رأي

بارك الله جهدهم

■ أمين مازن

درنة الجامعة 

نداء لجميع الليبين الشرفاء

إن مأساة الجبل الأخضر وبالأخص مدينة درنة الزاهرة استدعت لحظة توقف وصدمة لدى جميع الليبيين أصحاب المصلحة الحقيقية في استقرار الوطن ونبذ جميع الخلافات السياسية والاجتماعية وقطيعة الحكومات المتنازعة من أجل مصالحها الضيقة. 

لقد تيقن لدى الليبين أن خلافاتهم تزيد من أوضاعهم سوءً وبؤسا، وأن جميع اللقاءات والحوارات التي جرت فى أغلب عواصم العالم لم تساهم قيد أنملة فى رأب الصدع وتقريب وجهات النظر (فى الخلافات المفتعلة اصلا والمدعومة من خارج الوطن) بل على العكس تماما، زادت من تمزق النسيج الاجتماعي وهددت وحدة التراب الليبي، مما جعله محل مطمع لجميع الدول المتداخلة فى الشأن الليبي دون استثناء. 

فى حين أن مأساة درنة فتحت الباب أمام بناء قواعد صحيحة وراسخة من أجل سلام دائم بين أبناء الوطن الواحد. 

إن حجم وفداحة الكارثة يستدعي من جميع الليبين الشرفاء، اغتنام فرصة اللُحمة الوطنية المتجسدة الآن في مدينة درنة المنكوبة،

 فى عقد اجتماع من الأعيان والمشائخ والشخصيات الوطنية النزيهة و القضاة والمحامين وأساتذة الجامعات والمعلمين و رؤساء المنظمات والجمعيات والأحزاب  الفاعلة لتسجيد هذا التلاحم والتراحم من خلال عقد اجتماع يشمل جميع مكونات الشعب الليبي (ميثاق درنة الجامع) لصياغة وتوقيع وثيقة تاريخية جامعة للنسيج الاجتماعي، لتكون الخطوة الأولي لبدايه مصالحة وطنية شاملة،  والتعهد بفض المنازعات بالطرق السلمية، ونبذ حمل السلاح بين إخوة الوطن الواحد، والتأكيد على أن المطالبة بالحقوق ورد المظالم لا تُرد بأيدي أصحابها، بل عبر قنوات القضاء الشرعية. 

مما قد يساهم في بداية التغيير الحقيقي للمسار السياسي للدولة الليبية التى ينشدها ويثمنها كل مواطن. 

إن رمزية المكان تتجسد فى ساحة جامع الصحابة 

  ولا أفضل من هذا الشهر الكريم فى عقد المصالحة الوطنية 

ولنا فى المؤتمر الوطني (ميثاق أهالي درنة والحرابي) الذي عقد بمركز جمعية عمر المختار التاريخية 1946 إسوة حسنة فى نبذ الخلاف والعيش المشترك والتأسيس لدولة مدنية تحترم جميع المواطنين وتساوي بينهم في الحقوق والواجبات. 

* إن التأخير والتأجيل لعقد مثل هذه اللقاءات والمصالحات، والتركيز  فقط على الإعمار والشركات وعقود الصيانة، خطوة فى صالح الفساد المالي والإداري المستشري فى البلاد وهو المسؤول الرئيسي عن النكبة الحالية وما سيتبعها وما سبقها من كوارث. 

شهر كريم والله أكرم الأكرمين وصلي اللهم وبارك على سيدنا ونبينا محمد. 

ورحم الله شيخ الشهداء فى ذكراه و حفظ الرحمن أرض المختار من كل شر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى