ثقافة

أُسدلتْ الستارةُ وتجددَ الأملُ 

إشراف : سميرة البوزيدي /عدسة عبد الرحيم الشريف

المهرجان أثبت قدرته على  النهوض من الركام

في نهاية ليلة تاريخية، أسدلت الستارة على المهرجان الوطني للفنون المسرحية في دورته الثانية عشرة، لتنهض معها روح الأمل في نفوس الليبيين من عشاق المسرح ومريديه.. 

المهرجان كان  ناجحًا بشكل كبير، حيث حقق أهدافه في إعادة إحياء المسرح لمدينة طرابلس بعد غياب طويل، وقدم عددًا من العروض المسرحية المميزة، والمتنوعة من حيث الأفكار، والمضامين، والتقنيات المسرحية، وقد عكست العروض واقع المجتمع وقضاياه المعاصرة.

كما شهد المهرجان حضوراً لافتًا من الجمهور من مختلف شرائح المجتمع رغم تقلبات الطقس مما يعكس رغبة محبي الركح في العودة إلى المسرح.

المهرجان كان بمثابة رسالة أمل لعشاق المسرح، فقد أظهر أن الفن المسرحي الليبي مقاومٌ يمكنه النهوض من ركام التوقف وأنه مازال حياً، ومزدهراً ، وأن هناك جيلاً جديداً من الفنانين الموهوبين الذين يحرصون على تقديم أعمال فنية مميزة تسهم في إثراء الثقافة الليبية.

وعلى الرغم من التحديات التي واجهت المهرجان، فقد تمكن القائمون عليه من إنجاحه بكل ما هو ممكن ومتاح لهم، وذلك بفضل جهودهم المبذولة والدعم الذي تلقوه من مختلف الجهات.

مراسم حفل الختام بدأت من ساحة مسرح الكشاف من خلال نوبة مالوف طرابلسية (تدريجة) تفاعل معها الحاضرون بشكل كبير وبهي لتصل لمدخل المسرح حيث تم استقبالهم بلوحة تراثية من لباس الزي التقليدي الطرابلسي من الجنسين ومن أعضاء اللجنة العليا للمهرجان واللجان التابعة لها وعدد من الفنانين 

وبعد دخولهم بدأ العرض بوصلة غنائية لفرقة (شهرزاد) قدمت باقة من الأغاني الطرابلسية القديمة التي آثارت بهجة الحاضرين ورددوا معها اهتزت له القلوب وتطرب.. 

كلمة رئيس اللجنة العليا للمهرجان والهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون عبدالباسط أبوقندة كانت في مبتدأ الحفل  ثم بدأت مراسم تكريم الفرق المشاركة وكما هو معروف أن هذه الدورة كانت العروض فيها خارج التقييم لذلك جاء التكريم شكراً وعرفانًا لهم على المشاركة والمساهمة في عودة الحراك المسرحي لمدينة طرابلس مع العلم أن المسرح والنشاط المسرحي لم يتوقف في المنطقة الشرقية والجنوبية من عروض شعبية ومهرجانات.. 

الحفل تميز بجانب جمالي وجانب إنساني إضافة للفني طبعًا فكان توحيد الزي واختيار التقليدي الطرابلسي علامة على حب طرابلس وفرحتها وإحتفائها بزوارها وكأنها في عرس حقيقي مما أعطى مظهرًا جمالياً للحفل.. 

أما الجانب الإنساني الأبرز فهو تكريم وتخليد  شهداء درنة من الفنانين.. 

أيضاً اللفتة الجميلة التي قام بها فنانون بنغازي  لرئيس الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون الأستاذ عبدالباسط أبوقندة لجهوده البارزة في إعادة إحياء المسرح الليبي في طرابلس و عموم ليبيا 

يذكر أن المهرجان الوطني للفنون المسرحية شهد 16 عرضاً مسرحياً  لمدة 10 أيام على خشبتي مسرح الكشاف وكلية الهندسة بالمقابل وعلى هامش المهرجان وضمن الفاعليات الثقافية عقدت عشر ندوات فكرية وورش عمل وطاولات مستديرة، استهدف منها عدد كبير من الفنانين المشاركين في المهرجان من عموم ليبيا. 

وفي ختام متابعتنا وحرصًا منا على استمرار المهرجان وبشكل يرتقي به وبعراقته كانت لنا بعض الملاحظات لعلها تلقى استجابة في قادم الدورات منها.. 

زيادة عدد العروض المسرحية في المهرجان، لتلبية رغبة الجمهور.

الاهتمام  بدور المرأة وحضورها ركحيًا.. 

 الاهتمام بالدعاية والإعلان للمهرجان، لتعريف الناس به وحثهم على حضوره.

 توفير الدعم المالي واللوجستي للمهرجان، لضمان إنجاحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى