الرئيسيةلقاءات

فيضان درنة.. الأسباب والنتائج

تحقيق.. إنتصار المغيربي

 تتوخى عديد الدول الحذر من الآثار السلبية للتغير المناخي  كاحتمال حدوث  موجة العواصف الناجمة عن إعصار مداري أو تسونامي  في المناطق الساحلية، وينتج عنه  أمطارٌ غزيرة مسببة  للفيضانات، والتي يعرفها العلماء بأنها  أكثر أنواع الكوارث الطبيعية شيوعًاً، وهي تحدث عندما يغمر فائض المياه الأراضي التي عادةً ما تكون جافة.

وتؤثر الفيضانات بعواقب وخيمة في المناطق التي تحدث فيها،  فتسبب اختلالاً في التوازن البيئي عن طريق التأثير في مكونات النظام البيئي وتعزى آثارها إلى مقدار كميتها وسرعة تدفقها .

 لذا كان بناء السدود من أولويات الدول في المناطق التي تجري فيها أودية بفعل الأمطار الغزيرة لتفادي حدوث كارثة كالتي حدثت في مدينة درنة ، و معلوم أن سد درنة ويسمى محليا بسد (أبو الضحاك) قد أنشأ سنة 1977م للري و للاستغلال الزراعي ، وكان من المفترض أن تجري فيه صيانة بشكل دوري ، وقد كان قبل حدوث العاصفة المدمرة من ضرورة الإسراع في صيانته خوفاً من امتلائه وتشققه وسرعة تدفقه ، إلا إن تأخر صيانة السدود سبب في تمكين عاصفة دانيال من تحطيم السدين لتجري مياه الأمطار لتصب في البحر الأبيض المتوسط ، كالسيول الجارفة تدمر كل شيء ولا تترك إلا الدمار والآلاف من أعداد القتلى والمفقودين والجرحى، فتأثر كل الليبيين لمصابهم وساهموا إما بالدعاء أو الأموال أو المجهود أو التحذير والنصيحة وشعارهم «تضامن وتكافل وفزعة خوت»من الغرب غلى الشرق

الدكتور / عبد الله بشير 

واكد أن طلاب الدراسات العليا «الماجستير والدكتوراه» يهتمون بدراسة البيئة المحلية في ليبيا، وأشار إلى دراسة الدكتور عبد الونيس عاشور صاحب دراسة لرسالة دكتوراه أجريت العام الماضي، حذر في توصياتها من حدوث كارثة في درنة متوقعا انهيار سديها، وقد تحدث خلال مقابلة مع تلفزيون المسار عن أسباب الانهيار متحسرا على عدم استجابة المسؤولين للتحذيرات.

وقال الدكتور «بشير» توجد عدة أسئلة لابد من جهات الاختصاص البحث عن إجابتها وهي من صمم سدود وادي درنة؟ ومن نفذ؟ و من أشرف؟ و من استلم؟ و من سمح للمواطنين بالبناء بعد السدود في منطقة حوض الوديان؟ و من أعطى رخص البناء؟ و من نزع ملكية الأرض للمصلحة العامة؟ ومن نزع الصبغة الزراعية؟ ومن هو المسئول عن إدارة السدود؟ وهل يقوم بصيانتها و تنظيفها سنويا قبل موسم المطر؟ و صمامات السدود، بحيرة السد، فتحات التنفيس، هل يتم الكشف عليها؟ و متى آخر مره؟ تخصصات الهندسة المائية، المدنية، الجيولوجيا، هندسة التربة، الهيدرولوجيا، الجيوفيزيائي، المناخ، الجيومرفولوجية، هل شاركوا في دراسة منطقة السدود؟ ، فالمُصاب جلل، و لابد من كشف الحقيقة مهما طال الزمن. وأكد أن أي تفكير أو محاولة إعادة تشييد سدود على وديان درنة، و إعادة البناء في منطقة حوض الوادي، عبث بكل ما تعني الكلمة. وشدد على أن يتم إعادة تسكين السكان في غرب الوادي من منطقة بو مسافر إلى الاثرون، حيث لا وديان و الأرض منبسطة و صالحة للسكن.

إعلامية وناشطة في المجتمع المدني/ وصال فتحي

 قالت لقد كان لجهات الاختصاص الدور الكبير في مساعدة المنطقة الشرقية بعد تحذير الإرصاد الجوية من شدة إعصار دانيال واحتمال حدوث أضرار على المدن الساحلية وقد شاهدنا غرق الطرق وتوقف الحركة المرورية من الأمطار الغزيرة في طرابلس تم انتقل بشدة إلى المنطقة الشرقية والتي كان من المحتمل ان ما حدث في طرابلس ان يحدث بالمثل في مدينة درنة ولكن قوة الإعصار وسرعة جريان مياه الأمطار الجارفة مسببة انهيار السدين وكانت النتائج محزنة لكل الليبيين .وأوضحت أن قرى في درنة غمرتها الفيضانات وتزايد حصيلة القتلى بالألف، وأضافت أن الناجين من الغرق يعانون من فقد السكن والملبس والمأكل بل إلى مياه الشرب فقد أصبحت ملوثة وهم بحاجة إلى الأدوية ولمراكز الإيواء. وأكدت أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية السيد «عبدالحميد الدبيبة» بادر في إرسال مساعدات إلى المنطقة الشرقية ومنها التنسيق مع الشركات العالمية لتقديم الدعم الفني وتوفير المعدات الخاصة بعمليات الإنقاذ، كما شدد على ضرورة التنسيق مع الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة بشأن تحديد الاحتياجات اللاّزمة. وأشارت إلى إعلان النائب العام الصديق الصور في بدء التحقيقات حول كارثة درنة وتكليف 26 عضوا من النيابة بينهم خبراء ومهندسون للبحث في أسباب انهيار سدي البلاد وبو منصور . كما استدعى مدير إدارة السدود ووزارة الموارد المائية لمعرفة التاريخ الإنشائي للسدين والتحقيقات مستمرة الآن حول الأموال التي صرفت في الصيانة ومنع الانهيار. وأكد السيد «الصديق الصور» بأنه سيتخذ الإجراءات الحازمة ورادعة إزاء المتورطين في كارثة درنة التي أودت بحياة الآلاف.

 

الدكتور / عبد الفتاح الدرناوي

باحث أكاديمي وأحد الناجين من فيضان درنة من جانبه شدد على ضرورة محاسبة كل مسؤول أهمل في عمله ، فقد تم تحذير الجهات المختصة وذات العلاقة قبل سنة من حدوث الكارثة ولكن اللامبالاة وعدم الاهتمام بتوصيات الخبراء ذوي الاختصاص كانت نتائجها كارثية وفاجعة إنسانية نصبت خيم العزاء في قلوب كل الليبيين والعالم بأسره. واكد أن درنة تعاني من مشكلات متفاقمة منذ ما قبل العاصفة دانيال، متأثرة بسنوات الحرب والصراع الطويلة على السلطة منذ الحكومات السابقة ، فسبب التهميش وإهمال الصيانة المستعجلة للبنى التحتية والسدود دمار وقتلى ونزوح وأوبئة .

رئيس جمعية أنامل مبدعة لثقافة والفنون والتوعية فرع الخمس/ مني الجبيلي 

وفي ذات السياق قالت سببت العاصفة المدمرة في درنة تداعيات عديدة ، وأن نتائجها سلطت الضوء على المشكلات المتعددة في المنطقة، وشدد على ضرورة التركيز على الجوانب الصحية والبيئية والاجتماعية والإنسانية بعد انحسار المياه. وشكرت كل من ساهم في حملة «مد يدك لخوك» في عدة مدن في ليبيا ، حيث يتم جمع التبرعات من أغطية ومواد غذائية وما يلزم النازحين ، وشكرت الشباب اللذين سارعوا في مساعدة إخوتهم في درنة وهم ( محمد الوسيع و أسامة الورفلي و وعبد المجيد نوري ومحمد منصور ) ساهموا في وصول المساعدات إلى مستحقيها في درنة .

الأستاذة / أميرة محمد حمزة معلمة ورائدة أعمال

. قالت نسعى في العمل التطوعي لخدمة أبناء شعبنا منذ عقود واكتسبنا خبرة في كيفية تقديم العون للنازحين وبادرة بفكرة بذرة خير وحيث تقام بازارات خيرية لتقديم المعونات للمحتاجين وقد اعلنا عن حاجة نازحي درنة للسكن وتمكنا من توفير سكن وما يلزم للأسر التي فقد كل ما تملكه بسبب الفيضان وسنستمر في متابعة ما تحتاجه الأسر النازحة من درنة فهم إخوتنا ونشاطرهم معاناتهم فمصاب سكان في درنة يبكي الصخر وكان الله في عونهم.

رئيس جمعية ميلاد جديد الأستاذة / فوزية محفوظ

 أكدت على تنفيذ أهداف الجمعية في مساعدة النازحين والمحتاجين إلى مسكن وغذاء وماء وغطاء وقد بادرت الجمعية إلى تسيير قافلة تبرع بها رجال الأعمال إلى الجمعية لثقتهم في تسليمها لمستحقيها .وأشارت إلى تجار الأزمات فيعلنون عن هواتف لأخذ الأموال والتبرع بها لسكان درنة وفي الحقيقة لا تصل للمتضررين وحذرت من مصائدهم ومحاسبتهم وعلى من أراد التبرع أن يتأكد من وصول المساعدة لأصحابها.

الأستاذ خيري الساكت عمل حر قال عندي عمارة جديدة بمجرد أن انتهيت من بنائها حدثت كارثة فيضان درنة واستجبت لنداء الأسر التي تحتاج لسكن و أعلنت عن تبرع سكن مجاني لحين توفر الدولة لنازحين فاقدي المأوي السكن البديل لهم ، وبسبب شجار دار بين الأسر النازحة كشفوا سر بعضهم و تفاجأت أن من تمكن من حصوله على شقة غير صادق فقد أجر بيته في طرابلس بألفين دينار وجاءنا يطلب سكن كنازح . وأوضح أن بعض مدعي الأعمال الخيرية هم غشاشين فقد يتصلون لطلب الأموال لمساعدة النازحين وان عندهم العديد من الملفات والأرقام الوطنية التي تحتاج إلى مساعدات مالية وتموين وتم امتحان بعضهم وللأسف لا توجد مصداقية وتبين غشهم واستغلالهم للأزمات وشعارهم رب ضارة نافعة . وختم بضرورة توفير أماكن تجمع أموال لمساعدة النازحين كصندوق الزكاة أو يتم الاتصال بالأسر المتضررة ويتم تخصيص خدمة توصيل من المدن إلى سكان المتضررين.

الحاج جمعة الأشهب معاش تضامن ونازح قال خرجنا من منازلنا بسبب تضررها من ماء الفيضان وبسبب أن الطرق يصعب المرور منها سمعنا أن مراقبة التربية والتعليم في بنغازي قد أعلنت عن تجهيز 18 مدرسة لاستقبال النازحين من المناطق المتضررة جراء الفيضانات والسيول، وأكد أن عدد النازحين حتى الآن بلغ 522 عائلة، تم توزيعهم على 5 مدارس. كما أكد أن الشركة القابضة للاتصالات أعادت خدمة ADSL التابعة لشركة ليبيا للاتصالات والتقنية، بالإضافة إلى عودة 5 محطات إضافية لخدمة إنترنت الجيل الرابع، إلى مدينة درنة. وان الشركة العامة للكهرباء تواصل العمل لصيانة الأضرار في المحطات الفرعية بالمنطقة.وفي ذات السياق شاهد فريق شركة الخدمات العامة من طرابلس و مصراته في مدينة درنة وقيامهم في اليوم الأول بإزالة الركام من بعض المنازل حتى تسنى لفرق الإنقاذ من إخراج 15 شهيدا من تحت الأنقاض.

 صحافية وإعلامية سميحة بشير المشري

 .. من جانبها قالت من الصعب وصف المصاب ، ليس ضعفا في الإيمان لكن الكارثة كانت بسرعة البرق والفقد جلل ، وقالت يمكنني القول كان بإمكاني القيام بدوري كإعلامية من خلال تقديم تغطية خاصة بالأحداث المؤلمة التي شهدتها مدينة درنة ، إلا أنني لم أستطع الاكتفاء بجلوسي على الكرسي في الأستوديو لمجرد التحدث عن الأمر واستقبال المكالمات الهاتفية والوقوف على التطورات المحزنة ، فبادرت بتقديم يد العون بطريقتي التي أرى أنها أكثر نجاحا من حيث ضمان وصول المساعدات لمستحقيها ، فاخترت طريقا مختلفا تماما وفضلت أن أساند أخوتنا في مدن الشرق وأنقل صوتهم لبعض الجهات التي بإمكانها أن تقدم مساعدة مباشرة أو في أسرع وقت ممكن ، ورغم توفر العديد من حملات الإغاثة ، ترددت في الانخراط حتى عزفت عن معظمها .. لم يكن أغلبها معروف المصدر ولا المصير، وتساءلت دائما ( هل ستصل هذه الإغاثة لمن يستحقها ؟) أعتقد أن أغلبها لن يصل. وأكدت أن صرخات الغوث كانت تصلنا على الخاص والتي لازالت تتواصل حتى اللحظة تؤكد عدم وصول أي إغاثة لهم .وتقطع شكي باليقين لا يمكنني الطعن في أهلنا ممن يقومون بهذه الحملات. ولربما يكون الخلل في الجهات التي يصلها الغوث على مشارف المدن المتضررة . وأشارت إلى أغلب وسائل التواصل الاجتماعي فقد كانت فاعلة والكل تنادى للمساندة.. وكان من الصعب الوثوق في مصادر الأخبار المنقولة ، فالكثير من الأرقام لشخصيات بادروا بعرض مساعداتهم و لم تكن أرقاما حقيقية أو قام أصحابها بإغلاق هواتفهم ولا زالت أرقامهم متداولة على صفحات التواصل ، مما أدخلنا في عالم الوهم وأضاع الكثير من الوقت الثمين الذي كان من الممكن استثماره في إنقاد الأرواح ونقل المساعدات . وشددت على ضرورة البحث عن الطرق الصعبة الحقيقية للمساعدة وليس الطرق المختصرة الوهمية ، أعتقد أن أغلبنا وقع في بعض الفخاخ التي نصبها لنا ( مستغلي اللازمات) ، ولابد من التأكد من مصادر المعلومة أن تكون المساهمة لإنقاذ أهلنا في الشرق عن طريق الجهات الموثوقة . وأشارت إلى عمل فريق الكشافة والهلال الأحمر الليبي وبعض الأشخاص الصادقين في تقديم المساعدات، وختمت أن ما يجمعنا ليس المصلحة فنحن أبناء الوطن الواحد «ليبيا» ونحن فداء لها نعمل ونتكاثف ولأجلها نتنادى. رحم الله من وافتهم المنية.. وعجل في شفاء الجرحى وفرج كربة العالقين تحت الأنقاض.

 نبيل المرجيني تاجر أحد الناجين من الفيضان قال :

رغم حزننا على فقد أقاربنا وبعض جيراننا إلا أن فزعة أهلنا في طرابلس ومصراته وحي الأندلس وتاجوراء وعين زارة وأبو سليم وسوق الجمعة والخمس أثرت فينا وأبكت رجال درنة الذين سلب الفيضان منهم كل ما يملكون حتى ماء الشرب وصلت مع التموين ووزعت من قبل فريق الهلال الأحمر والأمن .. وشكر الفريق الحكومي للطوارئ والاستجابة السريعة ورئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات القابضة ورئيس جهاز المباحث الجنائية اللواء الذين تمكنوا من إيصال عدد من القوارب المطاطية إلى المناطق المنكوبة للمساعدة في انتشال الجثث ولن ينسى أهل درنة فزعة المنطقة الغربية لنا وخص بالشكر السيد عبد الحميد ادبيبة ورئيس جهاز طب الطوارئ والدعم فرع طرابلس على تسيير الجهاز 6 قوافل طبية للمنطقة الشرقية.

وأوصى ببناء مساكن جديدة بعيدة عن مجرى الوادي ولا يجب إعمار درنة ببناء المساكن في طريق مجرى الوادي ولو تم إنجاز بناء السد مجددًا، فإنه لا يجُدي مهما رصدتم من أموال ووفرتم التقنية فالتصدي لعواصف الطبيعة إهدار أموال وضحايا للجيل القادم لا قدر الله.

وختم بتوجيه المسؤولين بأن يسارعوا لصيانة السدود في المدن الليبية وإزالة المباني بطريق الوادي؛ فالشتاء على الأبواب والأمطار الغزيرة تكرر الحدث في مكان آخر إن لم تسارع الحكومة في صيانة الأودية التي تصل إلى التجمعات السكنية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى