رأي

طايح وزيده عزقة..

خالد الهنشيري

الضغوطات الاقتصادية أكبر محرك للشعوب، أما بقية الأفكار والآراء بمختلف أنواعها هي عوامل مساعدة لتكوين الاتجاهات وتحديدها بشكل أكثر وضوحا..

مسألة التغيير الذي أحدثته الثورة الفرنسية ينظر إليه بأنه عامل مهم حرك قارة أوروبا بأسرها وليس فرنسا لوحدها، بإنهيار نظام الأقاليم وإحلال نظام الولايات تشكل نوع آخر من البناء الاجتماعي داخل فرنسا مرورا ببقية الدول ومن بينها روسيا القيصرية بعد عام 1917..

في تلك المراحل انتهت فكرة الولاء للفرد_الملك_ لياخذ الاقتصاد مسارات أخرى حسب نظرة تلك الثورات لأهم عوامل تحريك التاريخ_الاقتصاد. وأصبح الفرنسي مواطن بحكم الولاء الإداري بعد انتهاء نظام المقاطعات، وهو ما صار يعرف لاحقا بمفهوم المواطنة الحديثة..

كل تلك التغيرات كانت نتاج اكراهات الواقع الاقتصادي الذي يحدده نوع نظام الحكم ونظرة عربيّه لهذه الأداة الفاعلة على مرة العصور.. الخ

لدينا مسألة المواطنة وحقوق الأفراد أكثر تعقيدا بعد تسعة أعوام فبرايرية ، لم يتم التطرق إلى إعادة هيكلة الإقتصاد وقوانين الوظيفة العمومية إداريا، فنظام حكم القذافي أسس ما يمكن أن نصفه بالدولة الأبوية أو السلطانية وهي الفكرة التي تقوم على أساس  الاقتصاد الريعي، ليشل بقية الأركان المكملة لتحرر الفرد داخل مجتمعه، حسبما يقول المنطق فيتحول إلى محكوم بموجب تقييد مصادر الدخل وخدعة النفط والتعينات والوظيفة والضمان الخ.. لتتحول إلى أداة حكم في أقبية البيروقراطية وبقية أدواتها بصورة لا تختلف عن بقية أعمال السخرة والاحتكار بحكم القانون ..

باختصار شديد الاحتجاجات والمظاهرات في هكذا دول أشبه ما تكون بالعبث وتعطيل المعطل..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى