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ :‬

عندما‭ ‬صدر‭ ‬قرار‭ ‬من‭ ‬سيادة‭ ‬عميد‭ ‬البلدية‭ ‬بإزالة‭ ‬العشوائيات‭ ‬كلفتْ‭ ‬لجنة‭ ‬لذلك‭ ‬بها‭ ‬مهندسون‭ ‬من‭ ‬المرافق،‭ ‬وبدأنا‭ ‬بإزالة‭ ‬العشوائيات‭ ‬باستثناء‭ ‬المساكن‭ ‬التى‭ ‬فيها‭ ‬عائلات‭ ‬اشتغلنا‭ ‬في‭ )‬غوط‭ ‬الشعال،‭ ‬الحي‭ ‬الإسلامي،‭ ‬الرياضية‭(‬،‭ ‬توقفنا‭ ‬في‭ ‬2020‭ .‬

وأضاف‭ ‬فى‭ ‬الطرقات‭ ‬الرئيسة‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بناء‭ ‬عشوائي

وألتقينا‭ ‬بالعديد‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬المساكن‭ ‬العشوائية‭ ‬الذين‭  ‬حدثونا‭ ‬بمرارة‭ ‬عن‭ ‬حياتهم‭ ‬وما‭ ‬يواجهونه‭ .. ‬في‭ ‬حي‭ ‬سكني‭ ‬مصغر‭ ‬في‭ ‬‮«‬غوط‭ ‬الشعال‮»‬‭ ‬قرب‭ ‬مدرسة‭ ‬‮«‬تاقرفت‮»‬‭ ‬

فهم‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬ضيق‭ ‬المسكن‭ ‬وخناق‭ ‬من‭ ‬بعض‭ ‬الجهات‭ ‬التى‭ ‬تتواعدهم‭ ‬بالهدم‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬يخرجوا‭ ‬بداية‭ ‬كان‭ ‬اللقاء‭ ‬مع‭ ‬أحمد‭ ‬خليف‭ ‬أب‭ ‬لستة‭ ‬أبناء‭ ‬قال‭ :‬

بعد‭ ‬أحداث‭ ‬17‭ ‬فبراير‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬مساحة‭ ‬قرب‭ ‬المدرسة‭ ‬تم‭ ‬تقسيمها‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭  ‬قسمت‭ ‬حوالي‭ ‬7‭ ‬مربعات‭ ‬صغيرة‭ ‬غير‭ ‬مؤهلة‭ ‬للسكن‭ ‬بحكم‭ ‬أنها‭ ‬صغيرة‭ ‬جدًا،‭ ‬ولكن‭ ‬حل‭ ‬لبداية‭ ‬الحياة‭ ‬الزوجية،‭ ‬وكنا‭ ‬نرى‭ ‬أنها‭ ‬حلًا‭ ‬مؤقتًا‭ ‬لحين‭ ‬نتدبر‭ ‬أمرنا‭ ‬مع‭ ‬مرور‭ ‬الوقت،‭ ‬ولكن‭ ‬زاد‭ ‬عدد‭ ‬أفراد‭ ‬العائلة‭ ‬مع‭ ‬الارتفاع‭ ‬الشديد‭ ‬لسعر‭ ‬الأراضي‭ ‬ومواد‭ ‬البناء‭ ‬وكثرت‭ ‬علينا‭ ‬الالتزامات‭ ‬العائلية‭ ‬تراجعنا‭ ‬وبقينا‭ ‬كما‭ ‬نحن‭ ‬ولكن‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬تأتي‭ ‬جهة‭ ‬نجهل‭ ‬من‭ ‬تكون؟‭!‬،‭  ‬ولا‭ ‬من‭ ‬تتبع‭ ‬تكتب‭ ‬على‭ ‬منازلنا‭ ‬إزالة‭ ‬ويتم‭ ‬فى‭ ‬اليوم‭ ‬التالي‭ ‬طلاؤها‭ ‬بالأبيض‭ ‬وهذه‭ ‬الحادثة‭ ‬تكرَّرت‭ ‬مراراً،‭ ‬وتكراراً‭ ‬لم‭ ‬استطع‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬المسكن‭ ‬رغم‭ ‬صغره؛‭ ‬فهو‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬حجرة‭ ‬واحدة‭ ‬وصالة‭ ‬صغيرة،‭ ‬ودورة‭ ‬مياه‭ ‬ومطبخ‭ ‬صغير،‭ ‬وأنا‭  ‬غير‭ ‬راضٍ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المعيشة،‭ ‬ولكن‭ ‬للظروف‭ ‬أحكام‭ ‬ضنك‭ ‬العيش،‭ ‬وقلة‭ ‬الحيلة‭ ‬جعلانى‭ ‬لا‭ ‬أبالي‭ ‬من‭ ‬التهديد‭ ‬والوعيد‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬أشخاصًا‭ ‬يأتون‭ ‬يطرقون‭ ‬الباب‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬ويرعبون‭ ‬أبنائي‭ ‬وزوجتى‭ ‬وأعتقد‭ ‬أنهم‭ ‬يدعون‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأرض‭ ‬لهم‭ ‬ويريدون‭ ‬فقط‭ ‬الاستلاء‭ ‬عليها‭ .‬

كما‭ ‬كان‭ ‬لنا‭ ‬لقاء‭ ‬مع‭  أسامة‭ ‬النائلي‭ ‬الذي‭ ‬قال‭ :‬

أنا‭ ‬أبٌ‭ ‬لثلاثة‭ ‬أبناء‭ ‬هذا‭ ‬المسكن‭ ‬صغيرٌ‭ ‬جدًا،‭ ‬ولكن‭ ‬صرفنا‭ ‬عليه‭ ‬ليكون‭ ‬سكنًا‭ ‬معقولًا‭ ‬يحتوينا‭ ‬إلى‭ ‬حين‭ ‬ايجاد‭ ‬حل‭ ‬رغم‭ ‬أننا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬بقينا‭ ‬فيه‭ ‬تورطنا‭ ‬بمسؤوليات‭ ‬صعبة‭ ‬وخصوصًا‭ ‬تفشي‭ ‬الغلاء‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬ومهما‭ ‬حاولنا‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬سكن‭ ‬لائق‭ ‬لنا‭ ‬وللأسرة‭ ‬التى‭ ‬أنا‭ ‬المسؤول‭ ‬عنها‭ ‬لم‭ ‬أجد‭ ‬حلاً‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬يأخذ‭ ‬وقت‭ ‬وفعلاً‭ ‬أننا‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬ليست‭ ‬بالقصيرة‭ ‬ولكننا‭ ‬لم‭ ‬نستطع‭ ‬الانتقال‭ ‬منه‭ ‬لمكان‭ ‬أفضل‭ ‬فأي‭ ‬سكن‭ ‬لأئق‭ ‬قيمته‭ ‬400‭ ‬ألف‭ ‬فما‭ ‬فوق‭ ‬ونحن‭ ‬نطمح‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تخصص‭ ‬الدولة‭ ‬مساكن‭ ‬بالتقسيط‭ ‬المريح‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬لنا‭ ‬أن‭ ‬نخرج‭ ‬بأريحة‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬ضغوطات‭ ‬الذي‭ ‬نعاني‭ ‬منها؛‭ ‬فنحن‭ ‬نفكر‭ ‬ولا‭ ‬يفارقنا‭ ‬هذا‭ ‬الموضوع،‭ ‬ولا‭ ‬يعجبني‭ ‬بتاتاً‭ ‬البقاء‭ ‬أبدًا؛‭ ‬فالمسكن‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬يكفينا‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬متسعٌ‭ ‬لكي‭ ‬يلعب‭ ‬الأبناء‭ ‬فيه‭ ‬إضافة‭ ‬لتراص‭ ‬المسكن‭ ‬العشوائية؛‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬حرية‭ ‬فى‭ ‬التحرك،‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬متنفسٌ‭ ‬خاصةً‭ ‬ونحن‭ ‬فى‭ ‬فترة‭ ‬صيف‭ ‬وليس‭ ‬هناك‭ ‬أي‭ ‬تيار‭ ‬هوائي‭ ‬بارد،‭ ‬ونكاد‭ ‬نختنق‭ ‬وللأسف‭ ‬نحن‭ ‬باقون‭ ‬فيه‭ ‬رغمًا‭ ‬عنا‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬بديل‭. ‬

الأخ‭ ‬محمد‭ ‬من‭ ‬المنطقة‭ ‬والمربع‭ ‬نفسه‭ ‬اضطررتُ‭ ‬للبناء‭ ‬هنا‭ ‬ليس‭ ‬لدي‭ ‬سكن،‭ ‬وبنيت‭ ‬هنا‭ ‬أي‭ ‬كلام‭ ‬دون‭ ‬قواعد‭ ‬وبارخص‭ ‬مواد‭ ‬بناء‭ ‬مؤقتًا؛

لدي‭ )‬6‭( ‬أبناء‭ ‬المبنى‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬استديو‭ ‬بسيط‭ ‬وأقل‭ ‬من‭ ‬البساطة‭ ‬نفسها؛‭ ‬وها‭ ‬أنا‭ ‬أشتغل‭ ‬صباح‭ ‬مساء‭ ‬عليّ‭ ‬استطع‭ ‬شراء‭ ‬منزل‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬ضواحي‭ ‬طرابلس‭ ‬رغم‭ ‬بعد‭ ‬المسافة‭ ‬عن‭ ‬المرافق‭ ‬الخدمية‭ .‬

تنقصنا‭ ‬حتى‭ ‬الراحة‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المساكن‭ ‬خصوصًا‭ ‬وأثناء‭ ‬عودتنا‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬لكي‭ ‬نرتاح‭ ‬لا‭ ‬نجد‭ ‬هذه‭ ‬الراحة‭ ‬لأن‭ ‬البيت‭ ‬صغير‭ ‬ومكتظ‭ ‬بالأبناء‭ ‬أحيانًا‭ ‬الزمهم‭ ‬بالهدوء‭ ‬بأي‭ ‬حال‭ ‬من‭ ‬الأحوال،‭ ‬ولو‭ ‬اضطررتُ‭ ‬لضربهم،‭ ‬وأحياناً‭ ‬أخرى‭ ‬يصعبون‭ ‬عليّ‭ ‬لأنهم‭ ‬أطفال‭ ‬فأين‭ ‬يذهبون؟،‭ ‬فليس‭ ‬هناك‭ ‬مساحة‭ ‬يتحركون‭ ‬فيها‭. ‬

نعرف‭ ‬أنه‭ ‬سيأتي‭ ‬يومٌ‭  ‬ويتم‭ ‬فيه‭ ‬أخراجنا؛‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬حقنا‭ ‬البقاء‭ ‬فيه‭ ‬اليوم،‭ ‬أو‭ ‬غدًا‭ ‬،وحتى‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬نتمنى‭ ‬أن‭ ‬نجد‭  ‬مسكنًا‭ ‬مريحًا‭ ‬لنا‭ ‬ولعائلاتنا‭ .‬

أبوبكر‭ ‬الصويعي  ‬قال‭ :‬

كم‭ ‬مرة‭ ‬يتم‭ ‬القبض‭ ‬عليَّ‭ ‬للضغط‭ ‬عليَّ‭ ‬لكي‭ ‬أخرج،‭ ‬وعانيتُ‭ ‬الكثير،‭ ‬ومن‭ ‬وراء‭ ‬الباب‭ ‬كانت‭ ‬زوجتى‭ ‬ترتعش‭ ‬خوفًا‭ ‬من‭ ‬مصير‭ ‬غير‭ ‬معروف‭ ‬من‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتردَّدون‭ ‬علينا‭ ‬يريدون‭ ‬أخراجنا‭ ‬وهم‭ ‬يحاولون‭ ‬التغوَّل‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المساحات،‭ ‬ويقولون‭ ‬إنها‭ ‬لهم‭ ‬ويحملون‭ ‬أوراقًا‭ ‬ربما‭ ‬تكون‭ ‬مزورة‭  ‬وها‭ ‬نحن‭ ‬نحاول‭ ‬الدخول‭ ‬في‭ ‬جمعيات‭ ‬وتجميع‭ ‬ما‭ ‬نتحصل‭ ‬عنه‭ ‬لكي‭ ‬نشتري‭ ‬أرضًا‭  ‬حتى‭ ‬150‭ ‬مترًا‭ ‬المهم‭ ‬أن‭  ‬تكون‭ ‬لنا‭ ‬استقلالية‭ ‬ونرتاح‭ ‬من‭ ‬وجع‭ ‬الرأس؛‭ ‬فالأبناء‭ ‬كبروا‭ ‬ويحتاجون‭ ‬إلى‭ ‬حجر‭ ‬خاصة‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬لهم‭ ‬الدراسة‭ ‬بحرية‭ ‬فهم‭ ‬مقيدون‭ ‬الآن‭ ‬بالمساحة‭ ‬الضيقة‭ ‬وأحاول‭ ‬دائمًا‭ ‬تهدئية‭ ‬الأمور‭ ‬بينهم‭ ‬نتيجة‭ ‬للضغوطات‭ ‬النفسية؛‭ ‬اضافة‭ ‬لضغوطات‭ ‬أخرى‭ ‬تحجز‭ ‬حريتنا‭ ‬وتقيدنا‭ ‬طوال‭ ‬الوقت‭ ‬ونشعر‭ ‬بأننا‭ ‬لسنا‭ ‬كما‭ ‬ينبغي‭ ‬ومجبرين‭ ‬على‭ ‬التحمل،‭ ‬والتعجيل‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬معروفًا‭ ‬إلى‭ ‬الآن‭ ‬ويطلقون‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الحي‭ ‬‮«‬حي‭ ‬الزقوم‮»‬‭ ‬وكم‭ ‬سمعنا‭ ‬من‭ ‬كلام‭ ‬يهتز‭ ‬له‭ ‬البدن‭ ‬بأن‭ ‬الصلاة‭ ‬لا‭ ‬تصح‭ ‬فيه‭ ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الكلمات‭ ‬التى‭ ‬تجرح‭ ‬مشاعرنا‭ ‬وتزعجنا‭ ‬نحن‭ ‬وأبناؤنا،‭ ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬باليد‭ ‬حيلة،‭ ‬ولا‭ ‬يمكنَّنا‭ ‬الآن‭ ‬تدبر‭ ‬أمرنا‭ ‬لصعوبة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬بديل‭ .‬

عند‭ ‬سؤالنا‭ ‬على‭ ‬قيمة‭ ‬التعويض‭ ‬وهل‭ ‬تكفي‭ ‬لشراء‭ ‬منزل‭ ‬بديل‭ ‬بها‭ !‬

تقول‭ ‬منيرة‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬إحدى‭ ‬الأخوات‭ ‬التي‭ ‬جاء‭ ‬منزلها‭ ‬ضمن‭ ‬الإزالة‭ :‬

إنَّ‭ ‬قيمة‭ ‬التعويض‭ ‬تعطى‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬المسافة‭ ‬والمسقوف‭ ‬مثلاً‭ ‬منزلي‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬قطعة‭ ‬أرض‭ ‬ومسقوف‭ ‬مساحته‭ ‬144مترًا‭ ‬قدروها‭ ‬بـ‭)‬450‭( ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬تقريبًا‭ ‬كل‭ ‬التفاصيل‭ ‬محسوبة

هذا‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬قيمة‭ ‬التعويض‭ ‬المادية‭.‬

أما‭ ‬عن‭ ‬المبلغ‭ ‬الممنوح‭ ‬قيمة‭ ‬التعويض؛‭ ‬فهو‭ ‬لا‭ ‬يكفي‭ ‬لشراء‭ ‬منزل‭ ‬كما‭ ‬يشتهي‭ ‬ويرغب‭ ‬الفرد‭ ‬أنا‭ ‬عن‭ ‬نفسي‭ ‬اشتريتُ‭ ‬منزلًا‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬فاطمة‭ ‬الزهراء‮»‬‭ ‬جهة‭ ‬خلة‭ ‬الفرجان‭ ‬من‭ ‬ورثة‭ ‬المبلغ‭ ‬لم‭ ‬يكفنِ‭ ‬قيمة‭ ‬سداد‭ ‬المنزل‭ ‬الجديد‭ ‬وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬هناك‭ ‬مشكلة‭ ‬عانى‭ ‬منها‭ ‬أغلب‭ ‬الذين‭ ‬تم‭ ‬تعويضهم‭ ‬إذ‭ ‬البعض‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬فخ‭ ‬البيوت‭ ‬غير‭ ‬النظامية‭ ‬التى‭  ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬فيها‭ ‬أوراق‭ ‬قانونية‭  ‬جزء‭ ‬منها‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬‮«‬زويتة،‭ ‬والجداعنة‮»‬‭ ‬طبعًا‭ ‬الدولة‭ ‬تعوضك‭ ‬وأنت‭ ‬دبر‭ ‬راسك‭ ‬في‭ ‬رحلة‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬المسكن‭ ‬المناسب‭ ‬بالشروط‭ ‬المناسبة‭ ‬طريقة‭ ‬البحث‭ ‬متعبة‭.‬

أنا‭ ‬في‭ ‬طريقي‭ ‬صادفتُ‭ ‬مقسماتٍ‭ ‬تسطيع‭ ‬القول‭ ‬عنها‭ ‬إنها‭ ‬‮«‬باكو‭ ‬ألوان‮»‬‭ ‬لا‭ ‬خصوصية‭ ‬فيها،‭ ‬ولا‭ ‬مواصفات‭ ‬صحية‭ ‬ولا‭ ‬هندسية‭ ‬هي‭ ‬تجارية‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة،‭ ‬وعن‭ ‬المدارس،‭ ‬ومن‭  ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لكَ‭ ‬سيارة‭ ‬جيدة‭ ‬لتسطيع‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬العامة‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى