رأي

الناجي الحربي يكتب عن أجواء ليبية في العاصمة البلغارية

 

في أواخر ثمانينيات القرن العشرين اتفقتُ وصديقي رفيق الرحلات الخارجية على زيارة دولة لا يوجد بها ليبي على الإطلاق..

 قرَّرنا السفر إلى بلغاريا عقب تحولها من النظام الشيوعي إلى منظومة أوروبا الرأسمالية .. كانت ترزح تحت سيطرة الحزب الإشتراكي الشيوعي منذ الحرب العالمية الثانية وحتى نهاية العقد الثامن من القرن الفائت..

كانت صوفيا عاصمة بلغاريا موئل الجمال وفرص الترفيه المتعددة .. حيث الحدائق الخضراء..

وعبق التاريخ .. كانت عاصمة الإمبراطورية الرومانية لفترة من الوقت .. عاصرت الرومان ثم العثمانيين إلى أن سيطر عليها السوفييت.. كانت من أرخص العواصم في أوروبا.. كان الشعب البلغاري اجتماعي و ودود..

فعندما تطلب مساعدة ما من مواطن بلغاري فإنه لا يتوانى حتى تصل مبتغاك .. ذات مساء بارد في حديقة «كبوريسوف جرادينا» التي يتقاطر عليها المواطنون والسائحون كانت فرقة تعزف ألحانًا بلغارية وحينما وضعت بعض الليفات وهي عملة البلد في القبعة الملقاه على الأرض اقترب مني المطرب وقال لي بلغة عربية :

 من وين أنتَ؟ من مروكو ؟، أو تونيسيًا، أو ايجبشن.

قلتُ : له من ليبيا .. وعلى الفور أشار للجوقة فعزفتْ لحنًا من ليبيا أحببته كثيرًا لرائد الموسيقا العربية الحديثة الفنان أحمد فكرون .. كانت الأغنية من كلمات الراحل: صالح عباس.. (شباكك ساهر مفتوح).

ما أن بدأتْ فقرة الأغنية الليبية حتى تعالتْ صيحات ليبية  من وسط الحضور كانت تتابع الوصلة وردَّدت معه شباكك ساهر مفتوح.. في اليوم الثاني حزمنا حقائبنا وتوجهنا إلى محطة القطار متجهين نحو بوخارست عاصمة رومانيا بحثًا عن مكان ليس به أي ليبي.. ولهذه العاصمة حكاية أخرى..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى