رأي

أول حالة طلاق 

محمد الرحومي

من

ثقب

الباب

لم تدم العلاقة الزوجية التي جمعت أحد أبطال العالم في كمال الأجسام مع حبيبته المصنَّعة وفق الذكاء الإصطناعي لأكثر من شهر واحد ..

رغم أنه قد اختارها وفق رغباته وكما يشتهي .. وبطبيعة الحال مكتفيًا بحضورها الباسم دوماً دون منغصاتٍ، ولا نكد، أو حزن ولا حتى صداع بالطلبات اليومية المزعجة.

وفعلاً استمتع البطل بمعشوقته في شهره الأول وعاش العسل طعماً، ولوناً بالكيفية التى لن يجدها في أي عروس آدمية .. رغم فقدانه للمودة، والمحبة التي يفترض أن تكون مغروسة في طباع البشر من الطرفين رجالاً، ونساءًوهذا بالفعل ما أكده العريس المفتول العضلات الذي كان قبل زفافه حلماً لكل فتاة .. غير أن الصادم في هذا الحدث المفرح هو قرار الطلاق المفاجيء الذي اتخذه هذا البطل بعد شهر فقط من زواجه .. الأمر الذي استفز حفيظة النخب النسائية بل وحتي ربات البيوت ممن تلقين هذا الخبر رغم أنهن لم يعترضن على هذا الزواج الذي جعل من الدمية شريكة إضافية للمرأة في حياة الرجل ..

أما سبب الطلاق وهو بيت القصيد فقد نتج عن فشل الزوجة الدمية في الوفاء بإلتزاماتها مع زوجها نتيجة ضعف، وهبوط البطارية التي تغذي حركاتها وأحاسيسها .. ولربما كان هذا القرار بعدم إدراك الزوج لحقيقة العيش والتعايش مع الحياة الإصطناعية بما تحتويه من اشتراطات تقنية .. ..حيث لم يجد لها عذرًا في ضرورة شحن قامتها وتجديد ذاكرتها .. 

وبذلك يكون قد سجل فشلاً جديداً في إختيار من تكون شريكة حقيقية له في حياة لفها الغموض الواقعي الحقيقي والتقني أيضًا رغم الاشتغال العلمي المأهول على تلبية متطلباته بالشكل الذي خطط له .. ولتنتهي بذلك حلول الأرض لاسعاده .. كما لن تكون حلول السماء متاحة له بعدما تجاوز نمط الحياة البشرية المتفق عليها آدمياً، وأيضاً لدعوات النساء عليه ليل نهار ليس بسبب زواجة بل لطلاقه الجائر لقناعتهم التامة بحقيقة مبدأ الحريات لكل ما هو موجود .. 

بكل تأكيد هذه أول حالة طلاق، ولكنها ليستْ الحالة الأولى، ولا الأخيرة التي يقع فيها العقل البشري في فخ التعامل مع التقنيات المتجدَّدة والتكنولوجيا التى أصبحت تحاكي، وتنافس قدرات البشر الذهنية بشكل تجاوز خيال البشر ذاتهم .. بل وتسيطر حتي على حواسهم، ونمط تفكيرهم .. ولهذا أصبح الكثير من أصحاب اللامعقول يعون تمامًا بأن القادم ليس أفضل 

 كونوا بخير

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى