رأي

أوروبا

هاشم شليق

هذه القارة تفصلها مسافة البحر المتوسط فقط عن أفريقيا التي سوف يصبح عدد سكانها في غضون 20 عاما مليارين ونصف..وهي تمتلك في العالم 50% من الأراضي المزروعة..و 60% من المواد الخام..و 60% أخرى من الموارد المائية..كما ذكر مسؤول ايطالي..لذا أصبحت أفريقيا بالنسبة لأوروبا وآسيا وأمريكا مسألة وجود وبقاء أكثر من أي وقت مضى..فلا غنى عن هذه القارة التي تتسابق إليها الدول والتحالفات..ولكي يستفيد الغير من وراء الاستثمار في أفريقيا لابد من تحقيق استفادة الأفارقة بدورهم من مواردهم في الزراعة والطاقة والمياه والخامات..كما يساهم الأجنبي في مشاريع البنية التحتية والتعليم والتدريب والصحة والتكنولوجيا..لأن الافريقي الكادح يهاجر بحثا عن حياة دول متقدمة ليس غير ذلك..ونعلم إن القارة الاوروبية تعاني من حرب روسيا واوكرانيا..ومن تدفق الهجرة غير المنتظمة..والتغير المناخي..لذا يستدعي الحال رفع اليد تدريجيا عن الاستغلال من طرف واحد لثروات أفريقيا..فما حدث في عدد من دول جنوب الصحراء كرد فعل سياسي وامني وعسكري تحت مظلة الظرف الاقتصادي ليس ببعيد..إذن لا بديل عن إقامة مشاريع تنموية لصالح الطرفين..أي يستوجب علاج أزمة تدفق الهجرة العمل عليها عميقا من الجذور وليس سطحيا على الجذوع والاغصان..وكذلك المطلوب توفر سياسة أوروبية مشتركة تجاه أفريقيا..برعاية الأمم المتحدة التي من أولوياتها الأمن الغذائي والمناخ والهجرة..ويبدو الحل مؤخرا بناء مراكز مؤقتة في بلدان عبور المهاجرين انطلاقا من الدول المصدر ومن ثم إعادتهم لاوطانهم..

وفي ذات السياق تم الإعلان عن انعقاد مؤتمر افريقياإيطاليا في نوفمبر القادم..ومجموعة السبع في عام 2024 حول العلاقات مع أفريقيا..التي يحتاج نجاحها عمليا النظر إلى ليبيا كدور محوري و عامل اساسي لحلحلة الملف الأفريقي ..أما بالنسبة إلى توطين الأفارقة خارج بلدانهم فإن أغلب المهاجرين حلمهم يتجسد في الوصول إلى أوروبا..لذا فمن المنطقي جعل أفريقيا مثل أوروبا وانتهى النقاش..أما أية مساعي اصطناعية فهي مجرد ذر للرماد في العيون..وأية خارطة طريق بدون بوصلة حيادية سوف تصطدم بجدار العودة إلى نقطة البداية..كما يتوقف مستقبل أوروبا الأمني والإقتصادي والإجتماعي التي سيصبح عدد سكانها قرابة نصف مليار بعد عقدين على ضرورة اعتبار ليبيا قطار يسير بمصالح العالم جنوبا إلى أفريقيا وليست محطة شمالية أخيرة للمهاجرين تزداد اكتظاظا وتزيد الطين بلة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى