رأي

“بلاك ساترداي”.. لنوال عمليق

حديث الاثنين

شيء مؤسف ومحزن ما رأيناه بالأمس بسبب موجة التخفيضات التي طالت محال الالكترونات والسجاد.. طوابير وزحام وأسلحة وأناس تُضْرَب من أجل سجادة أو تلفاز .. يطاله التخفيض ليصل إلى 90 % يذكرني المشهد (بالبلاك فرايدي) في بعض الدول ولا نعلم سبب هذا هل هو فعلا بسبب الركود الاقتصادي الذي يضرب البلاد أو لاسباب أخرى نجهلها ولكن ما نعرفه إن هذا سيحدث ربكة في السوق .. والمشكلة إن التخفيضات على سلع معينة  ومن يعتقد أن هذا بسبب انخفاض الشحن البحري فهو مخطيء لأن انخفاض الشحن البحري ليس ثابتاً والانخفاض كان بنسبة 10 ‎%‎ إلى 25 ‎%‎ تقريباً، مثال: شحن الحاوية 40 قدماً كان قبل ثلاثة أشهر من الصين إلى ليبيا يتراوح بين 12500$ إلى 13500$ على حسب نوع خط الشحن والآن الشحن أصبح يتراوح بين 9500$ إلى 11500$ فنجد نسبة انخفاض الشحن بسيطة مع التخفيضات الموجودة عند بعض المحال.

وكذلك الحاوية تحتاج إلى شهر أو أكثر من الصين للوصول إلى ليبيا.

فالسؤال كيف تصل التخفيضات من 50‎ %‎ الى 90‎ %‎ وسعر الدولار في المصرف المركزي مقابل الدينار الليبي ارتفع في الفترة الأخيرة حتى وصل 1$ إلى 4،94 د.ل، كذلك زيادة أسعار السلع المستوردة بسبب زيادة أسعار المواد الخام عالمياً اذا افترضنا  أن حاوية الشاشات تسع 1500 شاشة وسعر الشحن 14500$ يعني تكلفة شحن القطعه الواحدة 9.5$ ونفترض حالياً أن شحن الحاوية  10.000$  يعني تكلفه شحن الشاشه 6.5 $ الفرق 3.5$ يعني الفرق 18 ديناراً ليبياً فيكون هذا التخفيض «وهمي».

عندها نصل بأن التحليل الوحيد لأسباب التخفيضات يعود  لعدم إمكانية تسديد الالتزامات المالية المتراكمة على التجار عند الشركات التى يستورد منها البضائع خارج ليبية فيلجأ التاجر للتخفيض إلى حد رأس المال وأحياناً بنسبة خسارة بسيطة لتسديد الالتزامات المتراكمة عليه وتدوير العجلة المالية بإدخال بضائع جديدة للخروج من الكساد الموجود.. وأيضاً يقوم البعض بتصفية البضاعة بالتخفيضات وتغيير نوع النشاط حتى يتحصل على قيمة البضاعة بسرعة، أو الشعور بعدم الأمان في المنطقة التي قام فيها بإنشاء مشروعه مثل المناطق التي دائماً ما تنشئ فيها الحروب، أو التحصل على بضاعة من الخارج بقيمة مخفضة على سلع معينة، مثل حاوية أو أكثر من الشاشات والمفروشات ويتم بيعها بسعر منخفض ومكسب جيد ويتحصل على القيمة النقدية بسرعة.

لا يمكن القبول بالقول إن انخفاض النقل أو الركود كان سبباً في تخفيضات بهذا الكم من النسب تتعدى 50 % وتصل 90 % حتى وإن كان هذا التخفيض في صالح المواطن البسيط الذي بات يقضي ليلته ينتظر أن يفتح المحل أبوابه..

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى