رأي

جمعة عتيقة يكتب.. عن يوسف الشريف أحدثك 3/3

 

كما كان (ليوسف) غضبةٌ مضريّةٌ حينما اساء بعض الأشخاص (للأسف من المحسوبين على الوسط الثقافي) لمحاولة الاستحواذ على  (رابطة الأدباء و الكتَّاب) بإتباع أساليب رأي فيها خروجًا على موجبات المهنية و الإلتزام الأخلاقي الذي كان رحمه الله صارمًا في وضع خطوط الطول والعرض فيه. فكتبَ مقالًا شهريًا في جريدة (المشهد) التي كان يرأس تحريرها د. عبدالله مليطان ولم اعد اذكر عمن كانتْ تصدر. كان عنوان مقاله ((خوذوها و فكونا)) أثارتْ وقعًا مدويًّا حينها.

(وحين امطر الفجرُ الرمادي رصاصًا و دماءً) في فبراير كان طبيعيًا أن ينحاز يوسف إلى شعبه فأصدر أعدادًا من جريدة اسماها (الليبي الجديد) نشر بها ما رآه دعمًا ومساندة للثورة إلا أن شح الموارد وانعدام الدعم المادي جعل الجريدة تلفظ أنفاسها مبكرًا.

يوسف لا يعرف الجمود والتوقف و الانكفاء، استمر يكتب و يُسهم كلما كان ذلك ميسرًا و تم ترشيحه وزيرًا للإعلام في حكومة السيد علي زيدان من طرف حزب (التحالف الوطني)، ومن المفارقات، أنني ترأستُ جلسة المؤتمر الوطني التي اقرتْ الترشيح و اقسم أمامها اليمين، جاء يوسف وجلس خارج القاعة منتظرًا دعوته لمباشرة إجراءات التكليف.. كنتُ اخشى من معوقات، ومنغصات قد تجعل اختياره متعذرًا لأسباب لا ترقى إلى مستوى الشبهات، فاستقرأتُ رأي بعض الأعضاء الذين ينتمون إلى تيار (الإسلام السياسي) فوجدتُ هناك انعدام للحماس في تعميد الترشيح .. و هذا ما حدث إذ كانت نتيجة التصويت متقاربة، مَنْ أيد و مَنْ عارض لأسباب ابعد ما تكون عن الموضوعية وإقرار حق الإختلاف (وهنا بان الربيع من فم الباب!) .. لم يداوم يوسف في المنصب طويلًا، و لم يكن المناخ السياسي آنذاك يروق له، أو ينسجم مع قناعاته ومبادئه، وكان اقتحام قناة (العاصمة) عن طريق بعض الموتورين و أعداء الأمل القشة التي قصمت ظهر كل بعائر (يوسف) لينصرف بعدها ليعطي اهتمامًا أكبر بالكتاب و التأليف خاصة الكتابة للأطفال فأنتج سلسلة مميزة في أدب الأطفال كان إثراء للمكتبة الليبية في أدب الطفل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى